تشاد: فرق طبية وغذائية جاهزة لدعم الوافدين الجدد من السودان في ولاية إنيدي

شهدت ولاية إنيدي الشرقية في تشاد تدفقًا غير مسبوق للاجئين الفارين من الصراع في السودان، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 2300 شخص خلال الثلاثة أسابيع الماضية، مما يضاعف العبء على المنطقة التي تستضيف بالفعل أعدادًا كبيرة من النازحين واللاجئين. أمام هذا الوضع الإنساني المتدهور، تتضافر جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة وشركاؤها الحكوميون والمنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات الطبية والإيوائية والغذائية العاجلة للاجئين، مع التركيز على النساء والأطفال وكبار السن. كما تعمل هذه الجهات على نقل جزء من اللاجئين إلى مناطق أكثر استقرارًا لتوفير خدمات أفضل لهم، وتنفيذ خطة عمل طموحة تهدف إلى تعزيز صمود المجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل.”

شهدت منطقة “أوريه كاسوني” في إقليم إنيدي الشرقي تدفقًا كبيرًا للاجئين الفارين من العنف الدائر في السودان، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 2300 شخص خلال الثلاثة أسابيع الماضية. يمثل هذا الرقم أكبر موجة لجوء تشهدها المنطقة منذ اندلاع الأزمة السودانية، حيث تستقبل الآن أكثر من نصف إجمالي اللاجئين الذين وصلوا إلى تشاد منذ أبريل الماضي.

جهود إنسانية عاجلة لاستقبال اللاجئين

في ظل هذا الوضع الطارئ، تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها على قدم وساق لتقديم المساعدات اللازمة للوافدين الجدد. وتشمل هذه الجهود بناء 1500 مأوى و4 حظائر لتوفير الإيواء المناسب، بالإضافة إلى تشكيل فريق طبي متنقل لتقديم الرعاية الصحية والتغذية اللازمة

نقل اللاجئين إلى مناطق أكثر أمانًا

وفي تطور آخر، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها بنقل أكثر من 1000 لاجئ جديد إلى منطقة كورسيغي في إقليم وادي فيرا. وقد انتهت فرق الصليب الأحمر التشادي من بناء 948 مأوى لإيواء العائلات المنقولة. وتواصل اللجنة الوطنية لاستقبال وإعادة إدماج اللاجئين والمهجرين، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة وشركائها، تنفيذ زيارات متابعة في مواقع الاستقبال المؤقتة على الحدود في كولبوس وبيرك، حيث يتم تسجيل الوافدين الجدد ونقلهم إلى أماكن إيواء دائمة.

تكثيف الجهود لتسريع النقل وحماية اللاجئين

مع استمرار تدفق اللاجئين يوميًا، تكثف السلطات التشادية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين جهودها لتسريع عملية نقل اللاجئين الذين يعبرون الحدود فور وصولهم. الهدف هو نقل جميع اللاجئين الذين لا يزالون في المواقع العشوائية على الحدود إلى مواقع جديدة بحلول يونيو 2025، لضمان سلامتهم وحمايتهم.

خطة عمل إنسانية-تنموية للفترة 2025-2030

وفي سياق متصل، اعتمدت السلطات التشادية خطة الطريق المتعلقة بنهج “الصلّة بين العمل الإنساني والتنمية والسلام” للفترة من 2025 إلى 2030 في جنوب تشاد. ، نظمت وزارة المالية والاقتصاد والتخطيط بالاشتراك مع مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة ثلاث ورش عمل في أقاليم شاري،الاوسط و مندول، ولوجون الشرقية. وقد جمعت هذه الورش
والتي عقدت في الفترة من 4 إلى 14 ديسمبر 2024، ممثلين عن السلطات المحلية، والوكالات الحكومية، والقطاع الخاص، وكذلك وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لمراجعة واعتماد الخريطة الزمنية وخطة الطريق التي تهدف إلى تعزيز ثقافة السلام وصمود المجتمعات المحلية لتحقيق التنمية المستدامة.

آلية الإنذار المبكر للنازحين داخليًا

على صعيد آخر، أطلقت السلطات التشادية آلية الإنذار المبكر لتحركات السكان في إقليم البحيرة، بهدف توحيد البيانات المتعلقة بتنقل السكان وتنسيق الجهود بين الشركاء المحليين والدوليين. بعد تسعة أشهر من تنفيذ الآلية، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والشركاء بتقييم فعاليتها في ورشة عمل عقدت في بول بتاريخ 10 ديسمبر 2024، حيث صادقت السلطات المحلية على الآلية، مما يعزز القدرة على الاستجابة السريعة والفعالة لحركة السكان.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.