تقع منطقة خليج غينيا في الساحل الجنوبي الغربي لأفريقيا على المحيط الأطلسي الذي تطل عليه أكثر من 6 بلدان أفريقية.
ولت الأيام التي كان يعتبر فيها خليج عدن أخطر منطقة على التجارة الدولية بسبب القرصنة على ناقلات النفط والبواخر التجارية التي تعبر من خلال ذلك الخليج.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن القراصنة أصبحوا مهتمين بخليج غينيا، في ظل قيام العديد من شركات النفط بتخزين النفط في البحر بعد هبوط الطلب وامتلاء الخزانات.
وعن سبب الاهتمام الكبير بخليج غينيا، تفيد التقارير بأن هذا الخليج، الذي يقع في الساحل الجنوبي الغربي لإفريقيا، يعتبر الآن مركزا رئيسيا للنفط حيث تقوم ثمان دول بتصدير نفطها من خلاله.
ووفقا للمكتب البحري الدولي IMB، شهد الربع الأول من العام الجاري ارتفاعا في القرصنة البحرية في جميع أنحاء العالم. وتم تسجل 21 هجوما في خليج غينيا من أصل 47 هجوما في العالم.
وللمقارنة فقد شهد العالم في الربع الأول من العام الماضي 38 هجوما، أي أن الهجمات زادت خلال الربع الماضي بنحو 23%.
وفي العام الماضي شهد خليج غينيا 121 عملية اختطاف ما يشكل نحو 90% من إجمالي عمليات الاختطاف في البحر.
- كشف المكتب البحري الدولي في آخر تقرير له عن القرصنة ، فقد أصبح خليج غينيا منطقة متزايدة الخطورة للملاحة التجارية حيث تم تسجيل أكثر من 90٪ من عمليات القرصنة في العالم. ازدادت الهجمات العنيفة على السفن وأطقمها في عام 2020 مع أختطاف 77 بحارًا كرهائن أو اختطافهم للحصول على فدية، ومنذ يناير ، يكشف أحدث تقرير عن القرصنة من المكتب البحري الدولي0 (BMI) التابع لغرفة التجارة الدولية. يعتبر خليج غينيا قبالة غرب إفريقيا منطقة متزايدة الخطورة للشحن التجاري ، حيث تمثل ما يزيد قليلاً عن 90٪ من القرصنة البحرية حول العالم. تم تسجيل ما مجموعه 98 حادثة قرصنة وسرقة مسلحة في النصف الأول من عام 2020 ، مقارنة بـ 78 حادثة في نفس الفترة من العام الماضي. منذ أوائل عام 2020 ، تم اختطاف 49 من أفراد الطاقم للحصول على فدية في خليج غينيا واحتجازهم على الأرض لمدة تصل إلى ستة أسابيع. تتسارع المعدلات مع اختطاف 32 من أفراد الطاقم في الأشهر الثلاثة الماضية وحدها. تعرضت ثلثا السفن للهجوم في أعالي البحار على بعد 20 إلى 130 ميلا بحريا قبالة ساحل خليج غينيا.
وقد وقعت معظم الحوادث في المياه الإقليمية النيجيرية، ولسوء الحظ فإنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه حتى العام 2021.
وفي مذكرة بحثية، قال ألكسندر ريميكرز، كبير محللي شؤون إفريقيا في Verisk Maplecroft، وهي شركة استشارية تركز على دراسة المخاطر الاستراتيجية، إن نقص المعدات والأفراد الملائمين يترك قوات الأمن المحلية غير قادرة على التعامل مع هذا التهديد بشكل فعال.
وتحذر Verisk من أن شركات نفط كبيرة مثل “شيل” و”توتال” و”إيني”، معرضة بشكل خاص لخطر تعرض شحناتها من النفط للقرصنة في غرب إفريقيا.
ويمكن أن تكون الأضرار الاقتصادية لشركات النفط والحكومات من القرصنة مدمرة.
فقبل ثلاث سنوات أشارت التقديرات إلى أن الحكومة النيجيرية كانت تخسر 400 ألف برميل من الخام يوميا بسبب القرصنة في خليج غينيا، بقيمة تصل إلى 1.5 مليار دولار شهريا.
ومع انخفاض أسعار النفط إلى مستويات قياسية، تقول Verisk، إن القراصنة من المحتمل أن يغيروا التكتيك ويبدؤوا باختطاف أطقم السفن للحصول على فدية مالية بدلا من سرقة النفط
يذكر انه مع انحسار ظاهرة القرصنة على سواحل الصومال، فقد عادت من جديد في غرب القارة بمنطقة ما يعرف بخليج غينيا التي تضم حدود المياه الإقليمية لكل من بنين وتوجو وغانا والكاميرون والجابون، وباتت توصف المنطقة بأنها المركز الجديد للقرصنة البحرية العالمية.
وتقع منطقة خليج غينيا في الساحل الجنوبي الغربي لأفريقيا على المحيط الأطلسي الذي تطل عليه أكثر من 6 بلدان أفريقية.
وحذرت تقارير أفريقية ودولية من توسع عمليات القرصنة لتمتد إلى منطقة دلتا النيجر التي تعد منطقة نيجيرية غنية بالنفط الذي يشكل عصب الاقتصاد في هذا البلد.
وتتمتع منطقة خليج غينيا بأهمية استراتيجية كما تعد من المناطق البحرية ذات النشاط العالي في حركة التجارة البحرية الدولية، وتمثل بوابة رئيسية للتجارة الخارجية بالنسبة لبلدان منطقة غرب ووسط القارة السمراء.
كما تطل على الخليج دول تمتلك احتياطات نفطية وغازية هائلة، ما أكسب المنطقة أهمية جيوغرافية وجعلها وفقا لتقارير هدفا لمؤسسات وعصابات القرصنة الدولية.
وبحسب تقرير صادر عن المكتب البحري الدولي، فإن 73% من حوادث الاختطاف التي شهدتها مختلف البِحار حول العالم و92% من حوادث احتجاز الرهائن في النصف الأول من عام 2019، وقعت ضمن حدود المياه الإقليمية للبلدان المطلة على خليج غينيا.
وقال تقرير في عام 2018: “وقع 156 اعتداء على السفن التجارية، وخلال الأشهر الـ6 الأولى من 2019 تم احتجاز 75 بحارا كرهائن حول العالم، كما قتل المئات من البحارة أثناء الهجمات”.
وبحسب الإحصائية فإن 62% من حوادث الاحتجاز وقعت في البلدان نيجيريا وغينيا والكاميرون وبنين وتوجو المطلة على خليج غينيا، كما أن هناك مخاوف من توسعها إلى دولة الجابون التي تشهد اضطرابات سياسية وشهدت حدوث عمليات قرصنة.
ويقول مراقبون إن أغلب السفن التي تتعرض لاعتداءات القرصنة ذات السطو المسلح في خليج غينيا، هي سفن حمولة وبضائع أو ناقلات نفط، ويقوم بها القراصنة للحصول على فدية، فيما تنجح بعض السفن في التخلّص من هذه الهجمات.
ويؤكد خبراء ومراقبون دوليون أن منطقة خليج غينيا المحورية مؤهلة لأن تدخل في دوامة من الفوضى العارمة، بسبب نشاط القراصنة القريب جدا من نشاطات الجماعات الإرهابية مثل بوكو حرام في شمال نيجيريا والكاميرون ودول الساحل الأفريقية الأخرى، ما يتطلب تدخلا دوليا عاجلا لحفظ الممرات البحرية والنظام في تلك الدول.
وباتت نيجيريا من أكثر الدول الأفريقية معاناة من هذه الظاهرة الخطيرة، وقالت مجموعة “IOS” لتقييم المخاطر: “إن سواحل هذا البلد تعد مركز هجمات القرصنة البحرية حول العالم”.
وحذر وزير الشؤون الخارجية والتعاون في غينيا الاستوائية سيميون أويونو إيسونو من الأنشطة غير القانونية في الفضاء البحري الأفريقي.
وقال: “إن الإرهاب البحري وغسل الأموال وتصريف النفايات السامة والنفط الخام في البحر، وسرقة النفط الخام والغاز الطبيعي، والاتجار بالأسلحة والمخدرات، والاتجار بالأشخاص واللاجئين، والقرصنة والسطو المسلح والصيد غير المشروع، كلها تشكل خسارة في الأرواح البشرية والاقتصاد في القارة، ويجب التصدي لها بشكل حازم”.