الْإِبْدَاعُ الْإِدَارِيُّ كَأَسَاسٍ لِتَحْقِيقِ الْمَيْزَةِ التَّنَافُسِيَّةِ
بِقَلَم د.عَبْدَالكَرِيمُ مُحَمَّدُ الرَّوْضِيِّ
مُسْتَشَارُ التَّدْرِيبِ وَالتَّطْوِيرِ الْمُؤَسَّسِيِّ وَرِيَادَةِ الْأَعْمَالِ
تعددت تعاريف الإبداع الإداري وذلك لاختلاف وجهات نظر الباحثين وفيما يلي نستعرض بعض تعريفات الإبداع الإداري. و يرى روجرز أن الإبداع الإداري هو كل عملية ينشأ عنها ناتج جديد، نتيجة التفاعل بين الأفراد في المنظمة، باستخدام أسلوب جديد يحقق التمييز و التفوق و يعطي مرونة أكبر داخل المنظمة، ويعبر الإبداع الإداري عن التغير في العمل الإداري بحيث يؤدي إلى التحسين في إجراءات العمل و الأساليب التنظيمية التي تؤدي إلى إنتاج و تسليم المنتج،
والفرق بين الابداع الإداري والابداع التكنولوجي :أن الإبداع التكنولوجي هو عبارة عن تغيرات في المظهر المادي للمنتج أو الخدمة يؤدي إلى تحسين أدائها أو العمليات الخاصة بتحسين عمليات إنتاج السلع و الخدمات أما الإبداع الإداري فهو تغيرات في العمليات الإدارية أو الأساليب التنظيمية التي تؤدي إلى إنتاج و تسليم المنتج.
وكي تتمكن المؤسسة من الدخول إلى هذا المجال الذي تكون فيه ناجحة تنظيمياً لابد إن تتحلى بجملةٍ من الخصائص والميزات التي تدفع بالمؤسسة نحو التميز وأهمها :
- الاتصال الدائم مع الزبون :المنظمة الناجحة هي التي تطيع أوامر و رغبات الزبائن عن طريق منتجات و خدمات ذات جودة عالية، و لقد أثبتت الدراسات أن المؤسسات الناجحة هي تلك المؤسسات التي تطور وفقاً لرغبات زبائنها عن طريق الاتصال الدائم و الاستماع للزبائن.
- الإدارة الذاتية من طرف المستخدمين: المؤسسات الناجحة هي تلك المؤسسات التي تتبنى العمال ذوي المواهب القيادية و الإبداعية، مع إعطائهم فرص و مساحات تشجع قدراتهم الإبداعية و الإبتكارية، بالإضافة إلى إشعار العمال بروح القيادة عن طريق منح نوعاً من الاستقلالية للأفراد.
- نشر القيم :إن صلابة أي مؤسسة استمرت السنوات الطويلة لم تأت من تنظيم أو من المهارات الإدارية فحسب،بل من ما نسميه بالمعتقدات و القوانين و مدى جاذبية و احترام العمال لها، في هذا المجال يتأتى دور القائد لترسيخ هذه القوانين و المعتقدات عن طريق التواجد الدائم في الميدان و القدرة الحسنة و الاستماع لهم.
- تركيز النشاط: التنوع في الأعمال سوف يؤدي إلى التحقيق من درجة التركيز المطلوب في العمل.
وقد وضع الكثير من مدراء الشركات والمنظمات العالمية مجموعة من الآراء الرائدة في مجال الابتكار و الإبداع، وحتى تكون مؤسساتنا نامية، و أساليبنا مبدعة وخلاقة، ينبغي مراعاة بعض المبادئ الأساسية فيها سواء كنا مدراء أو أصحاب قرار، وهذه المبادئ عبارة عن النقاط التالية :
- افساح المجال لأي فكرة أن تولد و تنمو و تكبر مادامت في الاتجاه الصحيح ومادمنا لم نقطع بعد بخطئها أو فشلها…..فكثير من المحتملات تبدلت إلى حقائق، وتحولت احتمالات النجاح فيها إلى موقفية.
- إن الأفراد مصدر قوتنا، و الاعتناء بتنميتهم و رعايتهم يجعلنا الأكبر و الأفضل و الأكثر ابتكارًا و ربحاً، و لتكن المكافأة على أساس الجدارة و اللياقة.
- احترام الأفراد و تشجيعهم و تنميتهم بإتاحة الفرص لهم للمشاركة في القرار و تحقيق النجاحات للمؤسسة؛ فإن ذلك كفيل بأن يبذلوا قصارى جهدهم لفعل الأشياء على الوجه الأكمل.
- التخلي عن الروتين و المركزية في التعامل ينمي القدرة الإبداعية، وهي تساوي ثبات القدم في سبيل التقدم و النجاح.
- التجديد المستمر للنفس و الفكر والطموحات : وهذا لا يتحقق إلا إذا شعر الفرد بأنه متكامل في عمله، و أن العمل ليس وظيفة فقط،بل يبنى نفسه وشخصيته أيضا،فان هذا الشعور الحقيقي يدفعه لتفجير الطاقة الإبداعية الكامنة بداخله، وتوظيفها في خدمة تحقيق أهداف المنظمة.
- محاولة القيام بعمل ممتع لا وظيفة فحسب ؛ ويكون كذلك إذا حولنا النشاط إلى مسؤولية، و المسؤولية إلى طموح .
- التطلع إلى الأعلى دائماً من شأنه أن يحرك حوافز الأفراد إلى العمل و بذل المزيد للسعي إلى تحقيق الأهداف الأبعد باستمرار وكلما تحقق هدف ننظر إلى الهدف الأبعد، ضمن مسير ة فاعلة و حية و مستمرة ومتكاملة.
- ليس الإبداع أن تكون نسخة ثانية أو مكررة، بل الإبداع أن نكون النسخة الرائدة و الفريدة، لذلك ينبغي ملاحظة تجارب الآخرين وتقويمها أيضاً، و أخذ الجيد و ترك الرديء لتكون أعمالنا مجموعة من الإيجابيات.
- يجب إعطاء التعلم عن طريق العمل أهمية بالغة لأنه الطريق الأفضل لتطوير الكفاءات و توسيع النشاطات ودمج الأفراد بالمهام و الوظائف.
فإذا أردنا تحقيق ميزة تنافسية لمؤسساتنا أو منظماتنا فيجب تحقيق الإبداع الإداري وإفساح المجال للإبداع والمبدعين في الإمساك بدفة المؤسسات للإنطلاق بها نحو القمة .
بِقَلَم د.عَبْدَالكَرِيمُ مُحَمَّدُ الرَّوْضِيِّ
مُسْتَشَارُ التَّدْرِيبِ وَالتَّطْوِيرِ الْمُؤَسَّسِيِّ وَرِيَادَةِ الْأَعْمَالِ
الْخَمِيسُ 13 أُغُسْطُس 2020م