انجمينا – (الخبر نيوز) – أقامت السفارة المغربية في تشاد ،مساء الثلاثاء الموافق 30 يوليو ، تموز 2024 باحدي الفنادى الكبرى بالعاصمة انجمينا احتفالا خاصا الذكري الخامسة والعشرين لجلوس الملك محمد السادس على العرش والذي يمثل اليوم الوطني للمغرب.
واستقبل السفير المغربي لدي تشاد سعادة عبداللطيف عروجا وأعضاء البعثة الدبلوماسية التابعة للسفارة المغربية بأنجمينا ، ضيوفا من مختلف القطاعات والمؤسسات التشادية ، و على رأسهم ممثل الحكومة التشادية ، الوزيرة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية المكلفة بالتكامل الإفريقي والتشاديين بالخارج السيدة فاطمة الجينة غارفا إلى جانب عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في تشاد وأفراد الجالية المغربية، وممثلين عن الشركات والمؤسسات وممثلين عن جمعيات المجتمعية التشادية
وبهذه المناسبة، أعرب ، سعادة عبداللطيف عروجا للحضور عن شكره وامتنانه لمشاركتهم في الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المغربي، الذي يمثل مناسبة وطنية خاصة يحتفل فيها المغرب بالتلاحم بين الملك والشعب،
{النص الكامل} لـ كلمة سعادة عبداللطيف عروجا ، سفير المغرب لدي تشاد ،بالذكري الخامسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد محمد السادس علي عرش أسلافه المنعمين
السيدة الوزيرة المنتدبة ممثلة الحكومة؛
السادة رؤسات المؤسسات الدستورية، السيدات والسادة الوزراء،
السادة السفراء وممثلي المنظمات الدولية، السيدة عمدة انجامينا، جلالة سلطان انجامينا، السادة المديرون العامون؛
السيدات والسادة المدعوون الأعزاء مع حفظ الالقاب.
ببالغ السعادة يشرفني، في هذا اليوم البهيج الذي يصاددف 30 يوليوز 2024، أن نحتفل جميعا بالذكرى 25 لعيد العرش المجيد. ذكرى مرور 25 سنة على تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعميين.
فعيد العرش يمثل، بالنسبة لنا نحن المغاربة، حدثا ذو أهمية خاصة في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل. كما يمثل مفخرة يتم تخليدها كل سنة باعتزاز كبير، ومناسبة يجري خلالها تجديد عهد البيعة والارتباط الراسخ اللذان يجمعان على الدوام الشعب المغربي بملوكه.
فمن الناحية التاريخية يندرج الإحتفال بذكرى تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه في إطار مرجعية متعددة الدلالات تبرز تاريخ المملكة المغربية الممتد على مر السنين.
إضافة إلى ذلك يكتسي عيد العرش معاني متعددة الأبعاد، فهو يمثل أولا مسارا يمتد عبر الزمان والمكان، ليكرس نموذج الإستقرار المؤسساتي الذي تحضى به المملكة ووحدة الأمة المغربية والقيم المشتركة بينها.
ثانيا، تعد هذه المناسبة لحظة منتظرة، يقوم خلالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإعطاء تقييم للمنجزات المحققة ورسم الرؤية المستقبلية للمملكة .
السيدة الوزيرة المنتدبة
السيدات والسادة
تمثل الذكرى 25 لتولي الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، لحظة فارقة لإستعراض تنامي الإنجازات التي وضع أسسها جلالة الملك على مستوى الإصلاحات الهيكلية والبرامج التنموية وتقييم السياسات العمومية، لاسيما ورش تعميم الحماية الاجتماعية.
وفي ظل تشجيع مقاربة تنويع الشركاء وتنمية قطاعاتها الإقتصادية التقليدية، تواصل المملكة استكشاف مستقبل المهن الدولية للمغرب، كصناعة السيارات والطيران والخدمات اللوجستية والنقل والطاقة النظيفة.
وفيما يتعلق بالاستثمارات، تركز الرؤية الملكية على عدد من المشاريع الضخمة مثل:
- تطوير شبكات النقل: يعتبر الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة، بطول 1055 كلم، مشروعا حيويا يربط، ليس فقط شمال المملكة بجنوبها، بل هو امتداد للمشروع الإستراتجي الهادف إلى الربط القاري بين المغرب وإسبانيا وبين إفريقيا وأوروبا عبر نفق بحري بمضيق جبل طارق.
- الإنتقال الطاقي وتطوير الطاقات المتجددة. وفي هذا السياق خصص المغرب استثمارات ضخمة لقطاعات الطاقة الشمسية والريحية، حيث يعد مركب “نور” أحد أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، والذي سيمكن من زيادة نسبة الطاقة المتجددة ضمن الشبكة الكهربائية المغربية بمعدل 52% قبل عام 2030.
- تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر : في 11 مارس 2024، تم الإعلان عن استراتيجية مندمجة ومتعددة الأبعاد، من خلال إطلاق “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر. وبموجب هذا العرض ستخصص، في البداية، مساحة تقدر ب 300 ألف هكتار لفائدة المستثمرين الأجانب والمغارية. كما ستمكن هذه الرؤية الواعدة المغرب من أن يصبح فاعلا دوليا في مجال إنتاج وتسويق الهيدروجين الأخضر.
- وعلى صعيد قطاع الموانئ، أصبح ميناء طنجة المتوسط، الذي يحتل المرتبة 19 من بين 500 ميناء في العالم، أول ميناء إفريقي ينضم إلى قائمة أفضل 20 ميناء على المستوى الدولي. وهذا ما جعل المغرب فاعلا رائدا في هذا المجال بفضل توفيره لمنصة لوجيستكية عالمية لتبادل الحاويات. وستعرف هذه الملحمة قفزة نوعية مع إنطلاق عمل مينائين ضخمين جديدين، هما المركب المينائي الناظور غرب المتوسط، على البحر المتوسط، في الشمال الغربي للمملكة، و ميناء الداخلة الأطلسي، المطل على المحيط الاطلسي، بجنوب المغرب.
السيدة الوزيرة المنتدبة،
السيدات والسادة،
منذ السنوات الأولى لإعتلائه عرش المملكة، وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسألة تعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية ضمن أولويات العمل الدبلوماسي على المستوى الثنائي والمتعدد الأطراف.
فعلى المستوى الثنائي، سطرت الديبلوماسية الملكية مقاربة جديدة للتعاون الجهوي الفعال مع إفريقيا. وفي هذا الصدد، اقترح صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتاريخ 06 نونبر 2023 بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، مفهوم “الوحدة الإفريقية من أجل العمل” كمفهوم مبتكر ومتجدد. يتعلق الأمر بمبادرة أطلقت على المستوى الدولي بهدف تمكين دول الساحل من ولوج المحيط الاطلسي.
وهذا المبادرة هي بمثابة خطة استراتيجية يطمح من خلالها جلالة الملك، ليس فقط جعل المنطقة الإفريقية الأطلسية فضاء سلم وأمن ورخاء مشترك، بل ترمي إلى إشراك دول الساحل الحبيسة في هذه الرؤية من خلال وضع البنيات التحتية المغربية من طرقية وموانئ وسكك حديدية رهن إشارة هذه الدول .
ويتجلى الإهتمام الشخصي والخاص الذي يوليه جلالة الملك لإزدهار القارة في مبادرة ” التنمية المشتركة ” وهي مفهوم مرجعي يؤسس لمشاريع ملموسة جعلت المملكة المغربية تعمد تستثمر أزيد من 5 مليارات دولار في إفريقيا.
وفي هذا السياق أشير إلى مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، ومساهمة المكتب الشريف للفوسفاط إلى جانب عشرات الشركات المغربية في تحقيق السيادة الغذائية ونمو العديد من البلدان الإفريقية .
وعلى المستوى المتعدد الأطراف، وبمجرد العودة إلى الإتحاد الإفريقي سنة 2017، شرع المغرب في أداء دوره الطبيعي داخل مؤسسات الاتحاد، وخاصة داخل مجلس السلم والأمن حيث تتواجد المملكة طيلة ولايتين. كما عكفت المملكة المغربية، بالنظر لرصيدها الكبير الذي يمتد لأزيد من ستة عقود من المشاركة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، وبفضل خبراتها داخل مجلس السلم والأمن، على العمل من أجل النهوض بأجندة السلم والأمن، والمساهمة بشكل فعال في إصلاح أساليب العمل وإرساء نهج مبني على أساس الترابط بين السلم والأمن والتنمية.
لهذا فإن استمرار تواجد المملكة في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي يمثل تحفيزا للدبلوماسية المغربية لتنخرط بشكل أكبر في التسوية السلمية للنزاعات ودعم دور الشباب والمرأة في تعزيز السلم والأمن في القارة.
السيدة الوزيرة المنتدبة،
السيدات والسادة،
لقد مكنت عملية تنويع الشركاء واعتماد معايير للعمل تقوم على الشفافية والثقة والإحترام المتبادل والمصداقية، المغرب من حضور ديبلوماسي كبير على الساحة الدولية.
ويؤكد انتخاب المغرب لرئاسة مجلس حقوق الإنسان انخراطه في تعزيز وحماية حقوق الإنسان على المستوى الدولي. كما ستسمح هذه الرئاسة للمملكة بالمساهمة بشكل بناء في خلق بيئة عالمية تحترم الحقوق الأساسية، وتضمن تعزيز القيم العالمية لحقوق الإنسان، مع التأكيد على قضايا محددة مثل حماية حقوق المرأة والأطفال والمهاجرين، وكذلك مكافحة التعذيب.
وباعتباره فاعلا أساسيا ضمن الحملة الدولية لمكافحة المنظمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة، خاصة في إفريقيا، مافتئ المغرب يدعو إلى تعزيز التعاون الأمني الدولي من خلال وضع تجربته المعترف بها دوليا في مجال الحفاظ على الأمن وطمأنينة المواطنين رهن إشارة الدول الشقيقة والصديقة.
ونتيجة لموقعه الإستراتيجي القريب من الأسواق الكبرى، وإمكانياته في مجال البنيات التحتية، و المناخ الملائم للأعمال، أصبح المغرب، بفضل السياسة الإقتصادية الرائدة لجلالة الملك محمد السادس، وجهة مفضلة لكبريات الشركات الدولية.
فقد اختارت العديد من الشركات المتعددة الجنسيات المغرب لإقامة معامل كبيرة ومصانع ضخمة ومتكاملة في مجال الصناعات المتطورة، القادرة على خلق آلاف مناصب الشغل والمساهمة في التنمية الإقتصادية للبلاد، كصناعة السيارات الكهربائية وصناعة الطيران.
ويعد المغرب أول بلد منتج للسيارات في أفريقيا برقم سيتجاوز 600.000 سيارة مع نهاية سنة 2024. وفي تطورلافت، بدأت شركة مغربية ناشئة، منذ فاتح دجنبر 2023، تسويق أول علامة تجارية للسيارات “صنع المغرب 100٪”. وبتاريخ 11 يوليوز 2024، شهدت مدينة طنجة انطلاق إنتاج أول سيارة هجينة بالمغرب بعد 12 سنة من نشاط هذا القطاع الاسترتيجي بالمملكة.
لقد أضحت صناعة الطيران أحد مكونات المنصة الصناعية بالمغرب، وفي الوقت الراهن، تحمل كل طائرة تحلق في العالم، على الأقل ، قطعة واحدة تم تصنيعها بالمملكة.
السيدة الوزيرة المنتدبة،
السيدات والسادة،
كما تعلمون، فقد تم اختيار المملكة لتنظيم حدثين رياضيين كبيرين. الأول يتعلق بتنظيم كأس أمم إفريقيا (نسخة 2025/2026)، والثاني يتعلق بتنظيم كأس العالم 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال.
وفي سعيه لرفع هذا التحدي، يشهد المغرب حاليا تحولات جوهرية، حيث تم إطلاق ورش كبير لبناء وتأهيل البنيات التحتية الطرقية والسككية والجوية والبحرية و الرياضية والسياحية.
صحيح إن استضافة هذين الحدثين سيمكن من إعطاء دفعة جديدة للتنمية بالمغرب وإشعاعه، لكنه يعد في نفس الوقت نجاحا للقارة وفرصة لتطوير كرة القدم الأفريقية على الصعيد الدولي.
وبناءا عليه اتمنى صادقا تأهل منتخب تشاد (ساو) لهذه التظاهرات الرياضية القارية والدولية والتي تعد الأكثر شعبية ببلد توماي.
السيدة الوزيرة المنتدبة،
السيدات والسادة،
تتميز العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية تشاد بالاستمرارية والتطور على مر الزمن، حيث تعتبر المملكة المغربية جمهورية تشاد شريكا موثوقا في منطقة الساحل.
فقد شهدت الروابط بين الشعبين الشقيقين زخما جديدا إثر تدفق الاستثمارات المغربية إلى تشاد، وهو أمر جعل المملكة المغربية تصبح أكبر بلد افريقي من حيث حجم الاستثمارت بدولة تشاد، علما بأن هذا التوجه الواعد يستدعي المزيد من التحفيز.
كما يعرف التعاون الثنائي في مجال بناء القدرات تطورا من حيث الجودة والكم. وهكذا ستشمل حصة المنح الدراسية المخصصة لتشاد برسم السنة الجامعية 2024/2025، تخصصات ومسالك متنوعة مثل الطب والهندسة والتعمير والرياضيات التطبيقية والدراسات الزراعية والتكنولوجية، وهي تخصصات هامة في مجال التكوين تحظى بإقبال كبير في سوق العمل.
وفيما يتعلق بالمبادرة الملكية القاضية بمنح دول الساحل الولوج إلى المحيط الأطلسي، تعد تشاد في طليعة الدول المهتمة بهذه المبادرة. وسيمكن هذا الإنخراط السلطات التشادية من بلورة طريق جديد نحو البحر لتعزيز التجارة مع المغرب و مع باقي دول العالم.
وقد تعزز إطار العلاقات المتميزة بين المغرب وتشاد طيلة الفترة الانتقالية التي مرت بها تشاد، بدءاً بتنظيم الحوار الوطني الشامل والسيادي، مروراً بالاستفتاء الذي صادق على الدستور الجديد والذي أسس الجمهورية الخامسة، ثم تنظيم الإنتخابات الرئاسية، وصولا إلى تنصيب فخامة الرئيس محمد إدريس ديبي رئيساً للجمهورية ورئيساً للدولة، وطيلة هذا المسار أبدت المملكة، بدون غموض، دعمها لجمهورية تشاد في مسلسل استعادة النظام الدستوري.
وفي هذا السياق، كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أول رئيس دولة يبعث برسالة خطية يهنئ فيها الرئيس التشادي الجديد المنتخب ديمقراطيا.
وانطلاقا مما سلف، تكونت لدي قناعة راسخة بأن الشعب التشادي، الذي أظهر خلال تاريخه الحديث، قدرة كبيرة على الصمود في مواجهة كل العقبات، سيكون في الموعد ليبرهن، من جديد، عن نضجه ووحدته.
وستكون العملية الانتخابية المقبلة فرصة لتكشف للعالم أجمع أن المسلسل الإنتقالي في تشاد هو بمثابة نموذج يحتذى به. ولأجل ذلك بات دعم المجتمع الدولي أمرا ضروريا لمواكبة هذا النجاح ولتمكين تشاد من الاستمرار في لعب دورها كفاعل أساسي للحفاظ على السلم والأمن الإقليمي والقاري.
السيدة الوزيرة المنتدبة،
السيدات والسادة،
بالنظر إلى قوة العلاقات الثنائية ورغبة البلدين في تعميقها، أود أن أؤكد مجددا على استعداد سفارة المملكة المغربية بتشاد لمضاعقة الجهود ليرقى التعاون الذي يجمع البلدين والشعبين الشقيقين إلى مستوى تطلعات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه فخامة الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو.
ولا يسعني في الختام إلا أن أتقدم بالشكر والعرفان لزملائي في السفارة، ولأبناء الجالية المغربية المقيمة بتشاد. والشكر والتقدير موصول لفرع تشاد لمؤسسة محمد السادس للعلماء الافارقة، ولأعضاء جمعية الطلبة التشاديين وأصدقاء المغرب، ولأعضاء جمعية التنمية لخريجي معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدين والمرشدات، ولأعضاء ودادية الأطباء خريجي المراكز الإستشفائية الجامعية بالمغرب.
فعبر ممثليكم الحاضرين معنا في هذا اليوم أقول لكم مرة أخرى ألف شكر على الجهود المبذولة لتعزيز أواصر الأخوة والصداقة المغربية التشادية.
عاش المغرب، عاش تشاد، عاش التعاون بين البلدين.
شكرا على حسن إصغائكم .
انجمينا 30 يوليو 2024