نقلا عن المركز النيجيري للبحوث العربية-نيجيريا
_ فجعت الساحة الإسلامية برحيل زعيمة الاستعراب الأفريقي بالقرآن السيدة مريم بنت الشيخ إبراهيم نياس عبد الله الكولخي عن دنيانا اليوم السبت 26 ديسمبر 2020م بعد حياة حافلة بالعطاء والكفاح لتعليم القرآن ونشر علومه العربية في السنغال والدول الأفريقية المجاورة .
ولدت الشيخة مريم بنت إبراهيم انياس بن عبد الله الكولخي يوم 24 ديسمبر عام 1934 في مدينة كولخ السنغالية، لأسرة علمية صوفية لها نفوذ واسع الانتشار ضمن تفريعات الطريقة التيجانية.
- ·السيدة مريم بنت إبراهيم انياس خادمة القرآن الكريم تحب أن يلقبوها ، حفظت القرآن الكريم مبكراً على يد أبيها وقامت م سنة 1975 بإنشاء مؤسسة أهلية لتعليم القرآن الكريم أطلقت عليها “دار القرآن الكريم”التي تبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي 1600 طالب وقد خرجت المدرسة على مدار السنوات الأخيرة المئات من حملة القرآن الكريم من السنغال و مجاورة مثل غامبيا وغينيا بيساو. ويأتي طلبة “دار القرآن الكريم” في “طليعة” الطلبة الأفارقة الذين يشاركون في المسابقات الدولية لتحفيظ القرآن الكريم.
· وضعت اللبنة الأولى لـ”مجمع شيخ الإسلام الحاج إبراهيم انياس التعليمي” في داكار سنة 1984ا
· أشرفت على تسيير عدة رحلات إلى الحج لمواطنين من دول غرب إفريقيا،
· ساهمت في حل بعض الأزمات الدبلوماسية التي واجهت السنغال في العقود الأخيرة. ومن هذه الجهود قيامها بوساطة بين السنغال وإيران أفضت إلى استئناف علاقاتهما الدبلوماسية سنة 1990 بعد قطعها 1986. كما أدت دورا في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السنغال والسودان سنة 1999 إثر تجميدها بسبب خلافات بين الطرفين.
·”تزوجت الشيخة مريم مبكراً من الشيخ (عمر كن) عام 1952 فأنجبت البروفيسور عثمان أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الأمريكية، والبروفسيور هارون أستاذ القانون بالجامعات الفرنسية، والسفير التيجاني بن عمر وهو الذي أسندت إليه الأن أمور دار القرآن الكريم والشيخ محمد بالإضافة إلى بناتها وهن سيدات في الأعمال الخيرية على نهج والديهما .
· تفرغت الشيخة لكتاب الله تعالى بعد أن تخطت عامها الثلاثين ، وكان الكل يقدر مكانتها وجهودها حيث خصص لها الرئيس عبده ضيوف الرئيس السنغالي الأسبق قطعة من الأرض بوسط داكار العاصمة لكي تحقق حلمها الوحيد ببناء فخم سمته دار القرآن الكريم ، وعندما خصصت لها الحكومة قطعة الأرض بحث عن من يُمول بناء هذه الدار ، اتجهت الشيخة إلى دولتى السعودية والإمارات العربية المتحدة نظراً لما تتميز به الدولتين من دعم للمسلمين في إفريقيا، وفعلا حصلت على تمويل بناء أكبر مركز إسلامي في إفريقيا
وأثناء زيارة الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد للسنغال إبان تسعينات القرن الماضي دعته إلى زيارة المركز الإسلامي وهو تحت الإنشاء فأهدى لها بيتا في مرموز بضواحي داكار ، ثم تبرع هو الأخر في المساعدة في استكمال هذا الصرح الذي كان قيد الإنشاء.
كان المركز مقصداً لكل الزائرين للسنغال حيث زاره أعضاء الأسرة السعودية المالكة وأبرزهم طيب الله ثراه الأمير سعود الفيصل .
كانت الفقيدة تحب البلدان العربية وتكن تقديرا خاصا لمصركلماتها تفيض حباً وحنيناً لمصر ( اللهم احفظ بلدنا وقبلتنا مصر والأزهر الشريف واجعلها سخاءً رخاءً ) وقالت ( أنا أصلي من أجل مصر ، فمصر بهاء الدنيا ).
تعتبر الشيخة مريم سيدة مكافحة مجاهدة مؤمنة بالرسالة القرآنية قَل نظيرها في دنيانا قاطبة فقد كرمها الرئيس السنغالي الحالي محمد مكي صال بأرفع وسام في السنغال عام 2014 واصفا إياها بأنها أم السنغاليين.
رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته إنا لله وإنا إليه راجعون.
نقلا عن / المركز النيجيري للبحوث العربية-نيجيريا يمكنكم متابعة الرابط التالي للمركز على الرابط التالي :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=413170930005990&id=100039392598980