السودان : توقيع اتفاق سلام تاريخي بين الخرطوم والحركات المسلحة

جوبا- وقع قادة الجبهة الثورية وممثلو الحكومة السودانية، الثلاثاء، رسميا بالأحرف الأولى على اتفاق سلام تاريخي في جوبا يضع حدا للنزاع المزمن في إقليم دارفور.

وفور التوقيع، ارتفع التصفيق والزغاريد في القاعة، بينما رفع العديدون شارات النصر.

ورفع رئيس مجلس السيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان ورئيس الحكومة عبدالله حمدوك الوثيقة التي تم التوقيع عليها مبتسمين.

ووقع الاتفاق الرئيس سلفاكير ميارديت نيابة عن حكومة جنوب السودان، والفريق أول محمد حمدان دقلو رئيس الوفد الحكومي السوداني وجبريل ابراهيم عن حركة العدل والمساواة (رئيس الحركة).

 كما وقع عن حركة تحرير السودان مني أركو مناوي (رئيس الحركة) والهادي إدريس عن حركة تحرير السودان، وخميس عبدالله أبكر عن التحالف السوداني (رئيس التحالف) وعبدالله يحيي عن تجمع قوى تحرير السودان.

وتركز وساطة مفاوضات سلام السودان في جوبا على 5 مسارات، هي مسار إقليم دارفور (غرب)، ومسار ولايتي جنوب كردفان (جنوب) والنيل الأزرق (جنوب شرق)، ومسار شرقي السودان، ومسار شمالي السودان، ومسار وسط السودان.

ويشكل توقيع الاتفاق دفعة معنوية مهمة للحكومة السودانية في هذا التوقيت لاسيما في ظل ضغوط عدة تواجهها مع تراجع الدعم الشعبي وتفكك الظهير السياسي الممثل في قوى الحرية والتغيير.

وينص الاتفاق على ضرورة تفكيك الحركات المسلحة وانضمام مقاتليها إلى الجيش النظامي الذي سيعاد تنظيمه ليكون ممثلا لجميع مكونات الشعب السوداني.

وقال حمدوك فى صفحته بالفيس بوك  أهدي السلام الذي وقعناه اليوم بدولة جنوب السودان الشقيق إلى أطفالنا الذين ولدوا في معسكرات النزوح واللجوء لأُمّهات وآباء يشتاقون لقراهم ومدنهم، ينتظرون من ثورة ديسمبر المجيدة وعد العودة، وعد العدالة، وعد التنمية، ووعد الأمان .

اليوم بداية طريق السلام، السلام الذي يحتاج إرادة قوية وصلبة كإرادة ديسمبر التي حطمت حصون الطغاة والمستبدين .

تسبب نزاع دارفور بمقتل وتشريد مئات آلاف الأشخاص

والخميس، أعلنت وساطة مفاوضات سلام السودان، تأجيل توقيع اتفاق سلام بين حكومة الخرطوم، والجبهة الثورية الذي كان مقررا الجمعة إلى الإثنين.

كما اتفقت الحكومة السودانية والحركات المسلحة “مسار دارفور”، السبت، على ملف الترتيبات الأمنية، بعد أن وقعت الجمعة، بالأحرف الأولى، 7 بروتوكولات ضمن ملف القضايا السياسية، بينها تقاسم السلطة.

وقال حمدوك في وقت سابق “إننا سعيدون جدا لنكون في وطننا الثاني، دولة جنوب السودان والتقينا مع فخامة الرئيس الفريق أول سلفا كير ميارديت، وكان لقاء مثمرا وتناقشنا معه في قضايا كثيرة على رأسها ما نصبو لتوقيعه غدا لاتفاق السلام كمرحلة أولى”.

واضاف “عند توقيع إعلان جوبا في سبتمبر الماضي، توقع الجميع ان يتم الوصول إلى السلام خلال شهرين أو ثلاثة أشهر”.

وتابع “أن ذلك الاحساس نابع من حقيقة أن الطرف الحكومي لا يتفاوض مع طرف آخر مختلف، بل نتحاور مع قوى الكفاح المسلح وهم جزء من هذه الثورة، لكن حين بدأنا مناقشة القضايا، اتضح لنا أن هذه القضايا معقدة في مكان ما لكن استطعنا أن ننجز هذا العمل الكبير في هذه الفترة، وهذا يشكل البداية لبناء السلام”.

وإحلال السلام في السودان هو أحد أبرز الملفات على طاولة حكومة حمدوك، وهي أول حكومة منذ أن عزلت قيادة الجيش، في أبريل 2019، عمر البشير من الرئاسة (1989-2019)، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.

وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس 2019، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات أواخر 2022، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وتحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”، الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالبشير.

وقد انهارت اتفاقات سلام سابقة مثل اتفاق العام 2006 في أبوجا (نيجيريا) واتفاق العام 2010 في قطر. وتسبب نزاع دارفور بمقتل وتشريد مئات آلاف الأشخاص.

هذا وقد شهد توقيع اتفاق السلام بالخرطوم والحركات المسلحة حضور وفد تشادي رفيع المستوى إلى جوبا كان الوفد حضور الوفد التشادي برئاسة وزير الخارجية امين ابا صديق والمستشار بالرئاسة الشيخ ابن عمر والسفير عبدالكريم كيبرو سفير تشاد لدى السودان والجنرال هاشم محمد ديري

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •