التحديات التي تواجه اللغة العربية في المرحلة الانتقالية في تشاد .(1)/بقلم الدكتور حسين مسار حسين

بقلم المستشار السابق برئاسة الجمهورية المكلف بالتعليم العالي والبحث : الدكتور حسين مسار حسين

شهدت اللغة العربية تراجع كبير خلال الفترة الانتقالية حيث تجلى في اول حكومة شكلها رئيس الوزراء للفترة الانتقالية باهيمي باداكى البيرت ، هذه الحكومة التي ضمت اربعين وزيرا لم يكن من بينهم عربفوني واحد يحمل حقيبة وزارية فتم الاكتفاء بتمثيل اقتصر على اثنين من العربفون كامناء دولة هما امين الدولة في الاقتصاد والتخطيط وامين الدولة في التربية الوطنية ،

كان في السابق يحظى الناطقون باللغة العربية عدد لايقل عن خمسة وزارات في الحكومة ثلاثة منهم يتولون حقائب وزارية كاملة ابرزها وزارة الصحة ووزارة الثروة الحيوانية ووزارة التربية الوطنية وفي احدى الحكومات احدى الناطقات باللغة العربية عينت وزيرة الشؤن الاجتماعية والمراة ، ولكن لايمكن اغفال ان هناك انجازات ايضا في المرحلة الانتقالية قد تحققت منها دخول عدد من الناطقين باللغة العربية في المجلس الانتقالي (( البرلمان المؤقت )) دخلوا باحزابهم على الرغم من انهم لم. يسند ولا لاحد منهم رئاسة لجنة او ضمن نواب رئيس البرلمان فكيف نستطيع ان نقول ان اللغة العربية ممثلة تمثيلا حقيقي في مؤسسات المرحلة الانتقالية ،

انا لا انكر ان هناك نوايا طيبة من رئيس المجاس العسكري الانتقالي في مشاركة الناطقين باللغة العربية في مؤسسات المرحلة الانتقالية بدليل الكلمة المتلفزة التي هنا فيها الناطقين باللغة العربية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بتاريخ 18 ديسمبر 2021م وهذا ان دل فانما يدل على توجه جديد يحمله رئيس المجلس العسكري الانتقالي في المرحلة المقبلة لكننا مازلنا نطالب السيد رئيس المجلس العسكري الانتقالي الى ترجمة هذا الخطاب المتميز الى افعال في ارض الواقع وتتحقق تطلعات الناطقين باللغة العربية في تقسيم عادل للمناصب مناصفة بين الناطقين بالعربية والفرنسية تجد فيها ايضا المراة الناطقة باللغة العربية حضورا فاعلا فلايوجد مبرر بعد ان نص دستور البلاد على مساواة اللغتين العربية والفرنسية وكما نص عليها ميثاق الفترة الانتقالية .

ان الناطقين باللغة العربية هم مستعدون لدعم المرحلة الانتقالية والعبور بالبلاد الى مراحل الحياة الديمقراطية المقبلة التي تمكن التشاديين اختيار من يحكم البلاد بصورة ديمقراطية يتحقق فيها انتقال سلس للسلطة الى المدنيين وهذا هو مطلب قطاع عريض من المواطنيين .

والتحدي الثاني بعد تحدي مشاركة الناطقين باللغة في مراكز القرار وتقاسم السلطة مع اقرانهم الناطقين بالفرنسية ، هناك تحدي يتمثل في اتاحة الفرصة للناطقين باللغة العربية الدخول الى المدارس المتخصصة كالمدرسة الوطنية للادارة ENA التي احدثت قضية استبعاد العربفون من دخول المسابقات التي اجريت في الاشهر الماضية قضية شغلت الراي العام الوطني وبسببها خرجت احتجاجات لكن للاسف لم تجد مطالب العربفون اي استجابة في حين كان في السابق افتتحت اقسام بنفس المدرسة الوطنية للادارة ENA باللغة العربية ،

كما ان من بين التحديات التي احدثت فارقا مهما في وضع الناطقين باللغة العربية هو الغاء امتحانات الدخول لكلية الطب بجامعة الملك فيصل والتي تاسست بالشراكة مع جامعة الازهر الشريف بجمهورية مصر العربية التي قدمت فيها مصر دعما سخي بالاساتذة والمعدات الحديثة هذه القضية احدثت شرخا واسعا مما كلفني شخصيا دفع ثمن مواقفي المتصلبة فتمت اقالتي من منصبين في ساعة واحدة حيث اقلت من رئاسة مجلس ادارة جامعة الملك فيصل وبعد ساعتين تمت اقالتي من منصب المستشار المكلف بالتعليم العالي والبحث برئاسة الجمهورية بحجة انني دعوت الى التظاهر حيث لم يكن قصدي الخروج للتظاهر بل ان موقفي كان رد فعل طبيعي ضد ما اقدمت عليه وزيرة التعليم العالي والبحث والابتكار التي تعمدت الخروج في مؤتمر صحفي لتعلن الغاء امتحانات الدخول لكلية الطب التي جلس فيها اكثر من مائتين طالب وطالبة واشرف عليها بصورة مباشرة الاساتذة الاطباء المصريين

فكان الغاء هذا الامتحان تسبب في احداث انتكاسة كبرى لمشروع تاسيس اول كلية طب للناطقين باللغة العربية وهي كانت حلم يتمنى المشير الراحل ان يراه في حياته ،

وختاما : فان كل هذه التحديات التي ذكرت انفا جعلت الناطقين باللغة العربية وانا منهم يشعرون بان مستقبل اللغة العربية غير واضح ويحتاج الى اظهار خطوات عملية تشجع الناطقين باللغة العربية وتدفعهم الى دعم المرحلة الانتقالية لكن لابد ان يتحصلوا على حقوقهم كاملة والا فان مرحلة المطالبة وعدم السماح بتهميش هذه الشريحة الهامة هو سيكون ابرز ملامح هذه الفترة . ولنا لقاء

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •