نظمت سفارة المملكة المغربية لدي تشاد يوم الخميس الموافق 13 فبراير 2025، لقاءً تبادليًا مع قادة الرأي حول موضوع: “وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، أولويات وآفاق المبادرة الأطلسية الملكية من أجل ظهور منطقة متكاملة”. وقد جرى هذا اللقاء في أحد فنادق العاصمة بحضور العديد من السلطات، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وضيوف آخرين حضروا خصيصًا لهذه المناسبة.
وفي كلمته، أشار رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة والمناجم والحرف اليدوية (CCIAMA)، السيد علي آجي، إلى أن مؤسسته تدرك الأهمية القصوى لهذه المبادرة الملكية. وقال إن استكشاف منفذ جديد إلى الميناء لتنويع وتسهيل التبادلات، يتماشى تمامًا مع استراتيجية تنويع الموانئ والممرات المختلفة، نظرًا للموقع الجيواستراتيجي الاستثنائي لتشاد في قلب القارة. وأضاف أن هذا الموقع الاستثنائي يوفر إمكانيات هائلة لتطوير التبادلات وتعزيز الاستثمارات.
من جانبه، رحب رئيس المجلس الوطني لارباب العمل في تشاد ، السيد بشارة دودوا، بمبادرة سفارة المغرب، معتبرًا أنها تعكس الأهمية التي توليها للتعاون الإقليمي والتنمية المتكاملة للمنطقة. وأكد أن تسهيل الوصول إلى المحيط الأطلسي يمثل طريقًا مفتوحًا نحو تكامل أفضل وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
بدورها، أشادت المديرة العامة المساعدة للوكالة الوطنية للاستيراد والتصدير (ANIE)، السيدة تايزوبا بيانغ بياتريس، بالمبادرة الأطلسية الملكية التي يقودها المغرب، معتبرة أنها تقدم منظورًا واعدًا لتعزيز التعاون بين دول الجنوب وتحسين اندماج دول الساحل في التبادلات الدولية. وأكدت أن هذه المبادرة يمكن أن تحسن ليس فقط وصول الشركات التشادية إلى الأسواق الدولية، بل أيضًا جذب المزيد من الاستثمارات في القطاعات الرئيسية.

وفي كلمته ، أكد المدير العام المكلف بالشؤون القانونية بوزارة الخارجية، ممثل الوزير السيد بودو سيد، أن هذا المشروع الطموح يعتمد على مقاربة بين دول الجنوب، وهي مقاربة تتماشى تمامًا مع رؤية إفريقيا موحدة وأكثر تكاملًا ومصممة على تحقيق النهوض. وأضاف أن هذه المبادرة التي تسهل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، تمثل مشروعًا هيكليًا على مستوى القارة. وهي شراكة أساسية للتنمية والتعاون في مواجهة التحديات العالمية في إطار التكامل الإفريقي.
وأشار إلى أن هذا المشروع يجسد تمامًا رؤية جلالة الملك محمد السادس الذي يعمل من أجل إفريقيا موحدة وقوية. وخلص إلى أن هذه المبادرة تفتح الباب أمام علاقات اقتصادية وتجارية أقوى ليس فقط مع المغرب، ولكن أيضًا مع دول أوروبا وأمريكا ومناطق أخرى من العالم.

من جهته، أوضح سفير المملكة المغربية في تشاد، السيد عبد اللطيف الروجا،(في الصورة) في كلمته الافتتاحية، أن اختيار موضوع “وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، أولويات وآفاق المبادرة الأطلسية الملكية من أجل ظهور منطقة متكاملة”، ليس اعتباطيًا، حيث أن هذه المبادرة تشكل موضوعًا ذا أهمية على المستويات الإقليمية والقارية والدولية. وأضاف أن هذه المبادرة، التي أطلقت في عام 2023 في إطار “عملية الدول الإفريقية المطلة على الأطلسي” ، ليست سوى امتداد للاستراتيجية الإفريقية التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، والذي لم يتوقف عن القيام بإجراءات طموحة في إفريقيا منذ مطلع الألفية.

وأكد السفير أن هذا اللقاء يهدف ليس فقط إلى الترويج للمبادرة الأطلسية الملكية لدى قادة الرأي، ولكن أيضًا إلى حث الإخوة التشاديين على تبني هذه المبادرة والاستفادة من الفرص التي توفرها في إطار عملية تنمية البلاد. وأشار إلى أن انضمام تشاد إلى هذا المشروع، الذي يهدف إلى تزويد دول الساحل بمنفذ إلى المحيط الأطلسي في إطار ديناميكية شاملة تشمل الساحل الأطلسي والفضاء الساحلي الصحراوي، لن يعزز إلا منطقة ساحلية أطلسية مستقرة. ومع 27 دولة، وأكثر من 70% من سكان القارة، وأكثر من 40% من التجارة البينية الإفريقية، فإن هذا الفضاء الموجه نحو المستقبل يمثل إطارًا جيواستراتيجيًا في عالم يهيمن عليه بشكل متزايد التكتلات الاقتصادية الكبرى.
كما أشار سفير المغرب إلى أن تشاد، كدولة مركزية في الفضاء الساحلي الصحراوي، وفاعل رئيسي يعمل من أجل السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، تعد من بين الدول الأولى التي عبرت عن مشاركتها في هذه الديناميكية الجديدة.
تفاعل إيجابي ودعوات لتضافر الجهود
عبّر المشاركون في اللقاء عن تفاعلهم الإيجابي مع المبادرة الملكية، مؤكدين أنها تمثل فرصة تاريخية لتحقيق التنمية المستدامة في منطقة الساحل. ودعوا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتنفيذ هذه المبادرة الطموحة، التي من شأنها إحداث تحول إيجابي في المنطقة

