أليس رمضان ربيع الأيام؟ بل هو الربيع في أجمل صوره!
ليس بالكلمات فقط، بل في المعاني والمشاعر، فهو مهرجان روحي حقيقي، ومن يعيشه بصدق سيشهد بذلك.
كيف نستقبل رمضان؟
كم رمضان مرّ علينا في حياتنا؟
كم من رمضانات تركت في قلوبنا ذكريات جميلة ورضًا داخليًا؟ فهل استقبلنا هذا الشهر بنية صادقة وتأمل عميق؟ إن فعلنا، فلن يكون خسرانًا، بل سيكون مكسبًا أكيدًا. فليس رمضان فقط لشهرنا الحالي، بل هو فرصة لنموّنا الشخصي مدى الحياة.
السؤال الأهم: *هل نحن قادرون على لمس روح رمضان؟
لهذا، تأملوا في استقبالكم لرمضان وتوديعه، هل كان مليئًا بالدفء والحب؟
هل شعرتم أنكم تستقبلون وتودّعون ضيفًا عزيزًا بكل احترام واهتمام؟
رؤية هلال رمضان، وأول ليلة وأول يوم منه، كلها أوقات عظيمة تستحق اليقظة والانتباه. أليست هذه اللحظات بداية التحول الروحي الذي نبحث عنه؟ فكيف نضيّعها بالإهمال والكسل؟
إن لم نبدأ رمضان من لحظاته الأولى بوعي وخشوع، فكيف سيصبح رمضان “رمضاني” حقًا؟ فقط من يتعامل مع رمضان كضيف خاص وعزيز سيشعر بجماله الروحي.
هل تعاملنا مع رمضان كضيف مميز؟
عندما يزورنا ضيف نحبه، كيف نستقبله؟
نهتم بمكان إقامته، بطعامه، براحته، وبكل تفاصيل وقته معنا، أليس كذلك؟
فلماذا لا نتعامل مع رمضان بنفس الاهتمام؟ إنه ليس أي ضيف، بل هو ضيف استثنائي يحمل معه البركة والمغفرة.
ما هو هدفنا من رمضان؟
الشيء الأهم هو أن يكون لنا هدف واضح من رمضان.
إذا لم نحدد ماذا نريد تحقيقه خلال هذا الشهر، فكيف سنستغل 720 ساعة المتاحة فيه للوصول إلى ذلك الهدف؟ علينا أن نتأمل في مدى تقدمنا، وإذا وجدنا تقصيرًا، فعلينا أن نصححه قبل أن يرحل الشهر.
رسالة من القرآن الكريم
في الآية 183 من سورة البقرة يخاطبنا الله عن الصيام، لكن كيف تنتهي هذه الآية؟
يقول الله: “لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، أي لكي نصل إلى التقوى.
من هو المتقي؟
هو الإنسان الذي يجمع الخير كله، ويتجنب الشر قدر استطاعته. إذن، الصيام ليس مجرد *الامتناع عن الطعام والشراب*، وليس مجرد *تحمل الجوع والعطش*. بل رمضان هو رحلة تجديد
من الغرائز إلى الإنسانية، ومن القسوة إلى اللين، ومن العاطفة العمياء إلى الحكمة والتعقل
من يدرك رمضان بهذه الصورة، سيستقبله بروحه، وسيودعه بدموع الحب، متمنيًا أن يعود مرة أخرى.
