الخبر نيوز (روما) وفقا للتحليل الذي أجراه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) وهي مؤسسة مالية دولية ووكالة متخصصة من وكالات الأمم المتحدة على سبعة بلدان أفريقية في تقرير التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول، أدى استخدام قنوات الهاتف المحمول من أجل التحويلات المالية من قبل العمال المهاجرين وأسرهم إلى تخفيض إجمالي في التكاليف. وفقا للبيان الصخفي لصندوق التنمية الزراعية IFAD نشر بتاريخ 16 يونيو /حزيران 2022
ووصف بيان الصندوق بأن سوق التحويلات المالية الأفريقية تبقى الأغلى، بمتوسط تكلفة يبلغ 7.83 في المائة مقابل المتوسط العالمي البالغ 6 في المائة. وسوف يؤدي هدف تخفيض التكلفة إلى 3 في المائة المتفق عليه في أهداف التنمية المستدامة إلى حصول أسر المهاجرين في أفريقيا على 4 مليار دولار أمريكي إضافي في السنة. وتتماشى تكاليف التحويل من خلال قنوات الهاتف المحمول بالفعل مع الهدف البالغ 3 في المائة الذي تحدده أهداف التنمية المستدامة.
وفي شرق أفريقيا، موطن ابتكارات تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول لأكثر من عقد الآن، تعد بلدان مثل كينيا، ورواندا، وتنزانيا مثالا يحتذى به في اعتماد التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول، كما يبلّغ عنه مؤشر التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول الجديد الذي يعده الصندوق، والذي يقيس الجاهزية للاستفادة من عملية الرقمنة المتنامية للتحويلات المالية. وفيما عدا هذه البلدان الرائدة، سجل نصف جميع البلدان الأفريقية التي شملها الاستطلاع تقريبا درجة عالية.
وتُظهر حالات البلدان الفردية الواردة في التقرير كيف أن الرقمنة تربط التحويلات المالية بالخدمات والمنتجات المالية، وهي توفر للمهاجرين وأسرهم اختيارات أكثر لإدارة مواردهم المالية والاستفادة منها، بما في ذلك من خلال المدخرات، والقروض، والتأمين.
ويقول بيدرو دي فاسكونسيلو مدير مرفق تمويل التحويلات المالية في صندوق التنمية الزراعية : “توفر التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول فرصة فريدة لجلب الملايين للقطاع المالي الرسمي، مما يقرب الخدمات المالية والفرص المدرة للدخل من مجتمعاتها المحلية.”
ويعمل صندوق الأمم المتحدة على تعزيز عملية الرقمنة والشمول المالي على كلا جانبي ممرات الهجرة، لفائدة أكثر من 1 مليون شخص بما في ذلك من خلال 15 مشروعا في سبعة بلدان أفريقية (غانا، وكينيا، والمغرب، والسنغال، وجنوب أفريقيا، وغامبيا، وأوغندا) من خلال مبادرة منصة التحويلات المالية والاستثمار وريادة أعمال المهاجرين في أفريقيا التابعة للصندوق، والتي يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويلها.
وتسعى مبادرة منصة التحويلات المالية والاستثمار وريادة أعمال المهاجرين في أفريقيا، بالعمل مع أصحاب المصلحة في القطاع الخاص، إلى تخفيض تكاليف المعاملات، وتشجيع الابتكارات، وتقديم خيارات الشمول المالي وإضفاء الطابع الرسمي للمرسلين والمتلقين. كما أن التحويلات المالية أساسية لدعم استثمارات صغار المزارعين في ممارسات التكيف مع المناخ من أجل بناء قدرتهم على الصمود في وجه تغير المناخ.
ويتزامن هذا التقرير لصندوق التنمية الزراعية مع احتفال الدولي للتحويلات المالية العائلية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16 يونيو/حزيران. ويعترف هذا اليوم بالمساهمة الحاسمة التي يقدمها العمال المهاجرون وأسرهم، ولا سيما من خلال تحويلاتهم المالية، في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتهم المحلية وبلدان المنشأ.
ويُعترف باليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية عالميا وهو مبادرة رئيسية في الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية (الهدف رقم 20) الذي يحث على تخفيض تكاليف التحويل وزيادة الشمول المالي من خلال التحويلات المالية. وإلى جانب التحويلات المالية باعتبارها عاملا مساعدا للرقمنة والشمول المالي، يرى الصندوق أن كلا من المهاجرين وأسرهم جهات فاعلة رئيسية في عملية التحول الإنمائي والريفي، ولا سيما في ضوء تزايد المخاطر المناخية.
من المتوقع أن تصل تدفقات التحويلات المالية العالمية مدفوعة بعملية الرقمنة إلى 5.4 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030
من المتوقع أن تصل تدفقات التحويلات المالية العالمية مدفوعة بعملية الرقمنة إلى 5.4 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030
– ازداد حجم التحويلات المالية العالمية، أي الأموال التي يرسلها العمال المهاجرون إلى أفراد أسرهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بنسبة 8.6 في المائة في عام 2021. وعلى الرغم من التوقعات بأن جائحة كوفيد-19 ستخفض تدفقات التحويلات المالية، استمر الزخم بسبب زيادة بنسبة 48 في المائة في الأموال المرسلة من خلال قنوات الهاتف المحمول، وفقا لتقرير التحويلات المالية عبر الهاتف المحمول في أفريقيا (MobileRemit Africa) الذي أصدره الصندوق الدولي للتنمية الزراعية اليوم.
وصرح جيلبير أنغبو، رئيس الصندوق، بمناسبة اليوم الدولي للتحويلات المالية العائلية قائلا: “تمثل رقمنة التحويلات المالية، ولا سيما من خلال قنوات الهاتف المحمول، فرصة كبيرة لتعزيز التنمية الريفية حيث أن نصف هذه الأموال تذهب إلى المناطق الريفية. وعملية الرقمنة تخفض الرسوم وتكاليف المعاملات الأخرى مثل وقت السفر، مما يجعل العملية أكثر ملاءمة وأمانا، بالإضافة إلى تعزيز الشمول الرقمي والمالي.”

وقد زاد تدفق التحويلات المالية (605 مليارات دولار أمريكي) بأكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ الإجمالي للمساعدة الإنمائية الرسمية الدولية (178.6 مليار دولار أمريكي). ومن المتوقع أن تصل الأموال المرسلة من أكثر من 200 مليون من العمال المهاجرين في جميع أنحاء العالم إلى أوطانهم إلى 630 مليار دولار أمريكي، مما يوفر شريان حياة لأكثر من 800 مليون من أفراد الأسر.
وأضاف الرئيس أنغبو قائلا: “إن التحويلات المالية تخرج الناس من دائرة الفقر، وتضع الطعام على المائدة، وتدفع رسوم التعليم، وتغطي النفقات الصحية، وتتيح الاستثمارات السكنية، وتحقق العديد من الأهداف الأسرية التي تتجاوز الاستهلاك.”
ومن المتوقع أن تصل التدفقات المجمعة للتحويلات المالية العائلية إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل إلى 5.4 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2030، وهو رقم يعادل ضعف الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا في عام 2021. ومن المرجح أن يتراجع الاتجاه التصاعدي لنمو التحويلات المالية في عام 2022، حيث يؤدي التضخم إلى تآكل الأجور،
بينما تتوقف برامج الدعم المتعلقة بالجائحة في البلدان الغنية. كما يتوقع أن تؤثر الحرب في أوكرانيا على الأرقام العالمية، نظرا إلى أنها تؤدي إلى انخفاض حاد في عمليات التحويل إلى البلدان المجاورة لروسيا، حيث يمكن أن تمثل التحويلات المالية ما مقداره 30 في المائة من إنتاجها المحلي الإجمالي.
