اقتصاد – انقطاع في التعافي الاقتصادي” تحذير جديد من صندوق النقد لإفريقيا جنوب الصحراء

اقتصاد : واشنطن – وكالات في أحدث تقرير له حول “التوقعات الاقتصادية الإقليمية لأفريقيا جنوب الصحراء”، الصادر يوم الجمعة 25 أبريل، أشار صندوق النقد الدولي إلى أن عام 2025 سيشهد “تعافياً اقتصادياً متقطعاً” للمنطقة. وجاء التقرير في وقت بدأت فيه القارة تتعافى تدريجياً من الصدمات الاقتصادية السابقة، لكن نموها سيتأثر سلباً خلال الأشهر المقبلة بسبب السياسات التعريفية الأمريكية التي أحدثت تغييراً مفاجئاً في التوقعات الاقتصادية العالمية.

تعافٍ هش يتعرض لانتكاسة جديدة

بعد الأزمات المتتالية لجائحة “كوفيد-19” والحرب في أوكرانيا، بدأت اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء تستعيد عافيتها في 2024، حيث انخفضت معدلات التضخم والدين في العديد من الدول التي عادت إلى الأسواق المالية. كما فاجأ النمو الاقتصادي للمنطقة، الذي بلغ 4%، الخبراء بقوته، ما دفع صندوق النقد الدولي إلى توقع نمو بنسبة 4.2% في 2025.

لكن هذه التوقعات تغيرت بسبب ما وصفه الصندوق بـ”التغير المفاجئ في المشهد الاقتصادي الخارجي”، والمتمثل في تراجع الطلب العالمي نتيجة الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

تحذير من تداعيات السياسات الأمريكية

من المتوقع أن تؤثر هذه الحرب سلباً على أسعار السلع الأساسية وتشدد الظروف المالية في القارة، مما سيضرب بشكل خاص الدول المصدرة للنفط مثل أنغولا والغابون، وكذلك الدول المعتمدة على التبادل التجاري مع الولايات المتحدة، مثل ليسوتو ومدغشقر. نتيجة لذلك، خفض الصندوق توقعاته لنمو أفريقيا جنوب الصحراء في 2025 إلى 3.8% فقط، بينما يتوقع أن يبلغ النمو في العام التالي 4.2%، بدلاً من 4.4% كما كان متوقعاً سابقاً.

نداء للدول المانحة وضرورة تعزيز التكامل الإقليمي

في ظل انخفاض المساعدات الإنمائية الثنائية، دعا صندوق النقد الدولي المانحين إلى مواصلة دعم المنطقة، مشيداً بمرونتها الاقتصادية. كما حث الدول الأفريقية على تعبئة المزيد من الموارد المالية محلياً وتحسين إدارتها.

من جهته، دعا رئيس البنك الدولي، أجاي بانجا، الدول النامية إلى “التوصل بسرعة” إلى اتفاقات جمركية مع واشنطن لتخفيف آثار التعريفات الجمركية الأمريكية. وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس”: “كلما تأخرت المفاوضات، زادت الآثار السلبية على الجميع”. وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تفرض أدنى التعريفات الجمركية في العالم، بينما تفرض الدول النامية معدلات أعلى، مشيراً إلى أن خفضها سيفيد الجميع. كما شجع بانجا الدول الأفريقية على تعزيز التبادل التجاري الإقليمي، مؤكداً أن وصول التبادل بين الجيران إلى 50% من حجم التجارة سيكون “إنجازاً كبيراً”.

خبيرة اقتصادية: “الحرب التجارية لا تخدم أحداً”

في سياق متصل، قالت الخبيرة الاقتصادية آن-لور كيشيل: “هذه الوضعية المتعلقة بالتعريفات الجمركية غير مرغوب فيها لأي طرف في العالم”، في إشارة إلى الآثار السلبية المتوقعة للتصعيد التجاري الأمريكي على الاقتصاد العالمي.

يُذكر أن التحديات الاقتصادية الراهنة تفرض على الدول الأفريقية تكثيف جهودها لتعزيز النمو المحلي وزيادة التكامل الإقليمي لمواجهة الصدمات الخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.