إطلاق “الصندوق الخاص” و”آلية تمويل نيكسوس” في منتدى حكام حوض بحيرة تشاد لتعزيز التنمية المستدامة

ميدوغوري، – أعلنت لجنة حوض بحيرة تشاد (CBLT) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD) بالتعاون مع شركائهما، عن إطلاق “الصندوق الخاص للتنفيذ متعدد الشركاء” (SMDF) و”آلية تمويل نيكسوس” (NFF)، وذلك خلال فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى حكام حوض بحيرة تشاد. عقد الاربعاء 29 يناير 2025 في مدينة ميدوغوري – نيجيريا , تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الصمود، ودعم التنمية المستدامة، وترسيخ السلام في منطقة تعاني من تداعيات انعدام الأمن والنزوح القسري.

ووفقاً للإحصائيات الأخيرة، يعاني أكثر من 6 ملايين شخص، بينهم نازحون داخلياً وعائدون ولاجئون، من الآثار المدمرة للأزمة التي طالت المنطقة، مع تأثر كبير للنساء والشباب بشكل خاص.

الصندوق الخاص للتنفيذ متعدد الشركاء (SMDF)

يُعتبر هذا الصندوق أداة رئيسية لدعم “الاستراتيجية الإقليمية لتحقيق الاستقرار والتعافي والصمود” (RS SRR) في المناطق المتضررة من أنشطة جماعة بوكو حرام. ويركز الصندوق على تعزيز قدرة لجنة حوض بحيرة تشاد في تنسيق جهود الاستقرار، ودعم الصمود المجتمعي، وتعزيز التماسك الاجتماعي. كما يعمل على توحيد السياسات والبروتوكولات الإقليمية لتسهيل عمليات المصالحة وإعادة إدماج المقاتلين السابقين في مجتمعاتهم المحلية.

آلية تمويل نيكسوس (NFF)

تقدم هذه الآلية نموذجاً مرناً للتمويل متعدد السنوات، يهدف إلى تنسيق الجهود الإنسانية والتنموية وبناء السلام. وتركز على دعم الحلول المحلية لتعزيز الاستجابة الإقليمية للتحديات المعقدة التي تواجه المنطقة.

إنجازات ملموسة:

أشار سعادة السفير مامان نوحو، الأمين التنفيذي للجنة حوض بحيرة تشاد، إلى الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الست الماضية في إطار الاستراتيجية الإقليمية، حيث تم إعادة أكثر من مليون نازح إلى ديارهم بأمان، وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، وخلق فرص اقتصادية، وتسريح أكثر من 100 ألف فرد من الجماعات المسلحة. وأكد أن الصندوق الجديد سيعزز هذه الجهود من خلال تحسين التنسيق، خاصة مع منظمات المجتمع المدني التي تُعد ركيزة أساسية للحلول المحلية المستدامة.

منذ عام 2019، استفاد أكثر من 1.3 مليون شخص، بينهم 726 ألف امرأة، من برامج “آلية التمويل الإقليمي للاستقرار” (RSF)، التي ساهمت في تحسين الأمن، وزيادة الوصول إلى الخدمات الأساسية، وخلق فرص اقتصادية.

شهادات من الميدان:

قالت السيدة حاجة عبد الرحمن، نازحة تبلغ من العمر 37 عاماً: “لقد حرمنا النزاع من سبل عيشنا وشعورنا بالأمان. بعد أن وجدت ملجأ في مدينة بول في تشاد ، حصلت على بطاقة هوية غيرت حياتي تماماً. الآن، يمكنني الوصول إلى الرعاية الصحية وتسجيل أطفالي في مدرسة تم إعادة تأهيلها. لأول مرة منذ سنوات، أشعر بأن لدي مستقبلاً.”

وفي إطار الجهود المشتركة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تم تزويد 981 نازحاً ببطاقات هوية، مما سهل وصولهم إلى الخدمات الأساسية. كما تم إطلاق برامج للوجبات المدرسية في منطقة كولكيم للاستقرار، استفاد منها 362 طالباً، بينهم 171 فتاة.

دعم دولي:

حظي الصندوق الخاص للتنفيذ متعدد الشركاء بدعم عدد من الشركاء الدوليين، بما في ذلك ألمانيا والسويد. وأكدت السيدة أنكا فيلدهاوزن، مديرة منع الأزمات في وزارة الخارجية الألمانية، على التزام بلادها بدعم الجهود الرامية إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

من جانبه، قال السيد يواكيم بيجم، رئيس التعاون الإقليمي للتنمية في أفريقيا لحكومة السويد: “سيعزز الصندوق الخاص للتنفيذ متعدد الشركاء تنفيذ الحلول المستدامة التي تعالج الأسباب الجذرية للصراعات، مع الحفاظ على دعم لجنة حوض بحيرة تشاد في تنسيق الجهود الإقليمية.”

خلفية عن لجنة حوض بحيرة تشاد:

تأسست لجنة حوض بحيرة تشاد في 22 مايو 1964 بهدف إدارة الموارد المائية المشتركة، والحفاظ على النظام البيئي، وتعزيز التكامل الإقليمي والسلام والتنمية المستدامة. وفي مواجهة التحديات المتزايدة، أطلقت اللجنة “الاستراتيجية الإقليمية لتحقيق الاستقرار والتعافي والصمود” (RS-SRR)، التي تم تحديثها عام 2024 لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية والتنموية في المنطقة.

يُذكر أن هذه الجهود تأتي في إطار سعي دولي لتقديم حلول مستدامة تعزز الصمود والسلام في حوض بحيرة تشاد، الذي ظل لسنوات طويلة يعاني من عدم الاستقرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.