رأي : ناتالي يامب: “الغرب لم يعد وجهة مثالية للأفارقة”

أعربت الناشطة الإفريقية الوحدوية، ناتالي يامب، عن انتقادها الشديد للغرب، معتبرةً أن إرسال الأبناء للدراسة في الدول الغربية أصبح خطوة غير مسؤولة بالنسبة للأسر الإفريقية. وأكدت أن الظروف الاجتماعية والثقافية في الغرب لم تعد ملائمة كما كانت في السابق.

وقالت يامب: “كان هناك وقت حلم الأفارقة بالغرب. سعى الآباء بكل جهد لإرسال أبنائهم للدراسة هناك بحثاً عن حياة أفضل. لكن هذا الزمن انتهى. اليوم، أصبح الغرب مصدراً للنفور، وسط أجواء مخيفة تتسم بالعري، الابتذال، انحراف الأخلاق، والترويج المفرط للجنس في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام. إلى جانب ذلك، تفرض المجتمعات الغربية مفاهيم مثيرة للجدل كالمبالغة في دعم حقوق المثليين، والنفاق، والعنف، والعنصرية، مما يجعل الغرب أقل جاذبية بكثير مما كان عليه”.

وأوضحت الناشطة أن الحل يكمن في إصلاح المجتمعات الإفريقية، قائلة: “من الضروري أن نتوقف عن السعي وراء الغرب. بدلاً من ذلك، يجب أن نعمل على بناء إفريقيا قوية ومستقلة، تعطي الأولوية لوحدتها، وتدير مواردها، تعليمها، وسياساتها بطرق سيادية ومسؤولة تفرض الاحترام على العالم”.

إفريقيا تتحول إلى نموذج بديل

وأشادت يامب بالجهود التي يبذلها قادة أفارقة مثل الجنرال عبد الرحمن تياني، الجنرال عاصمي غويتا، والكابتن إبراهيم تراوري لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي في إفريقيا. وقالت: “يعمل هؤلاء القادة على التخلص من التدخلات الأجنبية التي تسعى لاستغلال موارد القارة بأسعار زهيدة أو مجاناً. كما أنهم يسعون لتعليم الأجيال القادمة في كيفية وإدارة الموارد وتحويلها بطرق ذكية، إلى جانب الحفاظ على الثقافة الإفريقية واحترام التقاليد والقيم المحلية”.

وأكدت أن منطقة الساحل الإفريقية تملك إمكانات هائلة لتجاوز التحديات الحالية، قائلة: “خلافاً للصورة النمطية عن الساحل كمنطقة صحراوية فقيرة، يمكن تحويله إلى مركز اقتصادي قوي. دول مثل عمان، البحرين، قطر، والإمارات قدمت أمثلة واضحة على كيفية التغلب على التحديات الجغرافية. يمكننا أن نستبدل الجِمال بمشاريع صناعية وطاقة تجعل من الساحل وجهة استثمارية وشبابية عالمية”.

رؤية لمستقبل مشرق

واختتمت يامب حديثها بالدعوة إلى دعم الجهود الإفريقية الجارية، قائلة: “لدينا فرصة لتحويل إفريقيا إلى قارة مستقلة وقوية. بفضل التصنيع والتطور، يمكن للساحل الإفريقي أن يتحول إلى حلم للشباب الإفريقي وللشركات العالمية. دعونا ندعم قادتنا بجرأة وعزم، لأن هذه الجهود تمثل نقطة انطلاق لتحرر إفريقيا وتحقيق طموحاتها”.

ناتالي يأمب ناشطة أفريقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.