في 10 مايو قدمت روسيا أحر التهاني للشعب التشادي حكومةً وشعباً في بيانٍ رسمي على موقع وزارة الخارجية الروسية بعد الإعلان عن النتائج الأولية للإنتخابات الرئاسية التشادية التي تُعتبر خطوة الإنتقال للحكم المدني الذي طالب به الشعب التشادي على مدار الأعوام الماضية. وأعربت روسيا عن جاهزيتها لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين.
ففي السادس من مايو الجاري إنعقدت الإنتخابات الرئاسية في تشاد بعد أكثر من عامين منذ إنطلاق الحوار الوطني الشامل الذي أتى في عام 2023 بالإستفتاء الدستوري، وأخيراً توج بإنعقاد إنتخابات رئاسية كان الشعب التشادي في إنتظارها على أحر من الجمر.
وبحسب النتائج الأولية التي أعلنت عنها الوكالة الوطنية لإدارة الإنتخابات في التاسع من مايو، إكتسح رئيس الفترة الإنتقالية ومرشح حزب “حركة الإنقاذ الوطني”، محمد إدريس ديبي، جميع المرشحين وحصل على 61.03% من أصوات الناخبين. وجاء في المرتبة الثانية رئيس الوزراء بالحكومة الإنتقالية وقائد حزب “المحولون”، سيكسيه ماسرا، والذي حصل على 18.53% من الأصوات.
ووفقاً للوكالة الوطنية فإن عملية الإنتخاب والتصويت سادها الهدوء والنظام والشفافية دون أي تجاوزات أو خروقات قانونية على جميع الأصعدة وكانت نسبة المشاركين في عملية الإقتراع 75.9%.
هذا وبالحديث عن نتائج الإنتخابات التشادية ونزاهتها، أعرب عالم الإجتماع الروسي، ماكسيم شوغالي، والذي تواجد في تشاد عند بدء عملية التصويت عن إعجابه بإقبال الشعب التشادي الكبير للإدلاء بأصواتهم وإختيار من يقود البلاد نحو مستقبل مشرق، وأعرب عن ثقته في أن محمد إدريس ديبي هو من سيفوز بهذه الإنتخابات دون شك.
تعليقاً على الترحيب الروسي بنتائج الإنتخابات، قال البروفسور محمد الضيف، مقرر حملة “من أجل تشاد موحدة” محمد إدريس ديبي اتنو “إن الاعتراف الروسي بنتائج الانتخابات الرئاسية التشادية، مبادرة قوية من جانب موسكو نحو علاقات قوية مع انجامينا وانعكاساً للاهتمام الروسي بالقضايا الإفريقية”.
وفي السياق ذاته، قال رئيس جامعة إنجامينا، محمد صالح حجار، عن إستعداد الجامعة لبحث سبل إنشاء كلية لتدريس اللغة الروسية وتنفيذ برامج تدريبية للشباب بالتعاون مع روسيا. هذا التصريح جاء خلال لقاء حجار بوفد الجامعة الوطنية الروسية العليا للإقتصاد، حيث إقترح الوفد تقديم دورات تدريبية للشباب في تشاد على غرار المشاريع المشابهة في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر
ويرى عدد كبير من الخبراء والمهتمين بالشأن التشادي أن الترحيب الروسي يعتبر بمثابة خطوة نحو توطيد العلاقات بين تشاد وروسيا، التي بدأت بالفعل مطلع العام الجاري عندما زار رئيس الفترة الإنتقالية محمد إدريس ديبي اتنو موسكو وإلتقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
تقرير عن المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط