شخصيات إسلامية في سطور / الشيخ إبراهيم انياس العالم المجدد ، مجهودات لنشر الاسلام في أفريقيا..
كرم الله تعالى هذه الأمة برجال على مر العصور بذلوا أنفسهم وأموالهم للدفاع عن دين الله ونشر القيم والفضيلة مبتغين في ذلك وجه الله تعالى ومكانة يرجونها عند لقاء الله تعالى ، من هؤلاء الحاج إبراهيم انياس .
ولد الشيخ إبراهيم عبد الله نياس يوم الخميس 15 رجب 1318هـ في طيبة، وهي قرية صغيرة قرب مدينة كولخ في السنغال. ونشأ في حجر والده، وقرأ عليه القرآن حتى حفظ حفظاً جيداً برواية ورش عن نافع.
لقبه احد شيوخ الأزهر الشريف ” بشيخ الإسلام ” ، وكان أول إفريقي يؤم صلاة الجمعة في الأزهر، عضو مؤسس في رابطة العالم الإسلامي، اعتنق الإسلام على يديه في يوم واحد أكثر من عشرة آلاف شخص، أصحابه اليوم يعدون بالملايين في مختلف قارات العالم ، ناهض الاستعمار وخدم اللغة العربية في إفريقيا،
اضطلع بمهام الدعوة إلى الله بجدارة حيث زار مختلف دول العالم لاستنهاض همم المسلمين من اجل الإقبال على الله والإعراض عما سواه، حج البيت الحرام سبعة عشر مرة، واعتمر وزار المصطفى عليه الصلاة والسلام أكثر من ذلك، بلغت دواوينه وقصائده في مدح خير البرية صلى الله عليه وسلم ما يقارب (6.000) بيت،
انه العالم المجدد شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم انياس (1900 م – 1975) وهذه نبذة عن حياته:
ولد الشيخ إبراهيم انياس رضي الله عنه يوم الخميس 15 رجب 1318هـ ( وقيل أنها سنة 1320هـ ) في طيبة نياسين، وهي قرية توجد في مقاطعة نيورو (إقليم كولخ )في جمهورية السنغال، من أبيه الشيخ الأجل الحاج عبد الله انياس بن السيد محمد وأمه السيدة الفاضلة عائشة بنت السيد إبراهيم .
أول من قدم من أجداد الشيخ إلى القطر السنغالي هو الأمير الرضى العربي القادم من المغرب العربي الكبير اتفاقا وتزوج ملكة البلد المسماة “جيل” والملقبة ب”انياس”. ومما يجدر التنبيه عليه أن هناك في السنغال لقب “انيص” يختلف لفظا ومعنى وعنصرا وحروفا عن “انياس” التي هي لقب أهل الحاج عبد الله انياس..
ونشأ في حجر والده، وقرأ عليه القرآن حتى حفظه حفظاً جيداً برواية ورش عن نافع وقد ظهرت عليه النجابة في صغره، وبعد أن حفظ القرآن شمر عن ساعد الجد والاجتهاد في تحصيل العلوم، المنطوق منها والمفهوم، وبلغ فيها المنى والمراد، وتبحر فيها وتفنن بجميع فنونها.
وتولى تعليمه والده العالم المجاهد الحاج عبد الله بن محمد نياس،ولم يخرج من بيته قط الى طلب العلم .
وازداد من العلوم والتضلع فيها بهمته العالية وانهماكه المستمر في تحصيل العلم.
ونبغ رحمه الله في سنٍ مبكرة في التفسير وعلوم القرآن والحديث وعلومه، والفقه وأصوله، واللغة وفنونها، والتصوف، حتى أصبح مرجعاً في ذلك كله .
دعوته:
تصدر لإفادة الخلق قبل بلوغ الثلاثين سنة، وأقبل عليه الناس من أقطار شتى، عرباً وعجماً ينهلون من علومه، وجاءه العلماء قبل العوام يستقون من حضرته درر العلوم ويتشوقون لعلوم الرجال وتربية النفوس وتزكيتها، فكان لهم بحراً لا ساحل له ومنهلاً عذباً لا يمل ومركز فهوم لا ينضبه العل
اشتغل رضي الله عنه بإرشاد الخلق وتعليمهم وتربيتهم وأصبحت قريته التي أسسها وسماها (مدينة) ،،وهي على بعد اربع كلمترات من وسط عاصمة اقليم كولخ، منارة علمٍ وتربية.
ربى الشيخ أصحابه أفضل تربية وظهرت كفاءته للدعوة إلى الله وبرزت خصوصيته من خلال الفيضة التي تفجرت على يديه وامتدت لتعم الأرض.. وقد اتصف الشيخ بما كان يدعو إليه من البر والجد..
كان أول تحرك روحي من الفيضة، التي وقعت على يد الشيخ إبراهيم، فى سنة 1348هـ (الموافق 1929م) ، والشيخ إذ ذاك ابن ثلاثين سنة.
أهداف الدعوة عند الشيخ:
عند انتقال الشيخ إلى مدينته سنة 1349هـ، حدد للحياة في مدينته التي أقامها أربعة أهداف:
– تعلم العلوم الدينية وتطبيقها
– ذكر الله ومراقبته
– حفظ القرآن وتلاوته
– تصفية القلوب لتتلقى عن سرها عن ربه سلسال التوحيد..
وقد حدد الشيخ أهداف دعوته في مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة البلاد السعودية:
– دعوة غير المسلمين للدخول في دين الله وترك الوثنية وغيرها من الديانات الباطلة.
-الجد والاجتهاد في توعية المسلمين ونصحهم وإرشادهم ليزداد المؤمنون إيماناً مع إيمانهم.
-تجنيد كل الطاقات الممكنة لنشر لغة القرآن.
-الدعوة إلى تعميق الشعور بالأخوة الإسلامية.
-ربط الدعوة بالحركات والهيئات الإسلامية في العالم.
-التصدي للقوى التي تسعى لفتنة المسلمين من تبشيرية، مسيحية، ومن صهيونية متسترة وغيرها.
ومن اجل الدعوة إلى الله جاب الشيخ أفريقيا وكل الأقطار الإسلامية، وكثيراً من الأقطار الأخرى ، وادت به جوﻻته حتى الى الصين فى سنة 1963 ، ينشر دين الله ويدعو إلى الإسلام بالكلمة الطيبة، ويبث علمه بين الناس ويناظر العلماء للإفادة والاستفادة..
من توجيهاته :
ومن توجيهاته :
بالقيل والقال فلا تشتغلوا**وبصلاة الفاتح القلب اشغلوا
ومنها:
الله قل وذر الوجود وما حوى**إن كنت مرتادا بلوغ كمال
فالغير دون الله إن حققته **عدم على التفصيل والإجمال
وكان يقول لأصحابه ضمن توجيهاته لهم: “نحن السادة الملامتيه شأننا ستر المقامات وترك الكرامات، لا ندعي الدعوى ولا مزية ولا خصوصية، ولا نهتم بخرق العوائد والإخبار بالكشوفات، لأن ذلك حيض الرجال، وإنما المعتبر عندنا الكشف النوراني لا الظلماني، وآياتنا في قلوبنا لأننا ورثة محمديون والوارث المحمدي آياته في قلبه، وهي أن يكون في كل نفس يزداد علما وحالا وذوقا”..
وهو القائل:
والأمة قصدي فيهم أن أسوقهم **إلى حضرة البر الرحيم إلهنا
وتعلم هل في الخلق أحنى عليهم **مدى الدهر مني والبعيد كما دنا
محبته للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
بلغت دواوين الشيخ وقصائده فى مدح الحبيب المصطفى عليه افضل صلاة وازكى تسليم ما يقارب ستة آلاف (6000) بيت، تضاف إلى ذلك الأنظام والخطب والتوجيهات والرسائل والفتاوى التي ترتكز كلها على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بشريعته والاهتداء بهديه..
يقول الشيخ في إحدى مديحياته للرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام:
تمسك بأذيال النبي متابعا **مذاهبه والمحدثات فلا لا
فتغنيك عن دستور “كرز” وخالد **وتغنيك عن “جون” يروم محالا
فما نبليون أو لينين ومركس**بموحى إليهم خل عنك خبالا
كتاب من الله الجليل جلاله**قديم وباق لا يخاف زوالا
وقال ايضا :
فمن لسوى الهادي يروم قيادتي ** وذلك المعنى وهو اشقي وأخيب
فلم ارض تغييرا ولست مبدلا ** فمذهب غير الهاشمي لست اذهب
ونهج سبيلي واضح لمن اهتدى ** وقد خاب من يبغى اعوجاجي ويطلب
ومن قوله :
إنا اعتصمنا بالإله ودينه الإ ** سلام والإيمان والإحسان
ونحب أهل الله صفوة خلقه ** وما ضرنا هذيان ذي هذيان
وقد ألف في نصرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام كتابه “نجوم الهدى في كون نبينا أفضل من دعا إلى الله وهدى”. أما إذا تعلق الأمر بالمس من مكانة سيدنا الشيخ التجاني رضي الله عنه وطريقته فذلك ما يشمر له عن ساعد الجد ويفرغ فيه الجعب ويغضب فيه لله تبارك وتعالى.
اهتمامه بالقرآن الكريم :
للشيخ إبراهيم نياس اهتمامات فائقة بالقرآن الكريم تجسدت في حرصه على تحفيظ القرءان لأبنائه وبناته وكل من ارتبط به، وتشجيع الحفاظ والمقرئين والطلبة على حفظ القرءان.. وكذلك في تلاوة القرءان آناء الليل وأطراف النهار.. يقول في ذلك:
نور بنور الذكر والفرقان **بطنان ذا العبد مع الظهران
فلتجعلن حفظ كتابك الكريم **كرامتي إلى لقائك العظيم
شوقي وحبي فيك لا يشفيه**سوى حلول وارتحالي فيه
ومن ذلك استغاثاته وتوسلاته وفق حروف آيات من القرءان الكريم.
وقام الشيخ بتفسير القرءان الكريم كاملا عدة مرات باللغة العربية وباللغات المحلية.
حجه لبيت الله الحرام :
حج الشيخ سبع عشرة حجة، واعتمر وزار مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك وكانت حجته الأولى عام 1355هـ، وآخر حجة له في عام 1391هـ.
مؤلفاته :
زادت مؤلفات الشيخ على الثلاثين في مجالات التصوف والفقه والنحو والتوجيه لكن اغلبها كان في مدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها:
– كاشف الإلباس عن فيضة الختم أبي العباس
– مسرة المجامع في مسائل الجامع
– الخمر الحلال في مدح سيد الرجال
– تيسير الوصول إلى حضرة الرسول
– طيب الأنفاس في مدائح الختم ابي العباس
– روض المحبين في مدح سيد العارفين
– النور الرباني في مدح السيد أحمد التجاني
– روح الأدب لما حواه من حكم وأدب
– نور البصر في مدح سيد البشر
– السر الأكبر والكبريت الأحمر
– تحفة الأطفال في حقائق الأفعال
– الفيض الأحمدي في المولد المحمدي
– تبصرة الأنام في أن العلم هو الإمام
– روح الحب في مدح القطب
– رفع الملام عمن رفع وقبض اقتداء بسيد الأنام
– نجوم الهدى في كون نبينا أفضل من دعا إلى الله وهدى
– تنبيه الأذكياء في كون أحمد التجاني خاتم الأولياء
– وجه التحقيق في كون جامع مدينه هو العتيق
– تحفة أهل الحاضرة بما ينفع الحاج سيما في الطائرة
– الحجة البالغة في كون إذاعة القرءان سائغة
– إرشاد السارين في عدم زكاة هارين
– جواهر الرسائل
– البيان والتبيين عن التجانية والتجانيين
– الجواب الموسع عن نازلة السلم
– كشف الغمة في رفع مراء علماء الأمة في توحيد الرؤية
– رسالة التوبة
– رسالة انيامي
– سبيل السلام في إبقاء المقام
– الصارم الأحمدي
– شرح المرهفات القطع.
وقد صدر سنة 2012 كتاب يحتوي فتاوي الشيخ تحت عنوان “إتحاف السامع والراوي ببعض أجوبة الشيخ والفتاوي” جمعه ونشره الإمام الشيخ التجاني سيس..
من قصائده :
وثقت بماح قد محا كل ظالم ** محمد المختار نور العوالم
أفوض امرى للإله متابعا ** مناهج خير الخلق بحر المكارم
فشغلي مدى الأيام مدح جنابه ** وأسمو به فوق السهى والنعائم
وثقت به في حالتى واننى ** على كل حال خادم لابن هاشم
ضمنت له ما عشت سرد مدائح ** بها تعتلى مصري على مدن سالم
أبى الله مهما كنت خادم احمد ** مساءة قلبي أو خضوعي لظالم
متى نابنى أمر مدحت محمدا ** فيتحفني ما فات أفكار العوالم
رميت به وجه العدو وحزبه ** وأسطو بسيف المصطفى خير خاتم
يسومون خسفا بالجناب جنابه ** وعزته بالله رب العوالم
إليك رسول الله أشكو فاننى ** فريد حقير في عيون المساخم
فما وجدوا عندي جيوشا وعدة ** ولا ناصر عندي سوى ذكر هاشم
أتتركني من شاء ضام جوانبي ** ولم احترم من حب خير الأكارم
أناديه طه أأحمد عاقب ** لتنقذ عبيدا من عدو وغاشم
لجأت إليه لم ارم غير عونه ** يقيني شرورا من جماد وآدمي
له سطوة تستأصل الكفر من لنا ** بسطوته تنحو لأهل المظالم
هدمت الذي شادوا بمدح محمد **فصار الذي راموا كأحلام نائم
اله البرايا العدل ذا البطش فاقهرن ** جميع العدى ولتكفني ، خير راحم
نعم نقموا منا اقتفاء لنهج من ** بعثت إلينا وهو بحر المكارم
نبي الهد ليث العدى باذل الندى ** أبان لأهل الرشد كل المعالم
أرانا سبيل الحق جد مناصح ** عليه صلاة الله أهل المراحم
لئن غاب عنا ، دينه غير غائب **وناصره يرقى لأقصى السلالم
لقد حاز أنصار الحنيفة رتبة ** وخادمها يعلو كل خادم
هو الحق والنور المبين واننى ** درجت عليه رغم انف البهائم
بدا لي أن الأمر لله وحده ** متى شاء حاز العبد كل الغنائم
صبرت لما ألقى وربي كاشف ** اله البرايا ثم أحوال ظالم
رقيب عليهم خالقي ومدبري ** إذا شرعوا بالظلم من لي بفاهم
بصير خبير قادر وانتقامه ** شديد على الأعداء أهل المظالم
أصلى على خير العباد محمد ** عليه صلاة الله من كل قائم
له من الهي كل طرف صلاته ** عليه صلاة لا تعد لراقم
عليه صلاة الله وسلامه ** مع الآل والصحب البحور الخضارم
به واليه منه عنه عليهم ** ومن يقتفيهم من مصل وصائم
اجب يا الهي دعوتي ثم صلين **على المصطفى المختار معطى الغنائم
دعوت الهى ليس لي الدهر غيره ** وهو الواهب المعطى لبر وظالم
سلوكه الطريقة التجانية :
نشأ الشيخ إبراهيم نياس في محيط تجاني حيث اخذ الطريقة التجانية عن والده العالم الجليل الحاج عبد الله نياس الذي تولى تربيته وتعليمه ،وهو اخذ الطريقة عن خاله ابراهيم الفوتجلى ، عن الفا مايرو، وهو عن المجاهد الكبير الشيخ عمر الفوتى ، وهو عن عبد الكريم الناقل ، وهو عن سيدي مولود فال ، وهو عن القطب الشيخ محمد الحافظ الشنقيطي ، وهو عن القطب المكتوم موﻻنا الشيخ احمد بن محمد التجاني رضي الله عنه عن جده منبع الفيوضات الربانية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وللشيخ إجازات كثيرة تزيد على الخمسين وممن أجازه إجازة مطلقة :
1 – سيدي محمد محمود الشنقيطى التيشيتى والشيخ إذ ذاك في العشرين من عمره ( 1340 هجرية ) .
2 – وأعطاه سيدي عبد الله ولد الحاج العلوي الإذن المطلق عام 1345 هجرية
3 – وحصل فى نفس السنة كذلك على الإذن المطلق من سيدي محمد الكبير ولد محم
4 – وفى عام 1349 هجرية أجازه سيدي محمد سعيد بن الشيخ احمدو بن الشيخ محمد الحافظ
5 – وأجازه قاضى القضاة سيدي احمد سكيرج العياشى رضي الله عنه مع بشارات واردة في حق الشيخ إبراهيم نياس ومنها قوله :
شهدت لكم فتحا مبينا بما لكم **به الحق من بين البرية قد خصا
ورثت عن الشيخ التجان خلافة ** واني لكم فيها أنص لكم نصا
واني أرى الشيخ التجاني خاتما ** وأنت الذي قد صرت في الخاتم الفصا
وما قلت هذا عن هوى وتبجح ** وﻻ كان من شطح رقصت به رقصا
لكنه عن وارد جاء ناشرا ** لواء سرور منه حاسدكم غصا
وكم طائر فخرا يعد مزاحما ** لكم فئ المعالي والجناح له غصا
6 – وأجازه كذلك الشيخ محمد الحافظ بن عبد العزيز المصري وغيرهم من أعلام الطريقة التجانية .
7 – وللشيخ ثلاث عشرة إجازة كاملة تامة تحتوي على واحد وخمسين خليفة مصرحا باسمه، مشهورا من أكابر أهل الطريقة تتصل بالختم التجاني رضي الله عنه من طرق ثمانية من أكمل خلفائه المباشرين له وهم:
1 – الخليفة سيدي علي التماسيي
2 – الخليفة سيدي محمد البناني،
3 – الخليفة الشيخ محمد الحافظ،
4 – الخليفة سيدي موسى بن معزوز،
5 – الخليفة سيدي محمد بن أبي النصر،
6 – الخليفة الشيخ عبد الوهاب بن الأحمر،
7 – الخليفة سيدي محمد الغالي،
8 – الخليفة الشيخ الطيب السفياني..
صحب الشيخ :
قدر عدد أتباع الشيخ في مختلف مناطق إفريقيا وخارجها بحوالي ثلاثين مليون.
وقد تتلمذ عليه عدد كبير من أبناء شنقيط من أسرٍ ذات عراقةٍ في العلم والصلاح، منهم على سبيل المثال :
1 – الشيخان بن محمد الطلب ” من آب ” ( حفيد الشيخ محمد الحافظ الشنقيطي الذي اخذ الطريقة من أبى العباس موﻻنا احمد بن محمد التجانى ) رضي الله عنهم .
2 – الشيخ محمد المشري (ابن الحاج عبد الله العلوي من خلفاء الشيخ احمد التجاني ) رضي الله عنهم .
3 – الشيخ الهادي بن السيد ( حفيد موﻻنا السيد مولود فال ) رضي الله عنهم .
4 – الشيخ محمدو النحوي رضي الله عنه .
5 – سيدي عبد الله بن خيري رضي الله عنه .
6 – الشيخ محمدن بن الطلبه التندغي رضي الله عنه .
7 – الشيخ عبد الله الجيجبي رضي الله عنه
8 – سيدي محمد ناج بن الغابد رضي الله عنه
9 – سيدي محمد المختار بن المجتبى رضي الله عنه
10 – سيدي محمد عبد الله بن السيد أطال الله بقاءه
11 – سيدي محمد اﻻمين الجكني رضي الله عنه
12 – سيدي محمدو بن الرباني رضي الله عنه
ومن السنغال :
1 – الشيخ الكبير والخادم الأرضي السيد علي سيس بن الحسن رضي الله عنه
2 – الشيخ ابوبكر نياس المثنى بن الحاج عبد الله نياس رضي الله عنه
3 – الشيخ الحاج عمر طور رضي الله عنه
4 – الشيخ الحاج عثمان انجاي رضي الله عنه
5 – الشيخ ابرا فال رضي الله عنه
6 – الشيخ الحاج حسن دم الفوتي رضي الله عنه
من نيجيريا :
الشيخ ابوبكر عتيق رضي الله عنه
الشيخ تجانى الكنوى رضي الله عنه
الشيخ ثانى كافنغا رضي الله عنه
الشيخ عثمان القلنسوى رضي الله عنه
الشيخ ابوبكر ميجنغ يوا رضي الله عنه
الشيخ بلاربى رضي الله عنه
الشيخ عبد الله سالغا رضي الله عنه
الشيخ ابراهيم صالح الحسيني اطال الله بقاءه
الشيخ محمد رابع رضي الله عنه
10- الشيخ ابو الفتوح البرناوى رضي الله عنه
11- الشيخ شريف تجانى البرناوى رضي الله عنه
12- الشيخ محمد ثانى اول رضي الله عنه
13 – الشيخ عبدالقادر زاريا رضي الله عنه
14 – الشيخ ابراهيم ايبو رضي الله عنه
من النيجر :
1 – الشيخ ابوبكر هاشم رضي الله عنه
من غانا :
1- الشيخ باب مكا رانتا رضي الله عنه
2 – الشيخ باب واعظ رضي الله عنه
من مالى :
1 – الشيخ محمد المنصور حيدرا رضي الله عنه
2 – الشيخ محمد الماحى حيدر رضي الله عنه
من اتشاد :
1 – الشيخ ابا سلوم رضي الله عنه
2 – الشيخ فقيه صالح نور رضي الله عنه
3 – الشيخ ابراهيم دوتم رضي الله عنه
وكذا من كثير من الأقطار الإفريقية و خارجها.
مكانته العلمية في العالم الإسلامي:
كانت للشيخ رحمه الله مكانة علمية بارزة في العالم الإسلامي، فقد كان محل التكريم والعناية في جميع الدول الإسلامية، وقد زارها كلها تقريباً، كما زار المجتمعات الإسلامية في الدول الأخرى، وقابل علماء عصره وأفادهم واستفاد منهم.
ومن أكثر البلدان التي زارها المملكة العربية السعودية وزار الشيخ رضي الله عنه مختلف المراكز العلمية والإسلامية في بلاد شنقيط والمغرب وتونس ومصر والحجاز، وباكستان والهند و الصين.
وانخرط في الدعوة في هيئاتها الرسمية،فقد كان:
– نائبا للرئيس ثم رئيسا للمؤتمر الإسلامي بكراتشي.
– عضواً مؤسساً في رابطة العالم الإسلامي.
– رئيسا مؤسسا لمنظمة الإتحاد الإفريقي لدعاة الإسلام
– عضواً مؤسساً في جمعية الجامعات الإسلامية بالرباط.
– عضوا في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة.
– عضوا في مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.
– عضو في المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر.
وغيرها من الهيئات الدعوية الإسلامية.
كما زار القاهرة عشر مرات.
وكانت له صلات قوية بمشايخ الأزهر أمثال الشيخ محمود شلتوت، والشيخ الدكتور عبد الحليم محمود، وهما رئيسان سابقان للأزهر وقد أكرمه علماء الأزهر بأن لقبوه “شيخ الإسلام” (يقال بأن الشيخ شلتوت هو الذي لقبه بهذه الصفة).
وقد أكرمه مشايخ الأزهر مرة أخرى عندما طلبوا منه أن يؤم صلاة الجمعة في الأزهر، وكان ذلك فى صفر من عام 1381هـ (21/7/1961م)، وبعد صلاة الجمعة علق الشيخ محمد الغزالي على خطبة الشيخ بقوله: ” إننا مطمئنون على مستقبل العالم الإسلامي ما دام في المسلمين أمثال ضيفنا العظيم شيخ الإسلام إبراهيم نياس”.
والشيخ هو أول إفريقي ينال شرف إمامة المسلمين في الأزهر الشريف.
أقوال أهل العلم عنه:
قيل فى مدح الشيخ ما لو جمع لصار عدة دواوين من ذلك هذه الأبيات من قصيدة للشاعر موناك التندغي:
قطب التجانية الشهير وتاجها**وإمامها وجدوده تيجانها
ذو الرتبة العليا التي تنحط عنها**العارفون ولو سما عرفانها
وبه الشريعة قد تمكن صيتها**وبه الحقيقة قد سما بنيانها
ومن قصيدة للقاضي محمد عبد الله بن المصطفى العلوي الملقب أبوه يمدح فيها الشيخ:
عليه من آيات الخلافة آية **من الله لا تخفى على من تأملا
على وجهه نور من الله ساطع **أبى الله إلا أن يتم ويكملا
تضلع من “عبدين” لله دره **ودرهما الله نهلا ومنهلا
قال الداعية الكبير محمد الغزالي:
” إننا مطمئنون على مستقبل الإسلام مادام في المسلمين أمثال ضيفنا العظيم شيخ الإسلام إبراهيم نياس”.
قال العلامة الشيخ محمد محمود الصواف:
” والشيخ إبراهيم نياس هو كبير مشايخ هذا الإقليم، بل هو الرجل القوي الذي يقف بصلابة أمام جميع التيارات المعاكسة للإسلام، وله مقام كبير ونفوذ واسع لدى الشعب السنغالي وبعض الشعوب الإسلامية الأخرى، وقد أسلم على يديه خلق كثير.. “.
قال الشيخ محمد الحافظ المصري بعد أن ذكر عدة أوصاف للشيخ:
” … وباختصار هو نور هذا العصر”.
وقالوا في مدحه كذلك :
قال العالم الرباني الشيخان بن محمد الطلبة الشنقيطي في قصيدة يمدحه بها:
أشمس بدت بالليل طالعها سعد** وما كان شأن الشمس بالليل أن تبدو
ويقول أستاذ الجيل العلامة محمد فال (أباه) بن عبد الله:
رعيت أبا إسحاق والبيت والمسعى ** رياضاً من العرفان طيبة المرعـى
إلى أن يقول:
له ورع قد صير الندب واجبـا ** كما سير المكروه من ورعٍ منعـا
وموعظة لو باشرت جلمدا غدا ** لصولتها الجلمود يستهـل الدمعـا
أيا قارئ القـرآن متقـن فنـه ** وقارئـه عشـراً وقارئـه سبعـا
إلى أن يقول:
وجددت علم الشرع من بعدما عفا ** وكاد ظلام الجهل أن يكسف الشرعا
.قوته في الحق:
كانت للشيخ صلات مع الرئيس جمال عبد الناصر وقد قابله عدة مراتٍ، ، ولما وقعت هزيمة يونيو 1967م وجه الشيخ رسالة إلى عبد الناصر أوضح له فيها المنهج والمخرج الصحيح، وطريق النصر، يقول في الرسالة :
وعلينا أن نسير مع خط النصر (إن تنصروا الله ينصركم)، ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)… فاتق الله يا أخي.. واتبع سبيل قائدك الأعلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يقول: ( أدبني ربي فأحسن تأديبي) وكان خلقه القرآن…( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)
(فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)…. فسر على هذا الخط الذي يسير عليه النصر… ولا بد من الوقوف بباب الله بالتضرع والدعاء “.
الشيخ واللغة العربية:
كان الشيخ كثير الاعتناء باللغة العربية، ومن أهم مظاهر ذلك رفضه إدخال أبنائه إلى المدرسة الفرنسية إبان فترة الاستعمار الفرنسي رغم الضغوط التي مورست عليه من قبل الفرنسيين؛ وأرسل أبناءه إلى الأزهر الشريف، حيث تخرجوا دعاةً وأساتذة .
وقد أسس الشيخ معهداً للغة العربية والعلوم الشرعية في مدينته بكولخ في السنغال، واستقدم له بعثات تعليمية من الأزهر الشريف .
واستمر هذا المعهد في العطاء ونشر اللغة العربية، وتخرجت فيه أجيال بعد أجيال، ويشرف الآن عليه أبناء الشيخ وأحفاده وتوجد في المعهد بعثة تعليمية من موريتانيا مكونة من عدة أساتذة يدرسون في مختلف المراحل والتخصصات .
الشيخ في الصحافة العربية:
اهتمت الصحف العربية بنشاط الشيخ ودعوته وأجرت معه الصحف مقابلات عديدة، وأعدت وسائل الإعلام التقارير والمقالات عنه وعن مدرسته وتصوفه ومكانته بين المسلمين في غرب أفريقيا وخارجها.
ومن الصحف المصرية التي نشرت موضوعات عن نشاط الشيخ وحياته ودعوته،مجلة الأزهر ومجلة المصور، وصحيفة الأهرام، وصحيفة المساء، وصحيفة آخر ساعة، وصحيفة الأخبار، ومجلة روز اليوسف ومن الصحف غير المصرية :صحيفة الأنباء المغربية، والبلاد السعودية، والشعب الموريتانية، وغيرها من الصحف والمجلات العربية.
وكانت صحيفة الأهرام المصرية قد نشرت فى عددها الصادر يوم 27/12/1999م مقالا
عن الشيخ، وهو الزعيم الديني الإفريقي الوحيد الذي يوجد له ملف خاص في مؤسسة الأهرام.
كما اهتمت الإذاعات العربية بنشاط الشيخ الدعوي حيث أجرت معه عدة مقابلات، منها مقابلة أجرتها معه الإذاعة المصرية بتاريخ 16 مارس 1961م.
شمائله:
كان الشيخ عابدا زاهدا عالي الهمة لا ينام إلا قليلا، متصوفا متمسكا بالكتاب و السنة ، وكان إذا شكوا إليه مخالفات بعض المنتسبين للتصوف يكرر الكلمة المشهورة عن شيخه مؤسس الطريقة التجانية الشيخ سيدي أحمد التجاني: إذا سمعتم عني شيئا فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به و إن خالف فاتركوه.
وتميز الشيخ بالكرم والسخاء والجود والحياء والصبر والوقار وحسن الخلق مع كل مخلوق واعطاء كل ذى حق حقه والتخلق بالأخلاق النبوية واتباع سنة خير البرية .. وقد بلغ الغاية في التضرع إلى الله والإعراض عما سواه وتقوى الله في السر والجهر وحسن الظن بالله وتفويض الأمر إليه ، وتخصص الشيخ في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقاؤه ربه :
وفى يوم السبت 15 رجب 1395 هجرية الموافق 26 يوليو 1975 انتقل الشيخ رضي الله عنه إلى رحمة مولاه في لندن ( عاصمة بريطانيا العظمى ) ودفن بجوار مسجده في مدينته بكولخ ، وذلك بعد أن خدم الإسلام والأمة المحمدية كما أدى واجبه للقارة الإفريقية في كثير من المواقف ، جزي الله عنا الشيخ إبراهيم رضي الله عنه خير الجزاء .
ومن الملاحظ أن الشيخ إبراهيم انتقل إلى ربه في اليوم الذي ولد فيه وهو 15 رجب .
إعداد/ محمد الحافظ بن محم
المصادر :
– كتاب “كاشف الإلباس عن فيضة الختم أبى العباس ” للشيخ إبراهيم انياس الصادر 1352 ه
– كتاب ” من أخبار الشيخ إبراهيم ” للسيد محمد عبد الله ولد السيد ولد اكتوشن الصادر 2004 م
– كتاب ” ما ذا عن الشيخ إبراهيم ” للسيد محمد بن الشيخ عبد الله الصادر 2012
– نبذة عن حياة العالم المجدد شيخ الاسلام الشيخ ابراهيم نياس لسيدى محمد القرشى بن شيخ الاسلام الشيخ ابراهيم نياس نشرت فى رمضان 1436 هجرية يوليو 2015 ميلادية
– موقع المجالس للسيد عبد الله ولد الهادى ولد السيد
نقلا عن موقع الحضارة وكالة أنباء مستقلة