انجمينا – في عالمٍ يعصف به الصراع والتطرف، يأتي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ليذكرنا بقيم الرحمة والعدل التي جاء بها الإسلام. قدم رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد الشيخ الدكتور/ محمد خاطر عيسى
بيانا صحفيا يهدف فيه إبراز أهمية هذه ذكرى المولد النبوي في تعزيز الأخوة الإنسانية، ودعوة الجميع إلى التمسك بتعاليم الإسلام السمحة، والعمل على نشر السلام والوئام في المجتمع.
ولتعيد هذه الذكري إلى أذهاننا سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم العطرة وتعاليمه السمحة، وليجدد في نفوسنا الإيمان بالله والرسول. ….قراءة نص البيان كاملا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المجتمع الكريم؛
فقبل أيام أطل علينا العام القمري الجديد مفتتحا بشهر الله الحرام. وها نحن الآن نقطع شهرين من هذه الأيام ونصل إلي شهر ربيع الأول شهر ميلاد النور والرحمة الذي بدأ يوم الأربعاء 2024/09/04م. هذا الشهر الذي كلما هل يتذكر العالم ظهور روح الوجود سيدنا محمد (ص) إلي عالم الشهادة. اللهم يجعله لنا شهر خير وبركة.
وبحلول هذا الشهر يستعد الكل إلي تجديد محبته لنبي الرحمة، وذلك بإقامة مجالس الذكر وتعداد شمائل الرسول (ص) وتقديم الهدايا والعطايا والصدقات للمحتاجين إليها فهنيئا لكم بذلك.
وبهذه المناسبة فانأ باسم أعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وباسم جميع فروعه بالمدريات وباسم الأئمة والدعاة والعلماء وحفظة كتاب الله، أتقدم بالتهاني المسعدة إلى قائد هذا المجتمع الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو وإلى أفراد أسرته الكريمة ولحكومته الرشيدة وإلى جميع قطاعات الشعب. أعاده الله علينا باليمن والبركات والعزة والكرامة وبدل حالنا بأحسن الأحوال.
المجتمع الكريم، يطل علينا هذا الموسم الذي كشف الله فيه دياجير ظلمة الجهل والكفر والضلال وأضاء فيه الكون كله، بنور الإيمان والهداية والرشد.
يطل علينا هذا الموسم والبشرية تئن تحت وطأة الكوارث المدمرة، حروب في شمال الكرة الأرضية قد أثرت تأتيرا بالغا في اقتصاديات العالم والحرب في السودان وما نتج عنها من التدمير والتشريد، وتعطيل الحياة العامة والتآمر العالمي على الأرض المباركة وأهلها وعلى ثالث الحرمين الشريفين وثاني القبلتين القدس الشريف طهره الله من رجس الصهاينة.
يا أحباب رسول الله: ما أكثر العبر وما أقل المعتبرين: ففي العام الماضي انحبس المطر من السماء فأصيب المجتمع بالجفاف. فهلك الزرع ونضب الضرع ونفقت المواشي، واختل ميزان الحياة لكثير من الناس وفي هذا العام-والحمد لله-من الله (س) علينا بالأمطار الوفيرة وحتى لا نطغى ونتجبر كما هو طبيعة الإنسان: إذا مسه الشر جزوعا . وإذا مسه الخير منوعا. فجاءتنا الفيضانات المرعبة التي ألمت بنا وأدت إلى تشريع المآت من الأسر وتدمير الكثير من البني التحتية ودمرت البشر والحجر. فيا للهول اللهم لطفك بعبادك. والغريب في الأمر أن الناس لا ينتبهون بل ظلوا في طغيانهم يعمهون.
يا أحباب رسول الله، بالأمس القريب وقعت صاعقة في خلوة الرحمة في ولاية وداي، وأدت إلى مقتل عدد من طلبة كتاب الله بما فيهم شيخ الخلوة. فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأنا هنا باسم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وجميع فروعه وروافده، أقدم العزاء الحار إلى فخامة الرئيس الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو، وجميع أفراد حكومته لهذا المصاب الجلل. كما أقدم عزائي ومواساتي لأسرالشهداء الذين قضوا في هذه الكارثة. أعظم الله أجورهم ورزقهم الصبر والسلوان عنهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
فياعباد الله اذكركم بقول الله تعالى: (( إن الله لايغير ما بقوم حتى لا يغيروا ما بأنفسهم…)). فتعالوا معي نغير ما بأنفسنا من الحقد والكراهية والكذب والدجل والنفاق، ورمي الغافلين البريئين بالاتهامات الباطلة، وكأن المجتمع كله صدق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة).
كما أذكركم بان لكم إخوة قد قست عليهم الظروف، وبمناسبة مولد الرحمة القائل الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء بمقتضى هذا واسوا إخوانكم الذين تضرروا من الفيضانات وكذلك اللاجئين في المخيمات.
متعنا الله بالتوفيق والقبول وجعل كل أيام هذا الشهر مليئة بالحب والسعادة ولياليه بالعبادة والقبول ورفع عنا آصار خطاب الكراهية وجنب بلادنا عوادى الدهر وأيد مسئولينا بروح منه، ووفق قائدنا الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو لما فيه خير البلاد والعباد. أعاده الله علينا باليمن والبركة وكل عام وأنتم بألف خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية تشاد
السيخ الدكتور/ محمد خاطر عيسى