لاغوس – (وكالات) افتتح الرئيس النيجيري يوم الإثنين أكبر مصفاة نفط في أفريقيا، ضمن مساعي تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحويل الدولة لأن تصبح مُصدِّراً صافيا للمنتجات البترولية.
وقال “محمد بخاري”، مخاطبًا نظراءه من رؤساء الدول الأفريقية في حفل الافتتاح، إن المشروع يظهر أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتسريع النمو الاقتصادي في جميع أنحاء القارة.
وتقع المصفاة في “لاغوس” المركز الاقتصادي لنيجيريا، وتبلغ تكلفتها نحو 19 مليار دولار، وتُعد واحدة من أكبر مصافي النفط في العالم حيث تبلغ طاقتها 650 ألف برميل يوميًا.
وقال الملياردير النيجيري “أليكو دانغوتي” مالك المشروع، إن مصفاة النفط الجديدة ستُمكّن من تلبية الطلب المحلي فضلًا عن جعل نيجيريا لاعباً رئيسياً في السوق الأفريقية والعالمية.
وأضاف أغنى رجل في أفريقيا، أن العمل سيبدأ قبل نهاية يوليو، وأن ما لا يقل عن 40% من المنتجات النفطية ستكون متاحة للتصدير، مما يؤدي إلى عائدات كبيرة من النقد الأجنبي للبلاد، بالإضافة إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل.
ويعاني قطاع النفط والغاز الطبيعي في نيجيريا منذ سنوات عديدة بسبب سرقة النفط، بالإضافة إلى أن معظم مصافي التكرير التي تديرها الدولة سيئة الصيانة وتعمل بأقل بكثير من طاقتها، مما يجعل الدولة الواقعة في غرب أفريقيا تستورد المنتجات البترولية المكررة لاستخدامها على الرغم من كونها أكبر منتج للنفط في أفريقيا.
ويأتي افتتاح المصفاة مع توقعات عالية في قطاع الطاقة النيجيري، وسط خطط الحكومة النيجيرية لإلغاء دعم البنزين في النصف الثاني من العام.
أكبر دولة منتجة للنفط
ووفق وكالة “بلومبرغ” للأنباء فإن الافتتاح الذي طال انتظاره للمصفاة، التي بناها أليكو دانغوتي، أغنى رجل في إفريقيا، يأتي بعد تأخر دام سبعة أعوام.
ويشار إلى أن المصفاة مملوكة بنسبة 20% لـ”نيجيريا ناشونال بتروليم”، وهي شركة النفط الحكومية النيجيري. وعلى الرغم من كونها أكبر دولة منتجة للنفط في إفريقيا، تعتبر حالة المصافي المملوكة للدولة في نيجيريا شديدة السوء. ويتسبب ذلك في وضع البلاد تحت رحمة التجار المحليين والدوليين، الذين يسلمون منتجات مثل البنزين والديزل إلى البلاد مقابل النفط الخام.وتبلغ قدرة المصفاة على المعالجة، 650 ألف برميل من النفط الخام يوميا، عندما تعمل بكامل طاقتها.
ويقع المشروع الذي تبلغ تكلفته 20.5 مليار دولار، بالقرب من لاغوس، وسيضم أكبر مصنع في العالم لمعالجة النفط الخام بقطار واحد. واستغرق بناء المصفاة عدة أعوام، وتم تأجيل التاريخ المحدد للانتهاء منها عدة مرات. وتعلق الحكومة آمالها في إنهاء واردات الوقود إلى حد كبير على الانتهاء من مصفاة دانغوتي.
في عام 2021، منحت الحكومة الفيدرالية شركة النفط الحكومية ، NNPC Limited ، الموافقة على شراء حصة 20 في المائة بقيمة 2.76 مليار دولار في مصفاة دانغوتي، مما يشير إلى تحول كبير في موقف الحكومة.
تلبية كافة احتياجات نيجيريا
من المتوقع أن تلبي المصفاة 100 في المائة من الاحتياجات النيجيرية لجميع المنتجات المكررة، ولديها أيضًا فائض من كل من هذه المنتجات للتصدير. وهي مصممة لمعالجة الخام النيجيري مع القدرة على معالجة الخامات الأخرى أيضًا.
وستنتج المصفاة البنزين والديزل بجودة Euro-V، بالإضافة إلى وقود الطائرات والبولي بروبيلين. تقول إدارة مصفاة دانغوتي إن التصميم يتوافق مع البنك الدولي ووكالة حماية البيئة الأميركية، ومعايير الانبعاثات الأوروبية، وقواعد الانبعاث /النفايات السائلة التابعة لإدارة الموارد البترولية (DPR).
ومن المتوقع أيضًا أن تخلق المصفاة سوقًا للخام النيجيري، الذي تبلغ قيمته مليار دولار سنويًا، بالإضافة إلى أرباح من النقد الأجنبي تبلغ 9.9 مليار دولار.
وزادت تكلفة المصفاة إلى 19 مليار دولار من تقديرات أولية، تراوح بين 12 و14 مليار دولار، بعد سنوات من التأخير. وتتوقع مصفاة دانغوتي وصول أول دفعة من النفط الخام في يونيو.
أكبر مركز تكرير بإفريقيا
وبحسب الوكالة فإن افتتاح مصفاة دانغوتي، وإعادة تأهيل المصافي المملوكة للدولة، من المحتمل أن يجعل نيجيريا أكبر مركز تكرير في إفريقيا بحلول عام 2025.
وأضافت: نيجيريا بحاجة إلى مصفاة دانغوتي لخفض الواردات، وتحقيق وفورات في العملة، ومحاربة التضخم، وتحسين توقعات الاقتصاد الكلي في نهاية المطاف”.
وتوقع صندوق النقد الدولي (IMF)، أن تساعد مصفاة دانغوتي في دفع عجلة الانتعاش الاقتصادي لنيجيريا، عندما تبدأ الإنتاج.