تشاد /مجتمع / اتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية بتشاد ” يسدل الستار على فعاليات الاسبوع الوطني للغة العربية

اتحاد اللغة العربية

تشاد /مجتمع / مؤسسات دعم اللغة العربية بتشاد ” يسدل الستار على فعاليات الاسبوع الوطني للغة العربية

الخبر (انجمينا) – أسدل الستار يوم الأربعاء 30 ديسمبر /كانون الأول 2020 بقصر 15 يناير بالعاصمة انجمينا على فعاليات الاسبوع الوطني للغة العربية ، في دورته الثامنه ، والذي حظي بحضور جماهيري كبير، ، استمتعوا بمتابعة العديد من البرامج والأنشطة الثقافية المختلفة المصاحبة لهذا الأحدث والذي يتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية
فعاليات نظمته مؤسسات دعم اللغة العربية المنوية تحت مظلة الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية والمؤلف من روابط وجمعيات واندية مهتمة بقضايا اللغة العربية مهنيين أساتذة وباحثين مفكرين إعلاميين أطباء وأخري من مختلف انحاء تشاد

جرت المناسبة وسط أجواء تميزت بالخطب والكلمات من عدة شخصيات الراعية لهذا الحدث الأهم حدثا يعتبر للعديد فرصة للقاء والتفاكر ومراجعة التوصيات والقرارات اللتي نتجت عن فعاليات اسبوع اللغة العربية في السنوات الماضية قضلا عن اهم إنجازات اللتي تحققت خلال السنوات الأخيرة في مجال مسيرة تطبيق الثنائية اللغوية وخاصة المتعلق بالجانب العملي لإدخال اللغة العربية في كافة الدوائر العامة والخاصة. إضافة لتكريم عدد من المبدعين والمفكرين وشخصيات كان لها الفضل بالأسهام في نشر او الدفاع عن اللغة العربية او قدمت مشاركات واسعة النطاق في إنجاح هذا الحدث

وزير التربية الوطنية معالي السيد أبوبكر الصديق شرومة

لم يتغيب عن الكلمات والخطابات سواء من ممثل مشير تشاد رئيس الدولة الراعي لأحداث وفعاليات اسبوع اللغة العربية، وقد مثل رئيس الدولة في ختام هذه الفعاليات معالي وزير التربية الوطنية أبوبكر الصديق شرومه حيث قدم شكره وامتنانه القائمين على تنظيم هذه الفعاليات والأحداث المتعلقة بأسبوع الوطني للغة العربية وأكد للحضور باهتمام رئيس الدولة من خلال توجيهاته وترجمته في أرض الواقع عن أهمية تطبيق الثنائية اللغوية
وأضاف لقد تابعنا كافة الأنشطة والفعاليات المصاحبة لتلك الفعاليات وما نتج عنها من توصيات ومقترحات تصب في مصلحة تطبيق الثنائية اللغوية والذي يعد ضمن سياسة الحكومة وفقا لرؤية برامج وسياسة مشير تشاد إدريس ديبي إتنو رئيس الجمهورية ،

كلمات تضمنت العديد من الإشادات بواقع اللغة العربية في تشاد وما شهدته من ابراز تقدم في كافة قطاعات الدوائر الحكومية والخاصة كلمات من رئيس جامعة الملك فيصل والعديد من الممثلين لمختلف المؤسسات اللتي تشاطره في نفس الرأي والحديث

وكالمعتاد وفي كل عام تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية والذي يصادف بتاريخ 18 ديسمبر ، ينظم الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد فعاليات وأنشطة متنوعة من خلال إقامة أسبوع وطني للغة العربية بهذه المناسبة ،

وفي هذا العام اطلق الاتحاد أسبوعه الوطني للغة العربية بخزمة من الأنشطة تمثلت في إقامة ندوة علمية كبرى بعنوان: مسيرة اللغة العربية والثنائية اللغوية في عهد مشير تشاد “عوامل التأثير وتحديات التطبيق”طرح الباحثون خلال هذه الندوة أبحاثا علمية ركزت في معالجة قضايا اللغة العربية في تشاد، بطرق علمية من حيث عدة زوايا بدء من تطورها وتحديات تطبيقها في الدوائر الرسمية للبلاد، خلصت نتائجها بتقديم توصيات ومقترحات .
لخصت على النحو التالي
باعتبار اللغة العربية اصيلة في هذا البلد ومحورا اساسيا من الهوية الوطنية التشادية.

ومن بين العوامل ألاساسية مساهمة اللغة العربية ’ من خلال وعبر المؤسسات التعليمية والرغبة الشعبية التي تعززت بالإرادة السياسية لمشير تشاد رئيس الجمهورية رأس الدولة إدريس ديبي إتنو .

التحديات

هناك تحديات كثيرة تواجه مسيرة اللغة العربية تتطلب من الجهات المدافعة عن اللغة العربية التنسيقَ والتعاون فيما بينها .بحيث لايمكن تحقيق التنمية الشاملة. إلا إذا توفرت الرغبة الجادة والتعاون التام بين مثقفي اللغة العربية واللغة الفرنسية. في حين عمليا تطبيق الثنائية اللغوية في البلاد يتطلب وصول مثقفي اللغة العربية في مراكز صنع القرار .

ثانيَا : التوصيات الموجهة لرئيس الدولة

ومن بين التوصيات اللتي خلصت من الندوة العلمية تلك هي التي وجهت إلى مشير تشاد رئيس الجمهورية رأس الدولة إدريس ديبي إتنو.
منها إدراج الكوادر المثقفة بالعربية في التعيينات الإدارية بالانصاف مع الدارسين بالفرنسية.
إنشاء وزارة تختص بالثنائية اللغوية.
إلزام جميع مؤسسات الدولة العامة والخاصة بتطبيق الثنائية اللغوية.

توجيه جميع المنظمات الدولية والشركات والبنوك والهيئات الدبلوماسية المعتمدة في البلاد بتطبيق الثنائية اللغوية.
تخصيص قطعة أرض للاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية.

توصيات موجهة إلى الحكومة:

ومن بين التوصيات ا تلك هي الموجهة إلى الحكومة منها الاهتمام بالمدارس العربية أسوة بالمدارس الفرنسية.
إصدار قراراتها ومذكراتها الإدارية بادارج اللغة العربية بجانب الفرنسية في اللافتات المخصصة للأحداث المختلفة
على الحكومة ممثلة في وزارة الإعلام تقسيم زمن بث البرامج والأخبار في التلفزيون والإذاعة بالتساوي بين اللغتين العربية والفرنسية.
على الوزارات المختلفة في الدولة تطبيق القرار الرئاسي القاضي بمساواة اللغة العربية باللغة الفرنسية كما هو منصوص في المادة التاسعة من الدستور التشادي .

على الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم وترقية المواطنة توجيه مناديبها الإقليميين بضرورة المحافظة على المدارس العربية وعدم تحويلها إلى مدارس فرنسية.

الحكومة إشراك الإتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية , والمؤسسات المهتمة بأمر اللغة العربية في تجهيزات منتدى الثنائية المقبل .

توصيات موجهة للاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد و مثقفي اللغة العربية .

الاستمرارية في جهود ومبادرات تعريب عناوين اللافتات العامة والميادين وعلى واجهات الدوائر الحكومية. إضافة لاسماء الشوارع والمؤسسات بالتنسيق مع الجهات المختصة.
إضافة لذلك وضع كافة القضايا اللتي توفر دعما لخدمة اللغة العربية ضمن سلم الأولويات ، والسعي على تطبيقها وتطويرها ونشرها.

إقامة ندوات دورية تتواكب مع عصر العولمة متصلة بشأن قضايا باللغة العربية ومواحهة تحديات مسرتها

تعريف دارسي العربية بالنصوص والأحكام القانونية للدولة في مختلف المجالات بغرض الوصول إلى معرفة حقوقهم وأداء واجبهم .

توعية أولياء أمور الطلاب بإرسال أبنائهم إلى المدارس العربية للحفاظ على اللغة العربية و هويتهم الثقافية.
كما يوصي اتحاد العام لمؤسسات دعم العربية بتكثيف الجهود والمبادرات للقيام بحملات توعوية تستهدف المدارس العربية في كافة أقاليم البلاد بالتنسيق مع الجهات المعنية،

قضايا المرأة. والشباب

يقدم الاتحاد توصيات بدراسة قضايا المرأة المثقفة بالعربية ودعمها لتقوم بدورها في تطوير الأسرة والمجتمع.
إضافة لقضايا الشباب من المثقفينر بالعربية وتطوير كفاءاتهم المتعددة لخدمة البلاد.

وأخير من بين التوصيات إذ يذكر الاتحاد في نهاية التوصيات دعوة مثقفي اللغة العربية بالمشاركة الفعالة في الأنشطة السياسية و الإستحققات الانتخابية القادمة بجميع مستوياتها بهدف الوصول إلى مراكز صنع القرار لتعزيز اللغة العربية .

د. حسب الله مهدي رئيس الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية بتشاد

كان حفل الختام أيضا تميز بالخطاب الذي قدمه رئيس اتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية د. حسب الله مهدي كلمة قدم فيها عن رؤيته التي يتطلع إليها في ضم وتوحيد جميع المنتمين إلى اللغة العربية في تشاد في صف واحد وتقوية مهاراتهم وتوظيف طاقاتهم من أجل خدمة اللغة العربية، وكسب المناصرين لها على المستوى الرسمي والشعبي، حتى تتبوأ مكانتها الطبيعية كمكون أساسي للهوية الوطنية التشادية

النص الكامل لخطاب رئيس اتحاد مؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد د. حسب الله مهدي
نص البيان

في حفل اختتام الاسبوع الوطني الثامن للغة العربية والاحتفال بيومها العالمي دورة 2020م.
معالي السيد وزير التربية الوطنية وترقية المواطنة، ممثل صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية رأس الدولة / إدريس ديبي إتنو، الراعي السامي للأسبوع الوطني للغة العربية
أصحاب المعالي السادة الوزراء أعضاء الحكومة
معالي السيد مستشار رئيس الجمهورية في التعليم العالي والبحث والابتكار رئيس مجلس إدارة جامعة الملك فيصل بتشاد
السادة ممثلي المؤسسات الكبرى للدولة
السادة البرلمانيون أعضاء الجمعية الوطنية
السادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المتعمدين لدى تشاد
السادة ممثلو المنظمات الإقليمية والدولية
صاحب الفضيلة رئيس المجلس الاعلى للشؤون الإسلامية

سعادة الأخ رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد
سعادة الأخ رئيس المجلس الوطني للغة العربية
سعادة الأخ رئيس مجمع اللغة العربية بتشاد
سعادة الأخ المدير العام للدار العالمية للنشر والتوزيع

السادة الامناء العامون والمدراء ورؤساء الأقسام
السادة رؤساء وممثلو منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية

السادة رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ومسؤولو المؤسسات التعليمية بمراحلها المختلفة وممثلو وسائل الإعلام
الحفل الكريم

أيها الإخوة والأخوات، محبو اللغة العربية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نلتقي اليوم في ختام أسبوع حافل بالأنشطة والبرامج خلال الأسبوع الوطني للغة العربية في دورته الثامنة واليوم العالمي للغة العربية دورة 2020م، هذا الأسبوع الذي تميز بتنوع أنشطته وتغطيتها للعديد من المجالات النظرية والتطبيقية.

وقدر الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الحفل ليس ختاما للأسبوع فحسب بل هو ختام أنشطة الاتحاد للعام 2020 وإيذانا بانطلاقة جديدة بإذن الله لأنشطة العام الجديد الذي يطل علينا بعد ساعات قليلة إن شاء الله.
فرغم الصعوبات والعقبات التي شهدها العام المنصرم 2020 بسبب وباء كوفيد 19 إلا أن ذلك لم يمنع الاتحاد من تنفيذ العديد من الأنشطة الهادفة للوقاية من كوفيد 19 أو التوعية بخطورته وسبل الوقاية منه، في العاصمة والأقاليم، وكذلك المشاركة في مساعدة متضرري الفيضانات في فصل الخريف .

وها هو الاتحاد يتوج أنشطته لهذا العام بفعاليات الأسبوع الوطني للغة العربية والاحتفال بيومها العالمي، تحت رعاية فخامة السيد مشير تشاد إدريس ديبي إتنو رئيس الجمهورية رأس الدولة.

هذه الأنشطة نهديها إهداء وفاء وعرفان إلى الرواد الأوائل إلى الرعيل الأول الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل رفعة راية اللغة العربية واستعادة مكانتها الطبيعية في هذا المجتمع، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

هؤلاء الرواد الذين رأي الاتحاد أن يقدم إليهم لمسة عرفان وتقدير، بتكريم عينة منهم في هذا الحفل، وهناك من كرمهم الاتحاد في دورات سابقة، وأيضا هناك من يكرمون إن شاء الله في مناسبات قادمة إن شاء الله، لكن التكريم الحقيقي لهؤلاء الرواد هو الوفاء لعهدهم والاستمرار في السير على نهجهم والحفاظ على قضيتهم التي عاشوا حياتهم من أجلها وماتوا وهم مستمسكون بها. نسأل الله تعالى أن يجزيهم عنا خير الجزاء ويتغمدهم بواسع رحمته ويدخلهم فسيح جناته، ويوفق خلفهم للسير على دربهم والحفاظ على إرثهم الخالد المبارك.
معالي السيد الوزير ممثل فخامة السيد رئيس الجمهورية راعي الحفل

السادة والسيدات

اسحوا لي في هذا اليوم الاستثنائي أن أشير إلى بعض الشبهات التي تدور في أذهان بعض الناس من الغيورين على اللغة العربية أو غيرهم، الذين ينظرون إلى بعض الأمور فيعتبرونها مشوهة لمسيرة اللغة العربية، وربما تكون في الحقيقة غير ذلك.

ولعل من أبرز هذه الشبهات ظاهرة تعدد المنظمات والكيانات المهتمة بأمر اللغة العربية، فهذه الظاهرة قد تكون صحية تتسق مع طبيعة المجتمعات البشرية وحجم ومكانة اللغة العربية التي تحتاج إلى العديد من الوسائل والأساليب التي ترى كل جهة أنها مناسبة لها في خدمة اللغة العربية، شريطة أن يكون هذا التعدد للكيانات مظهر تنوع في الوسائل والأدوات وسد الثغرات، لا حلبة صراع ومكايدات.
ولعل من المناسب هنا أن نشير إلى أن الاتحاد العام لمؤسسات دعم اللغة العربية في تشاد قد أوضح منذ تأسيسه أن رسالته هي: (نشر اللغة العربية والتعريف بمكانتها وأنها لغة علم وحضارة وإدارة، ومعالجة التحديات التي تقف أمامها في تشاد، مع بذل الجهود لتطبيق رسميتها وتحقيق مساواتها عمليا مع الفرنسية في إدارة الدولة التشادية).

كما حدد رؤيته التي يتطلع إليها بأنها : (توحيد جميع المنتمين إلى اللغة العربية في تشاد في صف واحد وتقوية مهاراتهم وتوظيف طاقاتهم من أجل خدمة اللغة العربية، وكسب المناصرين لها على المستوى الرسمي والشعبي، حتى تتبوأ مكانتها الطبيعية كمكون أساسي للهوية الوطنية التشادية).

ومنذ ذلك الحين ظل الاتحاد يعمل في هذا الاتجاه مؤكدا رغبته الجادة في التعاون مع كل المؤسسات المهتمة بأمر اللغة العربية داخل البلاد وخارجها، سواء التي كانت موجودة قبل الاتحاد أو تأسست بعده، حتى أصبح هذا التعاون بحمد الله واقعا ملموسا كما قد تجسد خلال فعاليات هذا الأسبوع.

بل إن الاتحاد قد ساهم مساهمة فعلية في نشأة بعض المؤسسات التي يظن بعض الناس أنها منافسة للاتحاد، وعلى سبيل المثال: مجمع اللغة العربية الذي تأسس بمبادرة من المكتب التنفيذي للاتحاد الذي رأى من الأهمية بمكان إنشاء هذا المجمع كجهاز مختص بدراسة الجوانب العلمية اللغوية ، وفق ما جاء في النظام الأساسي للاتحاد ولائحته الداخلية، فاتصل بمجموعة من الباحثين المختصين في اللغة العربية ودعاهم إلى اجتماع في مقر الاتحاد لتدارس المقترح، في فبراير عام 2019م، وبعد تبادل وجهات النظر رأى بعض الإخوة أن يكون المجمع كيانا مستقلا قائما بذاته ليؤدي رسالته بصورة كاملة، فتم الاتفاق على ذلك.

وظل معظم الأعضاء في كلا المؤسستين يعملون هنا وهناك وفق البرامج والنظم التي تحكم كلا منهما.
وهكذا هو الحال مع بقية المؤسسات التي تعمل لخدمة اللغة العربية في قطاعات معينة، بعضها سابق لتأسيس الاتحاد، وظل أعضاؤها يعملون في أجهة الاتحاد كما يعملون في مؤسساتهم الأخرى. فالأدوار تكاملية وليست تصادمية، وسنعمل بكل ما في وسعنا لتبقى مؤسساتنا على صفتها التعاونية التكاملية بعون الله تعالى
بل إن هذا التكامل في الأدوار ينبغي أن يتسع ليشمل حتى إخواننا العاملين في الحقل السياسي، رغم أننا كمجتمع مدني لا نُرَشِّح ولا نترشح للمواقع السياسية، ولكننا ندعم ونساند أي سياسي يقدم خدمات ملموسة لصالح اللغة العربية كائنا من كان.

وهذا لا أقوله من عندي الآن، ولكنه تأكيد وتجديد للعهد الذي اتخذه مثقفو العربية في مؤتمرهم الجامع الأول حول وضع اللغة العربية في تشاد الذي عقدوه في هذا القصر منذ عشرين عاما، في نوفمبر 2000م، حيث أكدوا أن مصلحة اللغة العربية تقتضي أن يقف مثقفو العربية مع الساسة الذين يساندون اللغة العربية ويضعون لها اعتبارا في برامجهم السياسية وحملاتهم الانتخابية.

وهذا هو السبب الحقيقي الذي يدعونا دائما للوقوف الداعم ومساندة فخامة السيد مشير تشاد ادريس ديبي اتنو رئيس الجمهورية.
لأن كل الدراسات العلمية الميدانية والقراءات الواقعية للساحة الوطنية، وبناء على تقييم المواقف لمختلف الزعماء السياسيين، لم تجد زعيما سياسيا ينافس فخامة السيد مشير تشاد في وقوفه مع اللغة العربية والثنائية اللغوية، وكل من يرى خلاف ذلك عليه تقديم الدليل.
لذا فإن موقف الاتحاد ومواقف الغالبية العظمى من مثقفي العربية في هذا الشأن، لم تكن لأننا نريد مناصب لأنفسنا كما يروج البعض، فالمناصب لا تدوم مهما كانت، والتجارة لها ميادينها، وإنما نحن أصحاب قضية ندور معها حيث دارت، نقف مع اللغة العربية ونعمل من أجلها، لا نبالي أتقودنا إلى قصر أم تقودنا إلى سجن أم إلى قبر.

ومن هذا المنطلق، ندعو جميع مثقفي العربية الذين لهم أهلية وكفاءة في العاصمة أو الأقاليم إلى ضرورة المشاركة بقوة وفعالية في كل الأنشطة والبرامج التي تتيح لهم الوصول إلى مراكز صنع القرار في مختلف المستويات الوطنية للدولة، مع التقيد بالقيم والمبادئ الأخلاقية السامية التي تربوا عليها، فلا ينبغي أن يبتعد مثقفو العربية عن المشاركة في الأنشطة السياسية ويتباعدوا عن مواقع صنع القرار ثم يشتكون بأنهم مهمشون ومبعدون، وقديما قيل: ما حكَّ جلدك مثل ظفرك.

وفي الوقت نفسه أود أن أجدد النداء لجميع مثقفي اللغة العربية للوحدة والتعاون من أجل خدمة اللغة العربية، فالتحديات ما زالت كثيرة، والثنائية اللغوية ما زال ينقصها الكثير حتى تتجسد على أرض الواقع، والجهود الفردية أو الشللية لا تحقق هدفا عاما، فلنعمل معا من أجل خدمة لغتنا العربية والمشاركة الفاعلة في تنمية بلادنا واستعادة هويتها وتحقيق تطلعاتها المستقبلية المنشودة.

كما نوجه النداء لإخواننا الدارسين باللغة الفرنسية للعمل على إزالة الحواجز المصطنعة والتعاون من أجل بناء الوطن الذي يتسع للجميع دون إقصاء لأحد ولا تهميش لفئة، ونحيي بهذه المناسبة المواقف الإيجابية لبعض المسؤولين الفرانكفونيين تجاه خدمة اللغة العربية وتطبيق الثنائية اللغوية، وإن شاء الله سيأتي اليوم الذي يكرم فيه كل المخلصين الوطنيين على مواقفهم الإيجابية.

كما نند ونستنكر المواقف السلبية لبعض المسؤولين، فنحن مع اللغة العربية نشيد بمن وقف معها، ونندد بمن وقف ضدها. ونرفع بهذه المناسبة تحية شكر وتقدير وإجلال لفخامة السيد رئيس الجمهورية مشير تشاد إدريس ديبي إتنو، الراعي الأول للغة العربية والثنائية اللغوية في البلاد، على دعمه وتشجيعه لمسيرة اللغة العربية وسعيه لتحقيق المساواة بين الدارسين بالعربية والفرنسية، ويؤكد الاتحاد دعمه ومساندته لفخامة السيد الرئيس من أجل تحقيق تطلعات الشعب التشادي عامة ومثقفي اللغة العربية بصفة خاصة.

وأجدد الشكر لكل من وقف مع الاتحاد من قريب أو بعيد، لاسيما أولئك الإخوة الذين قطعوا آلاف الأميال وأتوا إلينا في انجمينا ليشاركونا في تدشين معرض انجمينا الدولي الأول للكتاب، وأولئك الذين لم يتمكنوا من الحضور شخصيا فخاطبونا عبر الوسائط المتعددة من آلاف الأميال، سواء من دور النشر والجماعات السودانية، أو من بيروت، حيث خاطبنا معالي السيد الأمين العام للمجلس الدولي للغة العربية الأستاذ الدكتور علي عبد الله موسى، والشكر لكم جميعا أيها الإخوة الحضور الذين لبيتم دعوتنا وحضرتم معنا هذا الحفل البهيج بكم، سائلا الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد. والسلام عليكم ورحمة لله وبركاته.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •