نصيحة الي الإعلاميين والإعلاميات العربفون (٣)…’بقلم المستشار الدكتور حسين مسار حسين …….الرئيس الوطني لتحالف الأصالة للمنظمات المدنية من أجل البناء

هذه المرة خصصت تقديم النصيحة لشريحة مهمة من أبناء الأمة وهم الإعلاميين والإعلاميات الناطقين باللغة العربية ، لاشك أنتم شموع مضيئة في سماء وطننا العزيز وباطلالتكم المشرفة عكستم الوجه المشرق لبلادنا وتحديتم الواقع وفرضتم وجودكم رغم الصعوبات والعقبات التي تعترض الإعلاميين العربفون ،

وجودكم في كافة مؤسسات الدولة دليل علي كفاءتكم وإجتهادكم في إتقان العمل والحديث بلغة رصينة بعيدة عن اللهجة الدارجة المكسرة التي لاتصلح أن يتحدث بها مثقف قضى نصف عمره في التعليم من الابتدائي الي الجامعة وبعضكم واصل الدراسات العليا وفي آخر المطاف يسعي الي لي لسانه ليتحدث بلهجة بعيدة كل البعد عن الذوق واللغة الإعلامية الرصينة التي تحبب الي المستمع أو المشاهد الحرص على متابعة البرامج التي تنتشر في السوشل ميديا وهي متوفر بصورة كبيرة في عصرنا ،

فنصيحتي اليوم لاتتراجعوا عن طموحاتكم في أن تصبحوا إعلاميين علي المستوى العالمي يصبح منكم المراسلين للقنوات العالمية باللغة العربية ورأينا منكم نمازج كثيرة نجحت وبلغت مستوى عالمي في القنوات العربية كمراسلين للجزيرة وقنوات عديدة منها قناة ART التركية باللغة العربية وأنتم مفضلون عن غيركم من الإعلامين في بعض الدول الأفريقية لسلامة لغتكم العربية التي هي لغة الشارع التشادي بامتياز ، كل من يسعى الي تجاوز الإعلام الناطق باللغة العربية يهوي الي السقوط لأنه سعى أ ن يتجاوز عشرين مليون تشادي لايتواصلون بينهم سوى باللغة العربية ،

مجتمع حضارته ولغته التي يتكلمها بامتياز هي العربية لايواجه الزائر من الدول العربية لتشاد بأي عقبة كأنه انتقل من الدارالبيضاء أو نواكشوط الي العاصمة أنجمينا فالذي أطلبه من الشريحة المثقفة باللغة العربية عموما إحرصوا للحديث في المناسبات الرسمية بلغتكم العربية الرصينة إبتعدوا عن الانحدار بهذه اللغة المحبوبة الي القاع ، الأجيال الجديدة تقلدكم ولا تلوموهم إذا ضعفت لغتهم لأنهم لم يجدوا القدوات التي تؤثر فيهم ،

مادفعني الي ذلك بدأت ألاحظ عدد من اخواتي الإعلاميات العربفون يطرحن الاسئلة بلغة ركيكة وأتفهم ذلك إذا أردن تبسيط المعني للمواطن لكن يجب أن لايصبح نهج وثقافة باستمرار دعوا المواطن البسيط يرتقي بلغته ليفهمكم الا تلاحظون قدرت الشارع التشادي علي متابعة القنوات العربية كالجزيرة والعربية والحدث وكل القنوات لايختلف الشارع التشادي عن الشارع العربي بتاتا ، وإذا كانت قناة الجزيرة الرياضية باللغة العربية هي المفضلة للجمهور الرياضي بالمناطق الجنوبية لايستمتعون إلا للمعلق الرياضي باللغة العربية وهي لغة فصحى قح ، لكنهم يفهمونها ولايستمتعون بمشاهدة الكرة إلا بها ، فما بال الإعلاميين والإعلاميات العربفون يكلفون أنفسهم بلغة دارجة لم يتعلموها في كليات الإعلام بالجامعات التشادية ،

أنا حينما أتحدث الي الإعلاميين اليوم كنت شغوف بتطوير كليات الإعلام بالجامعات حينما كنت وزيرا اميناً للدولة في التعليم العالي وفترة عملي كمستشار لرئيس الجمهورية وكذلك حينما ترأست مجلس إدارة جامعة الملك فيصل سعيت الي تطوير كليات الإعلام فجلبت الي كلية الإعلام بجامعة الملك فيصل استديوا متكامل كان في السابق يستخدم في إذاعة الهدى المعروفة بمجمع ابن سينا التعليمي منحت لي هذه الإذاعة من قبل مدير منظمة الدعوة الإسلامية الدكتور محمد إسحاق متعه الله بالصحة ،المشرفة على مجمع بن سينا كان هدية من هذه المنظمة لجامعة الملك فيصل ومعه برج الإرسال وكان في خطتي تأسيس إذاعة جامعة الملك فيصل يشرف عليها ويدير برامجها بصورة كاملة طلبة كلية الإعلام لأنني وجدت هذه التجربة خلال زياراتي للدول العربية ولقاءاتي بوزراء التعليم العالي في تلك الدول فخلال زيارتي للمغرب وتونس والأردن وجدت كل الجامعات بها إذاعات متخصصة وشدني تجربة إذاعة الجامعة الأردنية فأستنسخت هذه التجربة لأن الأمم في مر العصور تتبادل التجارب فيما بينها ،

وفي خطتي أن أفتتح قناة فضائية لأنني لاحظت دراسة الإعلام النظري لايجعل الطالب متميز في مجاله وكان هناك عدت جهات أبدت إستعدادها لدعم هذا المشروع الطموح ولكني متأكد أن إخواني في الإدارة الحالية سيكملون المشروع لأن الإدارة استمرارية ، وبهذه المناسبة لابد من ذكر إنجاز آخر حققته للناطقين باللغة العربية في جامعة أنجمينا كبرى الجامعات التشادية في فترة وجودي كوزير أمينا للدولة بالتعليم العالي والبحث والابتكار حيث وجدت مشروع تأسيس القسم العربي لكلية الصحافة والإعلام بجامعة أنجمينا علي الأدراج قدم الي رئاسة الجامعة في عهد البروفسير محمد بركة

لكنه لم يجد النور فطلبت أن يتم إحضار الملف لي بعد أن تعرفت علي المشروع من قبل عميد كلية الاداب البروفسير محمدعمر الفأل وبرفقته الدكتور الفيض عبود آدم وهما أصحاب الفكرة ، عرضوا علي المشروع وذكروا أنه له أربعة سنوات منذ أن قدم للاعتماد لكن كل مرة يتم ذكر أعذار واهية أهمها عدم وجود الأساتذة المختصين في الإعلام في حين حينما قدم المشروع وأطلعت عليه بنفسي في إجتماع مع البروفسير محمدعمر الفأل عميد الكلية والدكتور الفيض عبود وجدنا ملفات لأربع من آعضاء هيئة التدريس يحملون شهادات الدكتوراة في الإعلام باللغة العربية على الفور قمت باستدعاء رئيس الجامعة وكتبت له التعليمات الصارمة بفتح قسم الإعلام باللغة العربية في جامعة أنجمينا وقلت له إبدؤ بالأربعة من أعضاء هيئة التدريس وسأقوم بتحويل عدد من الأساتذة إلي هذا القسم

والحمد لله اليوم خريجي قسم الإعلام باللغة العربية بجامعة أنجمينا يملؤن الساحة نحن لايوجد لدينا مستحيل أبدا كنت في ذلك العهد أحرص الي تطوير الأقسام العربية وضخ عدد من الكوادر العربفون بجامعة أنجمينا في استراتيجية لازدهار هذه الجامعة وكانت الأقسام العربية بجامعة أنجمينا هي التي أنقذت بها العام الدراسي ٢٠٠١٦م في حادثة شهيرة هزت الساحة وأنقذت البلاد من سنة بيضاء مؤكدة حتي وجدت الإشادة من المشير الراحل إدريس ديبي ايتنو أمام أمام مسؤلين مرموقين مازالوا أحياء الآن ، سردت هذه القصة لإعطاء أهمية للإعلام باللغة العربية ولكن الإنجازات هي التي تتحدث عن نفسها …

مع تمنياتي للإعلاميين العربفون مزيد من التقدم والحصول علي مزيد من فرص التدريب وهنا يأتي دور الأشقاء في الوطن العربي ندعوهم الي دعم الإعلام العربي في تشاد بتدريب الكوادر الإعلامية كما هو الحال في إحدى الفترات بادرت دولة قطر الشقيقة بتدريب عدد من الإعلامين العربفون في قناة الجزيرة نتمني أن يتم. ذلك في كل عام لأن أهم دعم يحتاج اليه الإعلامي الناطق باللغة العربية في تشاد هو التدريب وهذا ما نطلبه من أشقائنا في الدول العربية ،

وأنا متأكد لاتوجد دولة عربية تتردد من دعمنا لكن هذا يحتاج الي مبادرات من القائمين بأمر الإعلام ولا أشك في أن وزير الإعلام الشاب الطموح يستطيع أن يجعل هذا الطموح واقع لأنه حركي ونشط ويساعده كوادر عربفونية مرموقة في الإعلام يتواجدون في قمة المؤسسات الإعلامية البارزة … حتي جديد الملتقي أتمنى لكم جمعة مباركة ..

بقلم المستشار الدكتور حسين مسار حسين …….الرئيس الوطني لتحالف الأصالة للمنظمات المدنية من أجل البناء
المنسق العام لتحالف منظمات المجتمع المدني في تشاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.