أعرب فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد مفتي الديار الهندية ورئيس مؤتمر الشيخ زايد العالمي للسلام بأحر التعازي وأخلص المواساة في وفاة المغفور له بإذن الله سعيد بن أحمد بن خلف العتيبة سائلا المولى تبارك وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه وأهله جميل الصبر والسلوان ، وقال فضيلته: إن الفقيد رحمه الله كان نموذجا مثاليا للأخوة الصادقة والمحبة المخلصة وكان من أبناء الإمارات الأوفياء ومن الأوائل الذين سايروا مع نهضة هذه الدولة وتطوراتها على مدى سنوات ماضية منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وعايش الفقيد رحمه الله مع مؤسس هذه الدولة وساير مع مختلف المراحل التي مرت بها منذ تأسيسها إلى أن أصبحت في مقدم الدول العالمية المتطورة ، وقدم في نموها وتطورها إسهاماته الفكرية وجهوده العملية جنبا إلى قيادتها الرشيدة وشعوبها الأوفياء ، وكان له دور بارز في رفع مكانة الدولة وإشاعة سمعتها محليا ودوليا ، وأضاف فضيلته بأن الفقيد رحمه الله كان رمزا للعطاء والسخاء ساهم كثيرا في تعزيز الأعمال الإنسانية ودعم المؤسسات الخيرية ، وكان له يد طولى في إنشاء كثير من المؤسسات التربوية والتعليمية والمدارس الإسلامية والمساجد في الهند.
وقال فضيلته: وكان لي مع الفقيد علاقة شخصية قوية وصلة راسخة متبادلة منذ أن تعارفت عليه قبل أربعة عقود إلى آخر عمره ، وكان رحمه الله يحافظ على هذه العلاقة الأخوية ويجددها من خلال الزيارات واللقاءات حينا بعد حين ، وأثناء لقائنا كان يتبادل معي أفكاره وآراءه حول العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند وعن شخصية مؤسس الدولة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وكان من عادته أن يزورنا في جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بكاليكوت كيرالا الهند كل سنة مرة على الأقل وأن يشارك في محافل المدائح النبوية التي كانت ينظمها طلاب الجامعة ، وقد جرت هذه العادة في حياته سنويا دون تعطل إلا في السنوات الأخيرة الثلاث التي انتشرت فيها الفيروس كورونا في مختلف العالم ، ولا يمكنني أن أنسى لحظات زيارته في مستشفى كاليكوت إثر تعرضي لجلطة دماغية قبل سنتين ، وقد تكبد رحمه الله عناء السفر لزيارتي في المستشفى في عمره ال ١٠٧ ، وقضى وقتا طويلا في الدعاء وتلاوة القرآن والرقي للشفاء ، وبعد مغادرته للمستشفى كان يتواصل معي عبر الهاتف كي يطمئن على حالتي الصحية ، وقد ساعدت زيارة الفقيد ونصائحه القيمة لإعادة صحتي تدريجيا من الجلطة المفاجئة ؛ حقا وصدقا كان مثالا للمحبة الصادقة والصداقة المخلصة.
وكان رحمه الله شديد المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقدُم إلى الهند في شهر ربيع الأول كي ينتهز الفرصة للمشاركة في إحتفالات المولد النبوي الشريف، وقد ألّف رحمه الله عديدا من الأشعار العربية الفصيحة في المدائح النبوية، وقد جمعت قصائده مؤخرا في ديوان سعيد بن أحمد العتيبة ، ويعد الديوان ثروة أدبية نفيسة من شاعر إماراتي في المديح النبوي الشريف.
وقال فضيلته: إن الفقيد رحمه الله كان له دور بارز في تعزيز المجال الإقتصادي في الإمارات ، وكان لعائلته العريقة مساهمة جليلة في مختلف الأعمال التجارية والاقتصادية خصوصا في مدينة أبوظبي، وتولى الفقيد رحمه الله عدة مناصب مثل رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ورئيس إتحاد غرف الإمارات ورئيس إتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي.
كما كان الفقيد رحمه الله مهتما بأمور الضعفاء وذوي الإحتياجات وملبيا لطلباتهم، وكان له أياد بيضاء في مساعدتهم وتقديم المعونات العاجلة اليهم.
ونسأل الله عزوجل أن يغفر له ويرحمه ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.