تشاد / مؤسسات دعم اللغة العربية تطرح عملية تطبيق الثنائية اللغوية في تشاد من المطالبات الاجتماعية إلى المآلات الواقعية

تشاد / مؤسسات دعم اللغة العربية تطرح عملية تطبيق الثنائية اللغوية في تشاد من المطالبات الاجتماعية إلى المآلات الواقعية

انجمينا / الخبر / في إطار متابعة الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد لما يتعلق بمسار تطبيق رسمية اللغة العربية ومساواتها باللغة الفرنسية، إعمالا لما ورد في المادة التاسعة من دستور البلاد بشأن اللغتين الرسميتين للدولة أو ما يسمى بتطبيق الثنائية اللغوية،
قدم د. حسب الله مهدي فضلة رئيس اتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد احاطة اعلامية هذا اليوم الاحد 31 يناير 2020 بمقر هذه المؤسسة بانجمينا
وبحسب ما جاء في الإحاطة الاعلانية فقد لاحظ الاتحاد ومعه جماهير مثقفي العربية أن هناك مواقف متباينة لكثير من المؤسسات الرسمية للدولة تجاه تطبيق الثنائية اللغوية، لاسيما في جانبها الإعلامي الذي يعتبر الواجهة المباشرة لهذه المؤسسات وقناة تواصلها مع الجمهور، لاسيما الجمهور المثقف بالعربية الذي يولي هذه القضية أهمية كبيرة، ويبني عليها رؤيته تجاه هذه المؤسسات ومدى احترامها لدستور البلاد وكذلك احترامها للمواطنين الدارسين بالغة العربية.

وفقا للدكتور حسب الله فقد لاحظ الاتحاد وجماهير مثقفي العربية أن هناك بعض المواقف والإعلانات التي يمكن تفسيرها بأنها نابعة من عدم اهتمام باللغة العربية أو عدم اعتراف برسميتها المنصوص عليها دستوريا. وتتمثل في جملة الملاحظات منها : منشورات ووثائق تنعدم فيها اللغة العربية كليا
الوثائق الرسمية التي تمس حاجة المواطنين جميعا إلى معرفة مضمونها، ولكنها للأسف تصدر باللغة الفرنسية وحدها، رغم توفر المترجمين لدى هذه المؤسسات العليا بالدولة،

ويعدد رئيس مؤسسات دعم اللغة العربية مثال : المراسيم المتعلقة بتمديد الحظر الليلي أو فرض الإغلاق الشامل أو رفعه، والبيانات الصادرة من وزارة الإعلام، ولجنة إدارة الأزمة الصحية، فهذه كلها تصدر باللغة الفرنسية، ما عدا النشرة اليومية التي تصدرها المنسقية الوطنية للاستجابة الصحية حول الحالة الوبائية اليومية لكوفيد 19.

كما يلاحظ اتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية من خلال بيانه عن الصفحات الرسمية لمعظم المؤسسات والدوائر الحكومية تخلو تماما من اللغة العربية، وتكتفي هذه الوزارات بالترجمة الآلية المقدمة من فيسبوك، وهي ترجمة ركيكة جدا تفسد المعنى بل تحوله في بعض الأحيان إلى عكس المضمون تماما،

وأمام هذا المشهد يقول رئيس الاتحاد المذكور من المؤسف ان نرى الأمانة العامة للحكومة المكلفة بترقية الثنائية اللغوية في الدوائر الحكومية تقف مكتوفة الأيدي، دون أي خطوة تخطيها نحو عملية تطبيق الثنائية اللغوية، منذ تكليفها بهذه المهمة، بينما تقدم عبر صفحتها في الفيسبوك أسوأ نماذج الترجمة التقائية واللتي تنحرف عن محتواها المقصود كما يقول دكتور حسب الله مهدي

في الوقت نفسه حتى وزارة الإعلام التي باعتبارها الناطق الرسمي باسم الحكومة ما زالت مكتفية بالترجمة الآلية لمنشوراتها التي تغير المعنى وتشوهه، حيث كانت الوثيقة الوحيدة الصادرة عنها باللغة العربية منذ تشكيل الحكومة تحمل عنوان: (ترجمة غير رسمية!! بيان حكومي)، صدرت بتاريخ:13/9/2020م، دون إبداء اي تفسير للسبب الذي جعل النص الفرنسي بيانا رسميا والنص العربي ترجمة غير رسمية!! ثم توقفت الوزارة حتى عن هذه الترجمة غير الرسمية أيضا!!

محاولات تطبيق الثنائية اللغوية في بعض المؤسسات:

ومن ناحية أخرى يواصل رئيس الاتحاد عبر بيانه حول مبادرات بعض من الوزارات والمؤسسات الحكومية هي الأخرى حاولت القيام ببعض من الخطوات في تطبيق الثنائية اللغوية عبر ترجمة بعض اللافتات والمنشورات، وهي خطوة إيجابية تحسب لهذه المؤسسات وتؤكد رغبتها في التجاوب مع مطالب مثقفي اللغة العربية وتطبيق هذا الواجب الدستوري المتمثل في المساواة بين اللغتين الرسميتين للدولة، لكن مع الأسف أن كثيرا من هذه المؤسسات تسند هذه المهمة إلى أشخاص لا يجيدون اللغة العربية، فتصدر منهم أخطاء لغوية كبيرة، إما في المضمون العام أو في الأخطاء الإملائية التي تغير المعنى أيضا.

ومن هنا فإن الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد، من باب إعمال حسن الظن، وتغليب الجانب الإيجابي، يحيي المبادرات التي تقوم بها تلك المؤسسات لتطبيق الثنائية اللغوية، لكنه في الوقت نفسه يجدد دعوته لها بوجوب تطبيق المبدأ الشهير: (اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب) وذلك بإسناد هذه المهام إلى أشخاص يجيدون اللغتين الرسميتين أو الاستعانة بجهات تتوفر لديها الطاقات البشرية للقيام بهذه المهمة.

كما يؤكد الاتحاد استعداده التام للتعاون وتقديم الدعم الفني لأي جهة حكومية أو خاصة تريد التعاون في تطبيق الثنائية اللغوية على أرض الواقع، ومنفتح للتعاون مع كل المؤسسات الراغبة في إعداد اللافتات باللغتين العربية والفرنسية أو تنفيذ أي من البرامج التي تصب في تطبيق الثنائية اللغوية، وذلك عبر الاتصال بمكتبه الرئيس في العاصمة انجمينا أو الاتصال بمكاتبه الفرعية التابعة للاتحاد في الولايات والمحافظات

علما بأن حملة ترجمة اللافتات التابعة لبلدية انجمينا التي أطلقها الاتحاد ضمن فعاليات الأسبوع الوطني للعربية- الدورة الثامنة، لا زال التنسيق بشأنه مستمرا مع البلدية لترجمة المزيد من اللافتات التي تقع تحت سلطة البلدية،

ومن هنا يناشد الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد ،فخامة السيد مشير تشاد إدريس ديبي إتنو رئيس الجمهورية بالتدخل الشخصي من خلال اختيار وزراء أكفاء يؤمنون إيمانا حقيقيا بقضية تطبيق الثنائية اللغوية ويعملون على تنفيذ برنامجه الوطني الهادف لتطبيق الثنائية اللغوية ومساواة أبناء الوطن من مثقفي العربية ومثقفي الفرنسية على حد سواء،
وخلص رئيس الاتحاد في بيانه يتجديد الدعوي إلى جميع مثقفي اللغة العربية، أفرادا ومؤسسات، للوحدة والتعاون والتنسيق في سبيل خدمة اللغة العربية، وتعزيز مكانتها في مختلف المستويات والمجالات، كما أن مقتضيات تعزيز مكانة اللغة العربية مشاركة مثقفي العربية في مختلف الفعاليات التي تمكنهم من أداء دورهم الفاعل في تنمية البلاد وإدارتها العامة، والتعاون مع إخوانهم في الاتحاد من أجل تنفيذ هذه المطالب والتطلعات المشروعة.وفقا للدكتور حسب الله مهدي رئيس الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد.

.

د. حسب الله مهدي رئيس اتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •