أفريقيا / النيجر: الناخبون يدلون بأصواتهم في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية

الخبر / أ. ف. ب / وكالات
يصوت نحو 7,4 مليون نيجري يمثلون نصف سكان البلاد تقريبا في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها محمد بازوم الموالي للرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو، والرئيس السابق ماهاماني عثمان. ويبدو بازوم أقرب للفوز بهذا الاقتراع بعد حصوله على 39,3 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى، مقابل نحو 17 بالمئة لمنافسه.

دعي نحو 7,4 ملايين ناخب الأحد إلى التصويت في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية في النيجر على الرغم من الاضطرابات الأمنية. ويتنافس في هذه الانتخابات محمد بازوم الموالي للرئيس المنتهية ولايته محمدو إيسوفو، الأوفر حظا للفوز في الاقتراع، والرئيس السابق ماهاماني عثمان.

ولم تفتح كل مراكز الاقتراع في الموعد المحدد عند الساعة الثامنة (07:00 ت غ) تماما. لكن أحد مراقبي مفوضية الانتخابات قال إن “الأمر ليس خطيرا سنؤخر إغلاق المركز”.

وفي أحد المراكز التي فتحت في الوقت المحدد في نيامي، كان إدريسا قادو، الطالب البالغ من العمر 29 عاما ثاني ناخب يدلي بصوته. وقال “من حقي ومن واجبي كنيجري أن آتي وأختار الرئيس المقبل”. وأضاف “يجب على جميع النيجريين أن يأتوا ويختاروا وحدوث ذلك بهذا الشكل مصدر فخر”. وتابع “يجب على الرئيس المقبل أن يتحرك ضد المتمردين، هذا هو الهم الأكبر للنيجر الذي تجب متابعته. نحن نريد الهدوء والسلام”.

ويشارك في الاقتراع الذي يفترض أن يستمر حتى الساعة 19:00 (18:00 ت غ)، أقل من نصف سكان البلاد البالغ عددهم نحو 22 مليون نسمة معظمهم لم يبلغ سن التصويت.

وسيشكل التصويت في جميع أنحاء البلاد على الأرجح أكبر تحد في هذه الانتخابات في ظل غياب الأمن في غرب البلاد حيث تتكرر هجمات جماعات تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وفي شرقها الذي يشهد اعتداءات لجهاديي بوكو حرام النيجيريين.

وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع لوكالة الأنباء الفرنسية أن “آلاف” الجنود نشروا لضمان أمن الاقتراع “خصوصا في المناطق المعرضة لانعدام الأمن”.

بعد نحو شهرين من الدورة الأولى التي جرت في 27 كانون الأول/ديسمبر، يفترض أن يختار النيجريون الأحد أحد مرشحين هما بازوم الذي استفاد خلال الحملة الانتخابية من آلة “الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية” الحاكم، ومنافسه عثمان الذي تولى الرئاسة في 1993 و1996 ويطمح إلى العودة إليها.

وكان بازوم قد فاز بـ39,3 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى بينما حصل عثمان على نحو 17 بالمئة من الأصوات.

وفي بلد مرتبط بالتحالفات السياسية التي تتغير باستمرار ولكنها ضرورية للوصول إلى رئاسة الدولة، انضمت تشكيلات سياسية مهمة إلى المعسكر الرئاسي بين الدورتين مما يسمح حسابيا بفوز التحالف الذي التف حول بازوم. وقد انضم إليه خصوصا المرشحان اللذان احتلا المرتبتين الثالثة والرابعة في الدورة الأولى سييني أومارو وألبادي أبوبا.

لكن مراقبين يشككون في فاعلية نقل أصوات هذه الأحزاب. وقال إبراهيم يحيى إبراهيم الباحث في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الفوز بعيد المنال”.

سابقة ديمقراطية

تاريخيا، يأتي التصويت في العاصمة نيامي لمصلحة المعارضة، لكن نتائج الاقتراع في ثاني مدن البلاد زيندر (جنوب شرق) ليست محسومة. فهذه المنطقة التي تعد خزانا انتخابيا مهما هي معقل المرشحين اللذين أمضيا الأيام الأخيرة من حملتيهما فيها لمحاولة كسب تأييد الناخبين.

وصرح مراقب سياسي محلي لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم الكشف عن هويته أن “النتيجة في زيندر ستكون حاسمة بالنسبة لنتيجة الاقتراع”.

ونشرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عشرات المراقبين لمتابعة سير عمليات التصويت. وقاطعت المعارضة مشاركتها في المفوضية الوطنية المستقلة للانتخابات في الدورة الأولى لكنها انضمت إليها مؤخرا للدورة الثانية.

وقال مصدر قريب من الحزب الحاكم “كل شيء جاهز لضمان شفافية الاقتراع”، مشيرا إلى أن الحملة جرت بهدوء وسلاسة. على الرغم من ذلك لا يبدو السكان متحمسين. وقد بلغت نسبة المشاركة في الدورة الأولى 69,7 بالمئة.

ولم يترشح الرئيس الحالي إيسوفو (68 عاما) لولاية ثالثة، خلافا للعديد من رؤساء الدول الأفريقية الذين يتمسكون بالسلطة. وستكون هذه المرة الأولى التي يتعاقب فيها رئيسان منتخبان في هذا البلد الذي تطغى على تاريخه سلسة من الانقلابات منذ استقلاله في 1960.

لكن النجاح الحقيقي لهذه الانتخابات يكمن في قبول النتائج من جانب جميع الأطراف عند إعلانها. فبين دورتي الاقتراع، قالت المعارضة إنها لن تعترف بالنتائج إذا شعرت بأن عمليات تزوير شابتها. وكانت قد تحدثت عن عمليات تزوير في الدورة الأولى لكن المحاكم رفضت طعونها.

 المصدر / أ ف ب

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •