الساحل الإفريقي : اجتمع رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس وشركاؤها الدوليون في نواكشوط يوم الثلاثاء 30 يونيو. وقد أعربوا عن رغبتهم في تضخيم التقدم الذي سجلوه وفقا لهم ، ضد الإرهابيين في الأشهر الأخيرة.
قد اختتمت مساء نفس اليوم الثلاثاء، 30 يونيو /حزيران في العاصمة الموريتانية نواكشوط قمة دول الساحل الخمس، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشير.
القمة التي انعقدت في ظروف صحية خاصة بسبب انتشار فيروس كورونا، قال قادة دول الساحل الخمس (موريتانيا، النجير، مالي، تشاد، بوركينافاسو) ” إن تنظيمها في مثل هذه الظروف يمثل دليلا على الصرامة في مواجهة الأزمة بشكل غير مسبوق مع التأكيد على الإرادة لبذل كل الوسائل الضرورية للقضاء نهائيا على هذا الداء”.
ورحب القادة “بالنجاحات العسكرية” التي تحققت في الأشهر الأخيرة والتي توجت بمقتل زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عبد الملك دوركدال، في الثالث من يونيو 2020، من طرف قوة برخان الفرنسية وحلفائها.
كما حيى الرؤساء نجاح العملية الخاطفة ” غضب بوما” في منطقة بحيرة تشاد في شهر ابريل 2020 ضد فصائل بوكوحرام “التي فرضت جبهة في تشاد والنيجر تستحق عناية من المنظومة الدولية”، وفق البيان الختامي.
وخلال القمة طالب الرئيس الدوري لدول الساحل الخمس، الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ ولد الغزواني بإعفاء ديون دول مجموعة الساحل الخمس.
وقال ولد الغزواني إن خطر الإرهاب والفقر الذي يرتكز عليه اهتمام مجموعة الخمس بالساحل والذي يستقطب حصة هامة من مصادرها قد “زادت حدته”، وفق تعبيره.
ودعا ولد الغزواني خلال خطابه الشركاء الدوليين إلى “التزام صريح وقوي اتجاه دول الساحل من اجل إيجاد حلول مناسبة ودائمة لمواجهة الإشكاليات المطروحة”.
وقال ولد الغزواني خلال مؤتمر صحفي أعقب القمة، إن هذه الدول وإن كانت نظرت بكثير من الارتياح الى تأجيل سداد فوائد الديون وتأجيل دفع خدمة الدين الذي تقرر على مستوى مجموعة العشرين فاإها تعتقد أن ذلك لا يقدم حلولا ناجعة لمشاكل التنمية في هذه الدول.
وقد جاء أيضا ضمن البيان الختامي ، التزم القادة أيضًا بتعزيز القضاء على مناطق النزاع ، أي مكافحة الإفلات من العقاب. وهي النقطة التي شدد عليها رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشكل خاص ، مؤكدين خلال المؤتمر على ضرورة ضمان احترام حقوق الإنسان
وخرج المشاركون بعدة قرارات وتوصيات حيث عبر المشاركون في قمة نواكشوط المنعقدة اليوم عن “انشغالهم بتوسع الإرهاب في شبة المنطقة”، وأكدوا “ضرورة عمل جماعي استعجالي وقوي من أجل القضاء على هذه الظاهرة”.
وقال القادة في البيان الختامي الصادر عن القمة إنهم سجلوا بارتياح “التنشيط التدريجي لإطار تبادل المعلومات وتحليلها واستغلالها المنسق من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على منصات التعاون الوطني في المجال الأمني”.
كما رحبوا بالتزام الاتحاد الأوروبي، وبدوره الفاعل في المجال الاستشاري والتكويني والتجهيز والبني التحتية، ورحبوا أيضا بالتزام ودعم مختلف الشركاء، مركزين على ضرورة مواصلة الجهود الحثيثة لتجهيز قوات الدفاع والأمن للدول الأعضاء في مجموعة الخمس في الساحل والقوة المشتركة.
ورأى القادة أن مستوى تعبئة الموارد لصالح برنامج الاستثمارات ذات الأولوية لمجموعة الخمس في الساحل ما زال بعيدا مما كان منتظرا في مجمل مناطق الساحل، ودعوا إلى مواصلة الجهود من طرف مختلف الشركاء، ونبهوا من تعهدوا خلال مؤتمر نواكشوط ديسمبر 2018 بضرورة الوفاء بالتزاماتهم.
وناشد الرؤساء المنظومة الدولية بتوفير دعم عسكري أكثر لمحاربة شاملة للإرهاب في منطقة الساحل، وعبروا عن شكرهم للدعم المهم الذي قدمته فرنسا والولايات المتحدة وما قدمته بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (MINUSMA) لصالح القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل مرحبين باحتمال نشر أول طلائع من قوة “تاكوبا” في صيف 2022 وفرقة من بريطانيا لدعم البعثة الأممية لحفظ السلام في مالي ( MINUSMA) في 2020 ولواء يتألف من 3000 جندي من الاتحاد الإفريقي.
وجدد الرؤساء طلب تمويل دائم للقوة المشتركة، ووضعها ضمن البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، كما أعلنوا دعمهم لمقترحات الأمين العام للأمم المتحدة ودعمه لهذه القوة، وحيوا الدعم اللوجستي المقدم لها من طرف البعثة الأممية (MINUSMA) في إطار آلية التمويل المنسق من طرف الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الصدد ، جدد رؤساء الدول التزامهم بعدم التسامح مع أي انتهاك لحقوق الإنسان ، واحترام القانون الإنساني الدولي. وتحقيقا لهذه الغاية ، تعهدوا بتعزيز القضاء على مجالات العمليات ، ولا سيما من خلال الاستمرار في تكثيف المكون الوثيق في الجيوش الوطنية والقوة المشتركة ، والالتصاق بجميع الدفاع والجيش. الأمن لإطار الامتثال لحقوق الإنسان.
كما طالبوا بمساهمة جديدة لتعزيز القوات المسلحة الوطنية والإقليمية لمجموعة الخمس في الساحل لتكون مستقلة وتتعزز سيطرتها على الوضع.