#تشاد – مجتمع – الإعلان عن ولادة تجمع جديد باسم “منصة اللغة العربية في تشاد”

الخبر – انجمينا / عقد صباح اليوم السبت 26 يونيو 2021 بالمتحف الوطني بانجمينا ،الإعلان التأسيسي لتجمع جديد باسم منصة اللغة العربية في تشاد ،والذي يضم العشرات من منظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن اللغة العربية إضافة لمختلف الشخصيات السياسية والمهنية وجاء الإعلان التاسيسي تحت عنوان “معا من أجل تشاد موحدة “

التقت العشرات من المنظمات المعنية بالدفاع عن اللغة العربية خلال مشاورات امتدت قرابة شهر – ، وتوافقت على تشكيل التجمع الجديد باسم منصة اللغة العربية في تشاد وفق رؤية ومنهجية متطورة تحاكي التحديات الوطنية الداخلية خلال الفترة الانتقالية ضمن برنامج وطني مشترك والمنطلق من الحقائق والوقائع التشادية سواء بإيجاد حلول و طرح عدد من المشكلات ،
كما وستسعى هذه المنصة الجديدة بالسعي للعمل الموحد ذات الرؤية المشتركة للوصول الى حالة اللغة العربية ، محالة متوازنة تنسجم ، مع رؤية الدولة ، ويضم التجمع الحديد “منصة اللغة العربية في تشاد اكثر من 15 عضوا في المكتب التنفيذي . وفي مقدمتهم الدكتور : زكريا محمد صالح منسق عام للمنصة
د. عفاف عليش نائب اول
د. حسب الله مهدي فضلة نائب ثاني

وفي البيان الافتتاحي للاعلان التاسيسي ، التي تولى عرفتها د. زكريا محمد صالح منسق العام لمنصة اللغة العربية في تشاد القى كلمة تناول فيها عن الأسباب و الدواعي التي أدت إلى إنشاء هذه المنصة
النص الكامل لخطاب الدكتور. زكريا محمد صالح المنسق العام لمنصة اللغة العربية في تشاد

البيان الصحفي التأسيسي لمنصة اللغة العربية في تشاد:

يطيب لنا في هذا اليوم أن نلتقي وإياكم في هذا الحديث الصحفي الأول، حول حدث مهم في تاريخ بلادنا وهو ميلاد منصة اللغة العربية في تشاد.

إن الدواعي التي أدت إلى إنشاء هذه المنصة هي استشعارنا بأن اللغة العربية عنصر أساسي من عناصر الهوية الوطنية للشعب التشادي، وأن لناطقيها دوراً محوريا في تجسيد الامن والسلام والاستقرار الذي يعتبر مبدأ أساسيا يعمل الجميع على ترسيخه وتجسيده، لاسيما في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ بلادنا التي تستدعي تضافر الجهود والتعاون بين المخلصين والغيورين من أبناء الوطن، بما يحقق المصلحة العليا للبلاد.

من هنا أتت فكرة إنشاء هذه المنصة نتيجة لاجتماعات لجنة كوادر العربية المعنية برسم خارطة الطريق لمستقبل اللغة العربية، المنبثقة عن اليوم التفاكري حول واقع اللغة العربية وتحدياتها وآفاقها المستقبلية، الذي أقامه الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد، فخلصت الاجتماعات التي استمرت شهرا كاملا إلى إنشاء هذه المنصة لتكون إطارا جامعا لكل المؤسسات والشخصيات المرجعية المهتمة بنصرة اللغة العربية بتشاد، بلغت ما يزيد على (50) من المنظمات المدنية التي بعضها عبارة عن تكتلات تضم في داخلها عددا كبيرا من الجمعيات والروابط،

وقعت على ميثاق سمي بميثاق (منصة اللغة العربية في تشاد)، وقد كون لها مكتب تنفيذي ولجان تخصصية من القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى مستشارين ذوي خبرة علمية وعملية كبيرة، من وزراء وبرلمانيين وأكاديميين وقانونيين وإعلاميين وغيرهم، وباب العضوية فيها مفتوح لجميع المؤسسات المهتمة بأمر اللغة العربية وتطبيق الثنائية اللغوية، كما أن عضويتها لا تلغي استقلالية هذه المؤسسات ودورها في مزاولة أنشطتها وفق نظمها ولوائحها الداخلية.

وتهدف هذه المنصة إلي تحقيق الأهداف الآتية:

توحيد جهود المثقفين باللغة العربية والمدافعين عنها والداعمين لها من أجل تعزيز مكانة اللغة العربية وتمكينهم من المشاركة بفعالية في إدارة شؤون البلاد.
العمل على التطبيق الفعلي لرسمية اللغة في الإدارات والوسائل الرسمية.

توعية الجهات المعنية بأهمية تطبيق الثنائية اللغوية في المؤسسات العامة والخاصة بالدولة والمجتمع.

دراسة المشكلات التي تعتري مسيرة اللغة العربية والمساهمة في تقديم حلول علمية.
المساهمة الإيجابية في دعم مقومات الوحدة الوطنية وترسيخ قيم السلام والأمن والاستقرار والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع.

المساهمة الجادة في إرساء دعائم دولة القانون والمؤسسات وإقامة الحكم الرشيد.

وتنطلق المنصة من المنطلقات والموجهات الفكرية الآتية:

يعتبر الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار مبدأ أساسيا مقدسا يسعى الجميع لترسيخه وتجسيده دون أي تعارض بينه وبين مبدأ المطالبة الجادة والحاسمة بالحقوق الكاملة لمثقفي العربية باستخدام مختلف الوسائل المشروعة المؤدية الي تحقيق الهدف .

اللغة العربية عنصر أساسي من عناصر الهوية الوطنية للشعب التشادي باعتبارها الوعاء الحافظ لتراثه الفكري والثقافي، واللغة الرسمية الاولى لممالكه الوطنية ذات التاريخ المعروف الممتد لما يزيد على عشرة قرون، وهي جسر التواصل والتخاطب بين مختلف مكونات المجتمع التشادي، بعيدا عن القبلية والجهوية والإقليمية.

ان دعم اللغة العربية لا يعني بالضرورة خلق عداوة مع اللغة الفرنسية التي أصبحت بحكم الامر الواقع عنصرا أساسيا من عناصر العمل السياسي والإداري للدولة وأداة للتخاطب والفكر والتأليف لدى شريحة لا يستهان بها من أبناء الوطن

تعتبر فكرة الثنائية اللغوية حلا نموذجيا واقعيا لتجسيد الوحدة الوطنية وتمكين جميع أبناء الوطن من المشاركة الإيجابية والاستفادة من جميع الطاقات والخبرات والكفاءات الوطنية في تنمية البلاد دون إقصاء لأحد الفريقين وتهميشه بسبب العامل اللغوي والثقافي.

من هنا تجب الإشارة إلى أن ما يحدث من تغييب وإقصاء للغة العربية والدارسين بها في كثير من المؤسسات التعليمية والإدارية والسيادية بالدولة، فعلٌ يتنافى مع دستور البلاد والميثاق الانتقالي، ويتناقض مع القيم الإنسانية القائمة على العدل والإنصاف والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.

وخير مثال على ذلك حالة الأزمة التي أثارتها إدارة المدرسة الوطنية للإدارة حينما أعلنت عن إيقاف استخدام اللغة العربية في إجراء مسابقات الدخول للعام الدراسي الجديد، ومن ثم إيقافها أيضا عن الاستخدام كلغة للدراسة، والاقتصار فقط على اللغة الفرنسية، وهو ما يعني عمليا حرمان الدارسين باللغة العربية من الاستفادة من الفرص التأهيلية التي توفرها هذه المدرسة في إعداد الكوادر الوطنية في مختلف المجالات الإدارية،

دون أن تنتبه إدارة المدرسة إلى أن هذه الخطوة تعتبر انتهاكا للقوانين والنصوص الدستورية بما في ذلك المادة (3) من الميثاق الانتقالي، بل إن هذه الخطوة تعتبر انتهاكا للمرسوم الرئاسي رقم : 1674 لعام 2018م الذي ينص على تنظيم وتسيير المدرسة الوطنية للإدارة، حيث ينص في مادته (35) على أنه ( يتم القبول في المرحلة الأولى بالمدرسة الوطنية للإدارة فقط عبر مسابقات داخلية وخارجية تنظم باللغتين الرسميتين).

من هنا فإننا باسم المنظمات المدنية والشخصيات المرجعية الأعضاء في هذه المنصة، ندعو إدارة المدرسة والسيد الوزير الأمين العام للحكومة المكلف بترقية الثنائية اللغوية، رئيس مجلس الإدارة لهذه المدرسة لاتخاذ خطوات عاجلة لإيقاف هذا الانتهاك الدستوري وهذا الخرق للقوانين المنظمة لعمل المدرسة، بأن تكون الأقسام الدراسية في هذه المدرسة مفتوحة للطلاب باللغتين الرسميتين.

كما نوجه نداءنا للمجلس العسكري الانتقالي الذي أكد التزامه بالحماية والمحافظة على كل الإنجازات التي تحققت لبلادنا في الفترة السابقة، بأن يضع قضية تطبيق الثنائية اللغوية على رأس أولويات المرحلة القادمة، لأنها تعتبر خيار الشعب التشادي والمعبر عن هويته وضمان وحدته، وعن طريق الثنائية اللغوية تتحقق قيم العدالة والإنصاف والمساواة ومشاركة الجميع في بناء الوطن والنهوض به.

ومن هذا المنطلق نطالب بأن يكون لمثقفي العربية نصيبهم الكامل في تكوين المجلس الوطني الانتقالي وتولي مناصب قيادية فيه بحسب ما يتمتعون به من كفاءات ومؤهلات علمية وخبرات عملية، وكذلك في كل مواقع المسؤولية في بلادنا الحبيبة، مع إخواننا الدارسين بالفرنسية، سواء بسواء.

كما نذكر بضرورة الاستمرار في إجراءات عقد المنتدى الوطني للثنائية اللغوية الذي بدأت خطوات تنظيمه في عهد المشير الراحل إدريس ديبي إتنو رحمه الله، ونحن في انتظار إكماله في هذا العام، لتكون مخرجاته نبراسا يسهم في إنجاح وتوجيه مسار مؤتمر الحوار الوطني الشامل المرتقب والذي يطالب الجميع بعقده في هذه المرحلة.

كما نوجه نداءنا لجميع مثقفي اللغة العربية بمؤسساتهم المختلفة وانتماءاتهم السياسية والفكرية للمشاركة في هذه المنصة التي هي إطار للجميع وتوحيد الصف. كما ندعو أبناء الوطن الدارسين بالفرنسية للوقوف معنا في هذه المهمة النبيلة لأن قضية الثنائية اللغوية قضية وطنية تهم جميع أبناء الشعب التشادي، وتستدعي أن يشارك الجميع في دعمها وتطبيقها.

وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل الإخوة في اللجنة الفنية والمستشارين الذين تعبوا وسهروا الليالي وعقدوا الجلسات طوال شهر كامل في إعداد خارطة الطريق لمستقبل اللغة العربية التي تضمنت الميثاق الأساسي لمنصة اللغة العربية والوثيقة المحددة لمجالات عملها.. فلهم كل الشكر والتقدير .

والشكر أيضا للاخوة الإعلاميين الذين حضروا هذا اللقاء.
والشكر لكم جميعا أيها الإخوة الحضور.
وبهذا أعلن انطلاقة أنشطة منصة اللغة العربية في تشاد. وأشكركم على حضوركم الميمون وحسن الاستماع. ودمتم في رعاية الله.

أنجمينا يوم 26 يونيو 2021م
المنسق العام للمنصة
د/ زكريا محمد صالح

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •