تشاد: مدينة أبشة تشهد حدثًا تاريخيًا مع تسليم القاعدة العسكرية الفرنسية وسط احتفالات رسمية وشعبية

الخبر نيوز (أبشة ) في خطوة مفصلية تعكس التحولات في العلاقات بين تشاد وفرنسا، جرت اليوم السبت 11 يناير 2025 مراسم تسليم قاعدة أبيشة العسكرية إلى السلطات التشادية، إيذانًا بمرحلة جديدة من السيادة الوطنية. هذا التسليم يأتي ضمن عملية الانسحاب التدريجي للقوات الفرنسية من تشاد، التي انطلقت عقب قرار الحكومة التشادية في نوفمبر الماضي إنهاء اتفاقيات التعاون الدفاعي والأمني مع باريس.

تفاصيل مراسم التسليم

وصل وزير الدفاع والشؤون المحاربين القدامى، إسحاق مالوا جاموس، إلى قاعدة أبشة على متن طائرة عسكرية خصصت للمناسبة، حيث كان في استقباله حاكم محافظة وداي، بشر علي سليمان، وعدد من كبار الضباط والمسؤولين المحليين. جرت المراسم وسط حضور جماهيري كبير من سكان المدينة، الذين عبروا عن دعمهم لقرار الحكومة وفرحتهم بهذا الانسحاب.

وقد أُعلن رسميًا عن إخلاء القاعدة من المعدات العسكرية الفرنسية خلال الأيام السابقة، مما مهد الطريق لهذا التسليم الذي يمثل خطوة رمزية هامة في إنهاء التواجد العسكري الفرنسي في المنطقة.

احتفالات شعبية في مدينة أبيشة

شهدت مدينة أبشة أجواء احتفالية استثنائية، حيث اصطف السكان على جوانب الطرق للترحيب بمرور موكب الوزير والمسؤولين. وعبّر المواطنون عن مشاعر الفرح والفخر بالهتافات والتصفيق، معتبرين أن مغادرة القوات الفرنسية تمثل صفحة جديدة في تاريخ المدينة. بالنسبة لكثيرين، يعد هذا التطور انتصارًا للسيادة الوطنية وطيًا لحقبة من المعاناة التي ارتبطت بالوجود الفرنسي.

أبشة : ذاكرة تاريخية عميقة

تحمل أبشة رمزية كبيرة في تاريخ تشاد، فهي مدينة عانت خلال فترة الاستعمار الفرنسي من ويلات المجازر والانتهاكات، ما جعلها مركزًا للرفض الشعبي للوجود العسكري الأجنبي. ورغم موقعها الاستراتيجي بين شمال وجنوب البلاد، إلا أن سكانها ظلوا يعبّرون عن عدائهم للوجود الفرنسي.

مغادرة القوات الفرنسية من أبشة اليوم ليست مجرد إجراء إداري، بل هي لحظة تاريخية ذات دلالات كبيرة بالنسبة للسكان المحليين الذين يرون فيها استعادةً لكرامتهم وسيادتهم.

انسحاب فرنسي متواصل

تأتي عملية تسليم قاعدة أبيشة ضمن خطة أوسع للانسحاب الكامل للقوات الفرنسية من تشاد. بدأت هذه الخطة في ديسمبر الماضي، مع إخلاء قاعدة أجي كوساي ومغادرة الطائرات الحربية الفرنسية منها، تبعتها عملية إخلاء قاعدة فايا. وفي ظل التوترات السياسية الأخيرة بين البلدين، يمثل هذا الانسحاب خطوة هامة في إعادة صياغة العلاقات الثنائية بين تشاد وفرنسا.

مستقبل القاعدة العسكرية

هذا التسليم يضع تشاد أمام تحديات جديدة تتعلق بإعادة تنظيم قدراتها العسكرية واستغلال البنية التحتية التي خلفتها القوات الفرنسية.

إعادة تشكيل العلاقات الثنائية

مع اختتام مراسم تسليم قاعدة أبيشة، تتجه الأنظار إلى المرحلة المقبلة من العلاقات بين تشاد وفرنسا. هذا الانسحاب يعكس تحولًا عميقًا في السياسة الإقليمية لكلا البلدين، حيث تسعى تشاد إلى تعزيز استقلالها العسكري وبناء شراكات جديدة، بينما تعيد فرنسا تقييم وجودها الاستراتيجي في المنطقة.

هذا الحدث يشكل لحظة فارقة في تاريخ تشاد، حيث يعبر عن طموح الشعب والحكومة معًا لاستعادة زمام الأمور وبناء مستقبل يرتكز على السيادة الكاملة والتنمية المستقلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.