الخبر نيوز / بكر محمد –
انجمينا -في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في السودان، حافظت حكومة تشاد على سياسة الباب المفتوح لاستضافة وحماية الأشخاص الفارين من العنف والاضطهاد. وبحلول نوفمبر 2024، استقبلت تشاد أكثر من 710,500 لاجئ جديد، معظمهم قادمون من إقليم دارفور الذي يشهد أعمال عنف مكثفة، مما أدى إلى تفاقم أزمة النزوح الداخلي والخارجي في السودان والبلدان المجاورة. وبذلك، تصبح تشاد خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد اللاجئين بالنسبة لعدد السكان، حيث تجاوز عدد اللاجئين المسجلين فيها مليون لاجئ.
تحديات إنسانية واقتصادية معقدة
يواجه هذا التدفق الكبير للاجئين تشاد بتحديات إنسانية واقتصادية وسياسية كبيرة، تتطلب تعاونًا دوليًا وتنسيقًا بين الشركاء التنمويين. وتتوقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) أن يرتفع عدد النازحين قسرًا بشكل أكبر في عام 2025، مما يزيد من الضغوط على واحدة من أفقر دول العالم.
![](https://alkhabar-journal.com/wp-content/uploads/2025/02/Screenshot_20250203-200923_1.jpg)
استجابة سريعة من الحكومة التشادية
تصدرت حكومة تشاد الاستجابة للأزمة، حيث وقع رئيس المرحلة الانتقالية، بعد عشرة أيام فقط من بدء الصراع في السودان، مرسومًا لتطبيق قانون اللجوء لعام 2020. ويوفر هذا المرسوم للاجئين حقوقًا أساسية، منها:
- الوصول إلى الأراضي والحيازة الآمنة عبر مستوطنات متكاملة بدلاً من الاعتماد على مخيمات اللاجئين التقليدية.
. - حرية التنقل والحق في الاستقرار** في مناطق تعزز الاكتفاء الذاتي والاندماج المحلي.
. - الحصول على بطاقات هوية تسمح لهم بالوصول إلى الخدمات العامة وتعمل كتصاريح إقامة.
إنشاء مستوطنات جديدة
استجابةً للتدفق المتزايد، أنشأت الحكومة التشادية بالتعاون مع مفوضية اللاجئين سبع مستوطنات جديدة، تستوعب كل منها حوالي 50,000 لاجئ، باستثناء مستوطنة واحدة تتسع لـ15,000 فرد. كما تم توسيع عشر مستوطنات قائمة في شرق تشاد. وتم اختيار مواقع هذه المستوطنات في مناطق ذات إمكانيات اقتصادية، مع التركيز على تعزيز خدمات الصحة والتعليم للاجئين والمجتمعات المضيفة.
قانون اللجوء الجديد: خطوة نحو الاندماج الاقتصادي
يُعتبر قانون اللجوء الجديد في تشاد، الذي يمنح اللاجئين حقوقًا في امتلاك الأراضي والعمل الرسمي والتنقل الحر، خطوة مهمة نحو دمجهم في الاقتصاد المحلي. ومن خلال الاعتراف باللاجئين كفاعلين اقتصاديين، تسعى تشاد إلى استغلال إمكاناتهم للمساهمة في تنمية البلاد.
أعداد اللاجئين والخلفيات الاجتماعية
تشير الإحصاءات إلى أن 86% من اللاجئين في تشاد يأتون من السودان، بما في ذلك أكثر من 400,000 لاجئ وصلوا قبل أزمة 2023. ومن بين أكثر من 710,500 لاجئ جديد، تم تسجيل حوالي 624,000، 88% منهم من النساء والأطفال، و15% لديهم احتياجات خاصة. معظم هؤلاء اللاجئين كانوا يعتمدون على الزراعة في السودان، بالإضافة إلى وجود 221,000 نازح داخلي و317,000 مهاجر عائد في تشاد.
![](https://alkhabar-journal.com/wp-content/uploads/2025/02/Screenshot_20250203-200920_1.jpg)
“”
تشاد تتربع على المرتبة الخامسة عالميًا في استضافة اللاجئين بعد وصول أكثر من 710 آلاف لاجئ جديد جراء الصراع في السودان
تحولات في سوق العمل والتعليم
أظهرت سجلات تسجيل اللاجئين تحولات ملحوظة في المهارات والمهن. فبينما انخفضت نسبة العمالة شبه الماهرة من 17.8% إلى 16.3%، ارتفع عدد العمال شبه المهرة من 63,000 إلى 124,000. كما تضاعف عدد اللاجئين الحاصلين على تعليم جامعي وما بعد الجامعي خمسة إلى ثمانية أضعاف، لكن معظم اللاجئين الجدد لديهم مستويات تعليمية منخفضة، حيث ارتفعت نسبة غير المتعلمين من 43% إلى 63%.
المسح الاجتماعي والاقتصادي القادم
تعمل مفوضية اللاجئين بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي على إعداد مسح اجتماعي واقتصادي للاجئين السودانيين، بهدف إنشاء ملف تفصيلي للسكان لتحديد أولويات المساعدة. ومن المقرر أن يبدأ هذا المسح في بداية عام 2025، إلى جانب عملية تحقق لتحديث سجلات التسجيل.
فرص اللاجئين للمساهمة في الاقتصاد
على الرغم من التحديات، يمكن للاجئين في تشاد المساهمة بشكل كبير في الاقتصاد المحلي من خلال:
- الزراعة وتربية الماشية ، نظرًا لخبرتهم السابقة في هذا المجال.
- التجارة الصغيرة وريادة الأعمال**، بدعم من التمويل الصغير والتدريب.
- العمل في البناء والبنية التحتية**، مما يوفر فرص عمل ويدعم التنمية المحلية.
- الاستثمار في التعليم والتدريب المهني لتعزيز مهاراتهم وفرص توظيفهم.
- دعم الخدمات الصحية، خاصة في المناطق النائية.
توصيات البنك الدولي
أكد البنك الدولي في تقرير حديث أن دمج اللاجئين في الاقتصاد التشادي يمكن أن يقلل معدل الفقر بينهم من 88% إلى 50%، ويزيد دخلهم إلى 83% من خط الفقر. كما أن هذا الدمج سيولد توفيرًا سنويًا يقدر بـ164 مليون دولار، مقارنة بتكلفة تقديم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى 573 مليون دولار.
إعداد – بكر محمد bakry20@gmail.com
مصادر المعلومات (اوتشا)
![](https://alkhabar-journal.com/wp-content/uploads/2025/02/images-2025-02-03T200505.063.jpeg)