فيا لارجو – (الخبر نيوز) زار وفد من الصحفيين التشاديين يوم السبت الماضي، 12 أكتوبر، منطقة فيا لارجو النائية في مقاطعة بوركو، ليشهدوا بأنفسهم الجهود الإنسانية التي يبذلها الأطباء العسكريون الفرنسيون. ففي ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها المنطقة، يقدم هؤلاء الأطباء خدمات طبية مجانية لآلاف السكان، وخاصة الأطفال والنساء.
وتغطي هذه الخدمات الطبية العديد من القرى المحيطة بفييا لارجو، حيث يتم إجراء أكثر من 5200 استشارة طبية سنويًا في عيادات ميدانية. وتشمل هذه الاستشارات تقديم العلاج للأمراض الشائعة مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى إجراء عمليات جراحية بسيطة وعلاجات الأسنان.
ولمواجهة التحديات التي يفرضها موقع المنطقة الجغرافي، يعمل الأطباء الفرنسيون جنبًا إلى جنب مع ممرضين تشاديين مدربين، مما ساهم في بناء علاقة ثقة قوية مع المجتمع المحلي. كما يتم تدريب الكوادر الطبية التشادية لتوفير خدمات مستدامة بعد انتهاء المهمة الفرنسية.
وأكدت الدكتورة دلفين، الطبيبة الرئيسية في القاعدة العسكرية الفرنسية، أن هذه المبادرة الطبية تهدف إلى تحسين جودة حياة سكان المنطقة، وتوفير الرعاية الصحية الأساسية لهم، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة.
،
واوضحت الدكتورة دلفين، أن بعض الأمراض مرتبطة بالفيضانات الأخيرة، مثل حالات الإسهال المتكررة، خاصة عند الرضع. في هذا الوقت من السنة، تنتشر حالات التهاب الحلق والتهابات الجهاز التنفسي، مثل التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي. يتم تقديم تقرير أسبوعي إلى المندوب الصحي الإقليمي والوبائي، يتضمن تفاصيل عن الأمراض التي تم ملاحظتها.
كما أشارت الدكتورة دلفين إلى مشكلة مهمة تتعلق برعاية الأسنان، حيث يستشير العديد من الأشخاص بسبب آلام الأسنان. يحاول الأطباء العسكريون أولاً تخفيف الألم قبل تدخل طبيب الأسنان العسكري الفرنسي في فيا.
واضافت أن هناك مشروعًا جاريًا لتدريب المهنيين الصحيين التشاديين في مدينة فيا على رعاية الأسنان، لتمكينهم من اكتساب المزيد من الاستقلالية، خاصة في عمليات قلع الأسنان.
يبرز هذا التعاون في المجال الصحي أهمية توفير مساعدة طبية مناسبة لسكان فيا لارجو، الذين يعانون من العزلة الجغرافية التي تجعلهم عرضة بشكل خاص.