بحيرة تشاد – نداء استغاثة من مخيم دار السلام للاجئين: أكثر من 18 ألف لاجئ في حاجة إلى دعم إضافي

بحيرة تشاد ( باقاسولا ) تقرير / بكر محمد

الخبر نيوز – في إطار جولته الميدانية لدعم الجيش التشادي في عملية “حسكنيت” لتعقب ومحاربة جماعة بوكوحرام الإرهابية في إقليم بحيرة تشاد، زار وفد إعلامي بقيادة وزير الإعلام السيد بكر ميشيل بلدة باقاسولا. وضمن الجانب الإنساني للجولة، توجهت الخبر نيوز الي معسكر “دار السلام”، الذي يبعد 12 كيلومترًا عن باقاسولا، حيث يعيش أكثر من 18 ألف لاجئ نيجيري في ظروف إنسانية صعبة، بسبب انقطاع المواد الغذائية منذ أكثر من عشرة أشهر.

معاناة اللاجئين

يواجه سكان المخيم، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، أوضاعًا مأساوية تزداد سوءًا مع غياب الإمدادات الغذائية. وقالت فاطمة موسى، (في الصورة )مندوبة اللاجئين وأم لعدد من الأطفال: “آخر عملية توزيع المواد الغذائية كانت قبل عشرة أشهر، مما أجبر العديد من النساء والأطفال على مغادرة المعسكر بحثًا عن قوت يومهم”. وأضافت أن السكان يناشدون الجهات الإنسانية وأصحاب النوايا الحسنة لتقديم المساعدة، محذرة من لجوء البعض إلى المخاطرة بحياتهم للحصول على المال
في حين لاحظت حالة سوء التغذية بين الأطفال أخذ في ازدياد ناهيك عن عن حالة التعب والارهاق لدي كبار السن بسبب نقص التغذية .

دعوات للحلول المستدامة

الي ذلك دعت فاطمة السلطات إلى تخصيص أراضٍ زراعية للاجئين لتمكينهم من العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي. كما أشارت إلى أن 40% من لاجئ المخيم من الصيادين الذين أجبروا على مغادرة مناطقهم بسبب تهديدات بوكوحرام، مؤكدة أن دعمهم سيعزز قدرتهم على إعادة بناء حياتهم.

جهود الحكومة التشادية

من جانبه، أكد السيد محمد علي تشاري، مدير مكتب المحلي للجنة الوطنية لاستقبال وإعادة إدماج اللاجئين (CNARR)، أن تشاد تستضيف آلاف اللاجئين في الشرق والغرب، مع استمرار تدفق اللاجئين و النازحين إلى إقليم بحيرة تشاد نتيجة الأعمال الإرهابية. وأضاف أن الحكومة التشادية وفرت الحماية والمساعدات منذ بداية الأزمة، إلا أن نقص التموين ما زال يمثل تحديًا كبيرًا، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية لدعم اللاجئين والنازحين في المنطقة.

دعوة المنظمات الإنسانية

ناشدت اللجنة الوطنية والمنظمات الدولية تقديم مزيد من الدعم العاجل، حيث يشير المسؤولون إلى أن توجيه معظم المساعدات إلى شرق البلاد أثر سلبًا على اللاجئين في معسكر دار السلام. يُذكر أن آخر عملية توزيع للمواد الغذائية في المخيم كانت في أبريل 2024، حيث تم تقديم كميات محدودة من الأرز والفول والزيت.

تضامن المجتمع المحلي

في ظل هذه الظروف، أعرب اللاجئون عن امتنانهم للحكومة التشادية وسكان باقاسولا لدعمهم المتواصل رغم التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، معربين عن أملهم في تحقيق حلول طويلة الأمد تضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.

الوضع الإنساني مستقر في المخيم رغم التحديات. في ظل وجود مواقع نزوح إضافية في إقليم البحيرة

فيما أفاد السيد تينتسي تاكامجنو إسحق رئيس البعثة الفرعية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في باقا سولا، بأن مخيم دار السلام، الذي يضم 18,450 لاجئًا وحوالي 3000 آخرين يعيشون خارجه، في حين أن الوضع الإنساني مستقر في المخيم رغم التحديات. يأتي ذلك في ظل وجود مواقع نزوح إضافية في إقليم البحيرة، حيث أدى انعدام الأمن في مناطق مثل “غوريلوم” و”كايا” إلى موجات نزوح جديدة.

وأكد تاكامنحو أن المجتمع الإنساني تحرك بسرعة لتقديم المساعدة للنازحين الجدد، بينما لم يُسجل أي وصول جديد للاجئين داخل المخيم. وأشاروا إلى أن السلطات التشادية، بما في ذلك المحافظ والمسؤولين المحليين، بادرت بزيارة المخيم لطمأنة السكان وتوفير معلومات دقيقة، خاصة في ظل انتشار المعلومات المضللة.

وقال بأن المجتمع الإنساني في المنطقة يقدم خدمات تعليمية وصحية مشتركة
ويوفر للمخيم خدمات تعليمية وصحية تشمل مدرستين ابتدائيتين، ومدرسة ثانوية تستقبل اللاجئين والسكان المحليين على حد سواء. كما يوجد مركز صحي معترف به من قبل الدولة يعمل به طاقم صحي مدعوم جزئيًا من المنظمات الإنسانية.

أنشطة اقتصادية لتعزيز التعايش

وصرح في ظل نقص الموارد الغذائية، تدعم المنظمات الإنسانية اللاجئين والمجتمع المحلي بأنشطة اقتصادية مثل الزراعة وتربية المواشي والتجارة الصغيرة. كما نُفذت مشاريع مشتركة لتعزيز التعايش السلمي بين اللاجئين والمجتمع المحلي، الذي يُعتبر أول من قدم الدعم للاجئين عند وصولهم.

رعاية خاصة للأطفال والفئات الضعيفة
أُنشئت لجنة خاصة تُعنى بالأطفال غير المصحوبين، حيث تُوفر لهم أسر مضيفة وتُشرف على تعليمهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما يتم تقديم دعم للفئات الضعيفة الأخرى مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.

تحديات تحتاج إلى دعم إضافي

واضاف تاكامنحو ، رغم الجهود المبذولة، يواجه اللاجئون تحديات كبيرة بسبب نقص التمويل، خاصة بعد أزمة اللاجئين السودانيين في شرق تشاد. ويطالب المسؤولون بزيادة الدعم لتطوير الخدمات الصحية والتعليمية في المخيم، بالإضافة إلى توفير أدوات زراعية وصيد لتحسين سبل العيش.

واختتم المسؤل تصريحاته بالدعوة إلى مزيد من التضامن مع اللاجئين لضمان استمرار التعايش السلمي وتحسين ظروفهم المعيشية واعترف بوجود نقص كبير في الخدمات خلال الفترة الأخيرة لاسيما المواد الغذائية.

خاص – تقرير/ بكر محمد – موفد الخبر نيوز الي باقا سولا مقاطعة كايا إقليم البحيرة
bakry20@gmail.com البريد الالكتروني

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.