الخبر نيوز (انجمينا) أقام سفير المملكة المغربية لدى تشاد ، سعادة عبداللطيف الروجا، مساء اليوم الأحد، 30 يوليو 2023 حفل استقبال بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس لعرش المملكة المغربية.
وتميز هذا الحفل، الذي أقيم في مقر إقامة السفير المغربي، الكائن في حي المطار بانجمينا ، وزيرة الدولة للشباب وريادة الأعمال: فاطمة بُكر كوسي ممثلة لوزير الخارجية ،وعدد من كبار الشخصيات بالدولة بجانب السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى تشاد
فضلا شخصيات دينية ومجتمعية
وأبرز سعادة عبداللطيف الروجا سفير المملكة المغربية لدى تشاد في كلمة بالمناسبة الدلالات التاريخية والرمزية القوية للاحتفال بعيد العرش المجيد،
هذه الذكرى يعكس التاريخ المجيد للمغرب والمكانة الخاصة التي تتمتع بها المؤسسة الملكية في الذاكرة الجماعية للمغاربة وفي قلوبهم. إنها فرصة أخرى لتجديد ارتباط الشعب المغربي بميثاق البيعة وتشبثه بالروابط المتجذرة والعميقة مع ملوكه.
واشار إلى العلاقات القائمة بين الشعبين المغربي التشادي واللتي تجمعهما روابط تاريخية عريقة، تقوم على وشائج انسانية وإرث روحي وديني وثقافي مشترك.
موكدا في ذلك بفضل المشاورات المنتظمة بين البلدين ترتبط المملكة المغربية وجمهورية تشاد بعلاقات سياسية ممتازة. نفس الشيء ينطبق على التعاون الاقتصادي، الذي يتطور باستمرار عبر إدماج قطاعات مهمة ومتنوعة.
النص الكامل لخطاب سعادة عبداللطيف الروجا ،سفير المملكة المغربية لدى تشاد بمناسبة الذكرى ال 24 لعيد اعتلاء الملك محمد السادس على العرش
السيدة فاطمة بوكر كوسي أمينة الدولة بوزارة الشباب ممثلة حكومة جمهورية تشاد؛
السادة الوزراء.
السيدات والسادة ممثلو المؤسسات الدستورية؛
المستشارون المحترمون، ممثلو المجلس الوطني الانتقالي
أصحاب السعادة، السيدات والسادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلو المنظمات الدولية،
السيدة حاكمة نجامينا.
السيدة رئيسة بلدية نجامينا؛
جلالة سلطان نجامينا.
الإخوة المواطنون المغاربة.
الأصدقاء والضيوف الكرام مع حفظ الالقاب.
اسمحوا لي بادئ ذي بدء أن أرحب بكم وأن أعرب لكم عن شكري لحضوركم هذا الحفل الذي يعد مناسبة يخلد فيها الشعب المغربي، هذا اليوم، الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه المنعمين.
فالاحتفال بهذه الذكرى يعكس التاريخ المجيد للمغرب والمكانة الخاصة التي تتمتع بها المؤسسة الملكية في الذاكرة الجماعية للمغاربة وفي قلوبهم. إنها فرصة أخرى لتجديد ارتباط الشعب المغربي بميثاق البيعة وتشبثه بالروابط المتجذرة والعميقة مع ملوكه.
السيدات والسادة الضيوف الأعزاء
في إطار تنفيذ رؤية جلالة الملك محمد السادس نصره الله حول النموذج الجديد للتنمية، يشهد المغرب طفرة هامة في إنجاز مشاريع اجتماعية واقتصادية كبرى، تستهدف قطاعات استراتيجية ذات قيمة مضافة عالية، خاصة تلك المتعلقة بالمهن الدولية للمغرب.
وهذه المشاريع تشمل تعزيز البنية التحتية المينائية، صناعة السيارات والطائرات، الانتقال الطاقي، تحديث الزراعة، إنتاج الأسمدة، إدارة الموارد الطبيعية ، تأهيل القطاع الرياضي، تعميم الحماية الاجتماعية، اصلاح التعليم وتطوير التكوين المهني. إنها أمثلة تعكس بجلاء الملحمة المغربية.
لقد مكنت السياسة الاستشرافية التي يقودها جلالة الملك محمد السادس من تحقيق تقدم اقتصادي واجتماعي كبير في العقود الأخيرة جعلت من المغرب فاعلا رئيسيا على مستوى القارة وكذا على الساحة الدولية.
فبعد نجاح المجمع المينائي الصناعي طنجة المتوسط على البحر الأبيض المتوسط، الميناء الأول في إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، والحادي عشر دوليا، أطلق المغرب منذ عام 2022، مشروعًا ضخمًا جديدًا يثير الكثير من الانتظارات على المستويين الجهوي و القاري. يتعلق الأمر بميناء الداخلة الأطلسي وهو صرح استراتيجي هام لبناء تعاون جنوب –جنوب فعال ومثمر.
إن احتضان المغرب، خلال الفترة من 09 إلى 15 أكتوبر 2023، للاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بعد غياب عن إفريقيا دام 50 سنة، يكرس دعم هذه المؤسسات للمغرب ويعكس ثقتها في قدرته على احتضان هذه التظاهرات الدولية الكبيرة بنجاح.
كما نظمت، خلال شهر يونيو 2023، الدورة السادسة عشرة لمناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية، التي ينظمها سنويا كل من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، في عدة مناطق بالمغرب. وتهدف هذه التمارين العسكرية المشتركة، الأكبر في إفريقيا، إلى توطيد التعاون العسكري وتقوية تبادل الخبرات بين القوات المسلحة لمختلف البلدان من أجل تعزيز الأمن والاستقرار.
وعلى غرار السنوات السابقة، شاركت تشاد في هذا الحدث، حيث أظهر أفراد الجيش التشادي شغفا والتزامًا خلال هذه التدريبات.
ومن المهم أيضا الاشارة إلى نمو قطاع صناعة السيارات بالمغرب الذي له قدرة إنتاجية تصل إلى مليون سيارة في السنة، ليصبح ثاني بلد مصنع للسيارات بالقارة. مع تحديد هدف بلوغ 2 مليون سيارة سنويا في أفق سنة 2030.
كما وجب التذكير بتأهل المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لنصف نهائي مسابقات كأس العالم خلال مونديال “قطر 2022″، والذي يعد إنجازا تاريخيا تحقق لأول مرة على مستوى العالم العربي وإفريقيا، وذلك على أمل إحتضان المغرب وإسبانيا والبرتغال شرف تنظيم كأس العالم 2030 في إطار الملف المشترك بين هذه البلدان.
السيدات والسادة الضيوف الأعزاء
تظل إفريقيا أولوية بالنسبة للدبلوماسية المغربية وفقا للأسس التي حددها جلالة الملك محمد السادس من خلال رؤية سياسية ومقترحات اقتصادية تهدف إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية داخل القارة في أفق بلوغ تكاملها.
فعلى الصعيد السياسي، يواصل المغرب، بصفته عضوا في لجنة السلم والأمن التابعة للاتحاد الأفريقي، العمل من أجل تعزيز علاقاته مع البلدان الأفريقية وكذلك من أجل إصلاح الاتحاد الأفريقي لتمكينه من المساهمة في توطيد السلام والاستقرار.
ويحتل المغرب حاليا المركز الحادي عشر كأكبر مساهم في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لا سيما في إفريقيا. وذلك من خلال المشاركة في هذه العمليات بعدد يبلغ أكثر من 1700 جندي وشرطي.
من الناحية الاقتصادية، يضع المغرب تحديات التنمية المستدامة في الواجهة من خلال مشاريع ضخمة مثل مشروع خط أنابيب الغاز المغرب – نيجيريا، ووحدات إنتاج الأسمدة إضافة إلى الاستثمارات الكبيرة الأخرى في عدة مجالات في إفريقيا.
وسيشكل ميناء الداخلة الأطلسي بنية اقتصاديًة ومينائية حقيقية من شأنها المساهمة في تنشيط الربط البحري و التبادل التجاري في إفريقيا عبر طريق بري سريع يربط مدينة الداخلة بالموانئ الرئيسية للدول الواقعة على الساحل الأفريقي الأطلسي.
وفي إطار نفس التوجه، تعمل المملكة المغربية مع نظرائها الأفارقة على هيكلة منطقة جنوب المحيط الأطلسي من خلال “مسلسل الدول الأفريقية الأطلسية” التي احتضنت مدينة الرباط اجتماعها الوزاري الثالث يوم 12 يوليوز 2023، بمشاركة 21 دولة أفريقية مطلة على المحيط الأطلسي.
وستشكل هذه المنصة الجيوستراتيجية، ليس فقط صرحا جديدًا في بناء فضاء إفريقي أطلسي، بل منطقة استقرار وتنمية وحوار.
السيدات والسادة الضيوف الكرام
إن الشعبين المغربي والتشادي تجمعهما روابط تاريخية عريقة، تقوم على وشائج انسانية وإرث روحي وديني وثقافي مشترك.
فبفضل المشاورات المنتظمة بين البلدين ترتبط المملكة المغربية وجمهورية تشاد بعلاقات سياسية ممتازة. نفس الشيء ينطبق على التعاون الاقتصادي، الذي يتطور باستمرار عبر إدماج قطاعات مهمة ومتنوعة.
ويظل التكوين ونقل الخبرات وبناء القدرات، بالنظر لحمولتها الإنسانية والإستراتيجية، أساسا للتعاون بين المغرب وتشاد. ولا يقتصر هذا المجال على تخصيص أكثر من 150 منحة دراسية للتعليم الجامعي والمهني، بل يشمل تكوين الأطر في قطاعات متعددة، خصوصا المجال الديني والعسكري والجمركي والصحة والبريد والاتصالات والدراسات الدبلوماسية وتنظيم الأرشيف وغير ذلك.
كما أصبح المغرب، بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك، أكبر مستثمر أفريقي في تشاد، حيث أثبتت الشركات المغربية مرارًا أنها لا تكتفي بدورها كفاعل اقتصادي يساهم في تنمية هذا البلد الشقيق، بل تعد أيضا مقاولات مواطنة تساهم في الأعمال الإنسانية والتضامنية كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
ويعتبر التعاون اللامركزي والثلاثي، كذلك، وسيلة لتفعيل العلاقات بين البلدين في إطار المبادرات الهادفة إلى تحسين جودة حياة الساكنة.
ففيما يتعلق بالتعاون اللامركزي، تبقى اتفاقية التعاون بين مدينتي فاس وانجامينا نموذجا يحتاج إلى المزيد من التنشيط. وبدوره أصبح المهرجان الدولي للثقافات الصحراوية FICSA، فضاءا للالتقاء والتمازج الثقافي بين مقاطعة ايندي الشرقية وجهة درعة تافيلالت.
على مستوى التعاون الثلاثي، وبعد مشروع “الطاقة الشمسية من أجل التنمية المستدامة” بين المكتب الوطني للماء والكهرباء والشركة الوطنية للكهرباء والبنك السلامي للتنمية، يتم إعداد برنامج جديد لتقوية القدرات في مجال إدارة الموارد المائية والمياه الجوفية. وستستفيد تشاد، وكذا دول صديقة أخرى، من هذا المشروع الذي ترعاه الوكالة المغربية للتعاون الدولي والوكالة البلجيكية التنمية.
لكن، ورغم كل هذه الإنجازات، يلاحظ أن التعاون بين البلدين لم يرق بعد الى إمكانيات البلدين وإلى مستوى العلاقات المتعددة الأبعاد التي تربط الشعبيين الشقيقين. ولذلك وجب مواكبة ودعم كل المساعي الهادفة إلى ترسيخ مقاربة رابح – رابح التي تميز العلاقات بين المغرب وتشاد.
وقد تم تأكيد هذه الخلاصة من خلال التوصيات التي اقترحتها المائدة المستديرة المنظمة، في 13 يوليوز 2023، من طرف “جمعية الخريجين التشاديين وأصدقاء المغرب” تحت شعار “تعزيز روح المبادرة في تشاد / كيفية استلهام النموذج المغربي”.
السيدات والسادة الضيوف الكرام
بينما تستعد تشاد لمراحل مفصلية ضمن مسلسل الفترة الانتقالية الجارية، حصلت الأحداث المؤسفة في السودان المجاور، ومنذ ذلك الحين تواجه تشاد وضعًا صعبًا وتحديات كبيرة بسبب العواقب المواجهات التي وصلت إلى الأقاليم السودانية المجاورة لتشاد.
وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أشيد بالشعب التشادي والسلطات الانتقالية على الاستقبال والتضامن الذي خصص لمئات الآلاف من اللاجئين والنازحين الذين فروا من ويلات الحرب في السودان الشقيق.
وقذ أظهرت الشهادات الإيجابية للمنظمات غير الحكومية ومؤسسات الأمم المتحدة الكرم وحسن الضيافة المعهودين لدى الشعب التشادي حيث لم تتردد الأسر التشادية بمختلف المناطق في مشاركة منازلها وقوتها اليومي مع إخواننا السودانيين.
وفي هذا الصدد، فإن الشركاء والأصدقاء والمجتمع الدولي، بشكل عام، مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى التضامن ودعم تشاد لتجنب انتشار تداعيات الأعمال العدائية في السودان إلى البلدان الأخرى.
السيدات والسادة الضيوف الكرام
اسمحوا لي أيضا أن أحيي الجهود التي تبذلها السلطات التشادية وعلى رأسها فخامة الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو رئيس الفترة الانتقالية رئيس الجمهورية ورئيس الدولة الذي لم يدخر جهدا لضمان إنجاح العملية الانتقالية التي تأخذ مسارها في جو يسوده روح الانفتاح والحوار والشمولية.
فقد نشرت اللجنة الوطنية المسؤولة عن تنظيم الاستفتاء الدستوري (CONOREC) الجدول الزمني النهائي. وبات اعتماد الدستور الجديد بواسطة الاستفتاء، قبل نهاية عام 2023، لحظة حاسمة في أفق تنظيم الاستحقاقات الانتخابية والرئاسية التي ستتيح عودة النظام الدستوري وبلورة رؤية جديدة لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وإدارة شؤونها.
على إثر الرحيل المفاجئ والمحزن لمشير تشاد في ساحة المعركة، اضطلعت السلطات الانتقالية بواجبها في الحفاظ على استقرار تشاد وسيادته ووحدته. وقد أعطت السلطات العليا في البلاد إشارات قوية تهم الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية بغية جعل تشاد يتجه بثبات نحو المستقبل.
ومن هذا المنطلق، فعلى الإخوة التشاديين تسخير كل الطاقات والقدرات لبناء تشاد الغد. فبلد توماي يتوفر على إمكانيات كبيرة وعلى شباب مفعم بالطاقة والحيوية تمكنه من ولوج حقبة جديدة. فالغد مشرق وأيام واعدة تنتطر تشاد إن شاء الله.
السيدات والسادة الضيوف الكرام
قبل نهاية كلمتي أود أن أتقدم بخالص التهاني لزملائي في السفارة ولأعضاء الجالية المغربية بتشاد ولمسؤولي الشركات المغربية، فأنتم جميعا تساهمون في توطيد العلاقات بين بلادنا وتشاد.
كما يسعدني أن أنوه بفرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وجمعية الخريجين التشاديين وأصدقاء المغرب (ALTAM)، ورابطة الخريجين التشاديين من معهد محمد السادس لتكوين الائمة المرشدين والمرشدات، ومجموعة الأطباء التشاديين خريجي المغرب.
فكما تلاحظون، يتزايد عدد أصدقاء المغرب باستمرار. فأنتم الآن وستبقون في المستقبل الأساس المتين للعلاقات العريقة التي تربط البلدين ونموذجا يعكس صلابة وديمومة الصداقة والأخوة الراسخة بين المغاربة والتشاديين.
وأخيراً، اسمحوا لي أن أعبر مرة أخرى عن استعداد المملكة المغربية لوضع خبراتها في جميع المجالات رهن إشارة البلد الصديق و الشقيق تشاد. وسنعمل جميعا على الارتقاء بالشراكة بين بلدينا إلى مستوى طموحات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأخيه، فخامة الجنيرال محمد إدريس ديبي إتنو، الرئيس الانتقالي رئيس الجمهورية، رئيس الدولة.
تحيا الصداقة المغربية التشادية
شكرا على حسن انتباهكم.
انتهى
مقال رائع