الرياض (واس +وكالات) انطلقت في العاصمة السعودية الرياض فعاليات قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بمشاركة دولية واسعة.
كانت السعودية أطلقت قبل يومين مبادرة “السعودية الخضراء”، وألحقتها بمبادرة الشرق الأوسط الأخضر اللتين أعلنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مارس/آذار 2021، ما يؤكد حرص المملكة على مكافحة التغير المناخي والتصحر وحماية البيئة عبر خفض الانبعاثات الكربونية وتبنيها للخطط الزراعية لزراعة أكثر من 10 مليارات شجرة داخل المملكة، و40 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط.
ظاهرة التغير المناخي
يأتي تنظيم فعاليات هاتين المبادرتين اللتين تنهيان أعمالهما اليوم في إطار تصميم السعودية على إحداث تأثير عالمي ودائم، في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة، والإسهام بشكل قوي وفاعل في تحقيق المستهدفات العالمية، بما يدفع عجلة الأزمات المرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليمياً ودولياً.
بالأخضر.. السعودية تسعى لمستقبل مستدام للملاحة العالمية بعد كورونا
ووجهت المملكة دعوات لحضور منتدى مبادرة السعودية الخضراء وقمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، إلى العديد من رؤساء دول العالم والمسؤولين الحكوميين، إضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات في الدول المدعوة، وعدد آخر من رؤساء المنظمات الدولية والأكاديميين وأصحاب الاختصاص في المجال البيئي ومؤسسات المجتمع المدني.
“مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”
ويحظى المنتدى بحضور وزاري سعودي بينهم وزير الطاقة، ووزير البيئة والمياه والزراعة، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، ورئيس “نيوم”، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، من السعودية، إلى جانب خبراء دوليين وإقليميين وقادة عالميين، لمناقشة قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” والتوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الالتزامات البيئية المشتركة، وستتعاون المملكة مع دول الجوار لمكافحة التغير المناخي بما يتجاوز حدودها الجغرافية وذلك في إطار عمل جماعي مشترك.
مبادرة السعودية “الخضراء”.. طاقة نظيفة ومسؤولية تجاه أزمة المناخ
وناقش منتدى مبادرة السعودية الخضراء تحديات التحول في الطاقة وتحقيق التوازن وكذلك الصناعات كثيفة الكربون والفرص الاستثمارية الجديدة في الاقتصاد الأخضر.
وفي بداية أعمال القمة أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، في انطلاق أعمال قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، التي تحتضنها العاصمة الرياض، عن حزمة من البرامج بينها، مبادرتان للمناخ بقيمة 39 مليار ريال (ما يعادل 10 مليارات دولار) تساهم السعودية بـ 15% منهما.
وقال ولي العهد السعودي: “نعلن إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس برنامج إقليمي لاستمطار السحب”.
وأضاف: “نعلن أيضاً عن تأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف في المنطقة، وآخر إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية”، مشيراً إلى “وجود فجوات في منظومة العمل المناخي في المنطقة”.
وأشار إلى تأسيس “مؤسسة المبادرة الخضراء” غير الربحية، لدعم أعمال القمة مستقبلاً.
وانطلقت أعمال القمة بحضور قادة بارزين من المنطقة والعالم، لبحث تعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تنفيذ الالتزامات البيئية المشتركة، بينهم ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ووزير المالية الإماراتي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم.
كما تشارك نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، فضلاً عن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، إضافة إلى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، ورئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن ورئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش.
وتهدف القمة، بحسب موقع مبادرة السعودية الخضراء، إلى تشكيل أول تحالف من نوعه في المنطقة، لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط، وتوفير منصة تجمع بين المعرفة ورأس المال لتعزيز الاستثمار ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة، إضافة إلى وضع أسس دبلوماسية المناخ من خلال تعزيز الإرادة السياسية اللازمة لإحداث تغيير جذري.
وتأتي القمة قبل أيام من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 26” الذي تستضيفه بريطانيا في 31 أكتوبر الجاري.
وتبشّر مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر” ببدء حقبة جديدة من دبلوماسية المناخ والتعاون الدولي، من أجل تعزيز العمل المناخي على نطاق واسع وسريع، إذ تجمع القمة الجهات الفاعلة حكومياً وأهلياً، بهدف تعزيز فرص الشراكة والاستثمار.
وكان ولي العهد أعلن، أواخر مارس الماضي، عن مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، بهدف زراعة 50 مليار شجرة في المنطقة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية.