انجمينا – أعربت الهيئة العامة للطيران المدني في تشاد عن بالغ أسفها إزاء الحادث الجوي الأليم الذي وقع صباح اليوم، الثلاثاء، في تمام الساعة 05:06، والذي أسفر عن تحطم طائرة خفيفة من طراز “Savannah S” تحمل الرقم التسجيلي ZU-IXH، وتتبع لمنظمة “أفريكان باركس”، أثناء تنفيذها مهمة مراقبة جوية في محمية زاكّوما.
وأفاد بيان رسمي صادر عن الهيئة، أن الطائرة كانت تقل كلًّا من الكابتن تشارلز فان إيدن، وهو طيار جنوب أفريقي، والسيد نيكولاس حامد(في الصورة )، موظف بوزارة البيئة وحماية الطبيعة والتنمية المستدامة في تشاد.
وأوضح البيان أن الطائرة وصلت إلى منطقة قرب قرية “قوز جراد” في الساعة 05:22، ضمن مهمة روتينية لمراقبة حيوانات وحيد القرن. إلا أن الحادث وقع في الساعة 06:05، حيث رصد حراس ميدانيون سقوط الطائرة على أطراف القرية، وعلى الفور، أُرسل فريق إنقاذ إلى الموقع في تمام الساعة 06:10 لتقييم الوضع.
وفي تطور مأساوي، أعلنت “أفريكان باركس” للهيئة في الساعة 09:48 عن وفاة الراكبين الاثنين جرّاء الحادث، وهو ما أكدته الهيئة رسمياً.
وتقدمت الهيئة العامة للطيران المدني، باسم معالي وزيرة النقل والطيران المدني والأرصاد الجوية الوطنية، بأحر التعازي إلى أسرتي الضحيتين، معربة عن تضامنها الكامل في هذا المصاب الجلل.
وعقب الحادث، عقدت الهيئة اجتماع أزمة ضم مفتشيها وأعضاء اللجنة الدائمة للتحقيق في حوادث الطيران، حيث تقرر إرسال فريق تحقيق ميداني إلى موقع الحادث لبدء التحقيقات الأولية وتحليل ملابسات الحادث.
وأكدت الهيئة أنها تتعامل مع الحادث بأقصى درجات الجدية، وستتابع مجريات التحقيق بدقة، مع الالتزام التام بالشفافية وإطلاع الرأي العام على المستجدات أولاً بأول.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تدعو الهيئة العامة للطيران المدني إلى التحلي بالتعاطف والصبر.
وفي سياق متصل تحدثت داوئر من مصادر مقربة من ادارة المحمية ،من بين الضحايا حامد نيكولا، المسؤول عن وحدة حماية وحيد القرن في المتنزه، والطيار الجنوب أفريقي الجديد الذي انضم مؤخرًا إلى الفريق. كانا على متن طائرة خفيفة ذات مقعدين، تُستخدم عادةً في طلعات المراقبة اليومية بين الساعة 5 و9 صباحًا.
وبحسب المصدر وفقًا للمعلومات الأولية، واجهت الطائرة مشكلة فنية أثناء تحليقها فوق منطقة ريجيك، مما اضطر الطيار لمحاولة هبوط اضطراري على طريق غوز-جراد لسوء الحظ، لم تكتمل عملية الهبوط بنجاح، مما أدى إلى تحطم الطائرة ووفاة كلا الراكبين.
يُعد حامد نيكولا من الشخصيات البارزة في جهود الحفاظ على الحياة البرية في تشاد، حيث لعب دورًا محوريًا في إعادة توطين وحيد القرن الأسود في زاكوما بعد غياب دام أكثر من أربعة عقود. وقد أعربت إدارة المتنزه عن حزنها العميق لفقدانه، ووصفت الحادث بأنه خسارة كبيرة لجهود حماية البيئة في البلاد.
وفي ظل فتح تحقيق رسمي لتحديد أسباب الحادث بدقة، بينما تستمر الجهود لتعزيز سلامة عمليات المراقبة الجوية في المتنزه
يُذكر أن محمية زاكوما الوطنية تحظى بشهرة واسعة لما تتمتع به من تنوع بيولوجي فريد وجهود حثيثة في مجال الحفاظ على البيئة، وتستفيد من المراقبة الجوية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، وعلى رأسها الأفيال، من عمليات الصيد غير القانوني. ويثير هذا النوع من الحوادث مخاوف بشأن سلامة عمليات المراقبة وحالة المعدات المستخدمة.
