أفريقيا : ماكرون في رواندا لإتمام تطبيع العلاقات: “جئت للاعتراف بمسؤوليتنا” في الإبادة

وقال في الخطاب الذي كان موضع ترقب شديد إن فرنسا “لم تكن متواطئة” لكنها “فضلت لزمن طويل الصمت على النظر إلى الحقيقة”، خلال زيارة رسمية إلى رواندا وصفت بأنها “المحطة الأخيرة في تطبيع العلاقات” بين البلدين بعد توتر أستمر أكثر من 25 عاما على خلفية دور فرنسا في إبادة التوتسي.

رئيس رواندا بول كاغامي : “خطاب ماكرون ينم عن شجاعة هائلة وسنتحدث عن المستقبل لا الماضي”

صرح رئيس رواندا بول كاغامي أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي إي مانويل ماكرون الخميس عند النصب التذكاري لإبادة 1994 في كيغالي ينم عن “شجاعة هائلة” معتبرا خلال مؤتمر صحافي مشترك أنه “أهم من اعتذارات”.

وكان ماكرون أعلن أنه جاء  إلى رواندا “للاعتراف بمسؤولياتنا” في المجازر، مؤكدا في المقابل أن فرنسا “لم تكن متواطئة”. وافتتح كاغامي المؤتمر الصحافي في القصر الرئاسي في كيغالي مشيدا بخطاب ماكرون “القوي الذي يحمل مغزى خاصا”. وقال “كلامه كان أهم من اعتذار، كان الحقيقة” معتبرا أن ماكرون أبدى “شجاعة هائلة”.

وأضاف “هذه الزيارة تتحدث عن المستقبل، ليس عن الماضي. فرنسا ورواندا ستحسنان علاقاتهما بما يخدم مصلحة شعبينا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا”. وتابع “لكن العلاقة بين بلدينا لن تكون أبدا تقليدية تماما. ثمة ألفة خاصة ناتجة عن التاريخ الفظيع والمعقد الذي نتقاسمه في السراء والضراء. نتمنى إقامة علاقة قوية ودائمة، مبنية على أولويات ذات قيمة لكلينا، فرنسا ورواندا”.

وكانت مسألة دور فرنسا قبل وخلال الإبادة الجماعية في رواندا، نقطة خلاف استمر سنوات وأدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين باريس وكيغالي بين 2006 و2009.

وخلص تقرير وضعه مؤرخون إلى “المسؤوليات الجسيمة والمروعة” لفرنسا و”تعامي” الرئيس الاشتراكي حينذاك فرنسوا ميتران ومحيطه حيال جنوح حكومة الهوتو المدعومة آنذاك من باريس، إلى العنصرية والإبادة الجماعية. وأثنى كاغامي في ذلك الحين على “خطوة كبرى إلى الأمام نحو فهم مشترك لما حصل”.

رئيس رواندا بول كاغامي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون © أ ف ب
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •